نجح التيار الوطني الحر في اختبار الشارع أمس. بخلاف التوقعات، طوى العونيون الأزمات التي ولدتها انتخاباتهم الداخلية التي انتهت بتزكية الوزير جبران باسيل رئيساً، فاكتمل نصابهم السياسي في ساحة الشهداء، وتمكنوا من الحشد، رغم أن الفارق الزمني بين الدعوة إلى التظاهر وموعده لم يكن كبيراً. وبعكس ترويج خصومهم، حضر أبناء التيار بكثافة في الساحة، في تجربة هي الاولى منذ أكثر من 8 سنوات.
وغير بعيد عن الصورة التي حصلوا عليها أمس، كان المضمون لافتاً أيضاً. خطاب رئيس التيار جبران باسيل خرج من الإطار الطائفي إلى الإطار الوطني، راسماً خارطة طريق سياسية واضحة، تعني جميع اللبنانيين لا العونيين وحدهم، ولا المسيحيين حصراً: العودة إلى صناديق الاقتراع، من خلال الانتخابات، الرئاسية مباشرة من الشعب، والنيابية وفق قانون قائم على النظام النسبي. مطلب العونيين في ساحة الشهداء يمكن تلخيصه بكلمتين: الانتخابات الآن.