الموكب الجبيلي الذي احتشد في الباحة الخلفية لمطعم كِبار، كان أقل من توقعات المنظمين، إلا أن لقاء الأهالي للموكب في قرى وبلدات جبيل دلّ على حماسة استثنائيّة لم يعرفها القضاء منذ فترة. فقد احتشد الكثير من المؤيدين على جانبي الطريق وشرفات منازلهم، من جبيل إلى نهر إبراهيم مروراً بحالات والفيدار وصعوداً نحو عنايا ومشمش وبجة ونزولاً إلى غلبون، حيث استقبِل الموكب على وقع قرع الطبول والألعاب النارية وكؤوس الشامبانيا.
في جبيل، قاد الحراك العونيّ منسق هيئة قضاء التيار الوطني الحر في جبيل طوني بو يونس الذي نجح في مواكبة القيادة المركزية في شد العصب العوني في جبيل، وتجاوز كل الخلافات والمآخذ التي عكرت الصفو العوني قبيل الانتخابات الحزبية. طوني بو يونس الذي انضم عام 1989 إلى «أنصار الجيش» لدعم الجيش في حربي التحرير وتوحيد البندقية، واصل «النضال» مع رفاقه في الساحات والشوارع حتى عودة الجنرال ميشال عون من المنفى عام 2005. بدأ يبرز أكثر فأكثر حين كان المهندس غابي عبود منسقاً لقضاء جبيل، بحكم اضطرار الأخير إلى أن يكون خارج بيروت غالبية الوقت لمتابعة عمله. وسرعان ما حل بو يونس محل عبود ليتفرغ بالكامل لمتابعة شؤون التيار في جبيل.

ويروي الناشطون الكثير عن معاناتهم معه جراء استيقاظه «قبل الضو بكثير» كلما كان هناك نشاط، مع العلم بأن التيار يعول على بلدات إهمج والعاقورة وبجة وجبيل وغلبون، إضافة إلى جبيل المدينة طبعاً. ففي جبيل ينشط منسق هيئة المدينة المخرج جيسكار لحود على نحو لافت، وهناك اليوم 160 ملتزماً في التيار، فيما يبلغ عدد المشاركين في غالبية أنشطة المدينة 400 ناشط. أما إهمج، بلدة النائب سيمون أبي رميا، فيبلغ عدد البطاقات البرتقالية الحزبية فيها 150، وهي شاركت أمس بأكثر من 400 ناشط أيضاً. وكانت لافتة مشاركة نواب جبيل الثلاثة في تحرك أمس، فأبي رميا نزل مع وفد هيئة قضاء جبيل الى الساحة، فيما النائب عباس هاشم ترأس وفداً من مؤيديه، بينما اكتفى النائب وليد خوري بالذهاب مع أفراد من أسرته وبعض الأصدقاء. وكان واضحاً أن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت الدور الرئيسي في تعبئة الجمهور العوني، في ظل استنفار العونيين للدفاع عمّا يعتبرونه حقوقهم الخاصة التي سعى الحراك المدني لسحب بساطها من تحت أقدامهم. ولعل الرسالة الجبيلية الأبرز كانت للمناضل الجبيلي الأول الدكتور أدونيس العكرة (الذي جرى التداول باسمه كأحد المرشحين المحتملين لمنصب نائب رئيس التيار) الذي دعا رفاقه في التيار إلى المشاركة الكثيفة لاستعادة «بعض حقوقنا في الحياة وترسيخ الوجود، تماماً كما استعدنا في السابق حقنا بالارض وحريتنا في القرار».