عنوان تظاهرة أمس بالنسبة إلى الناشط في التيار الوطني الحر وليد الأشقر كان "الاحتكام إلى خيار الشعب". الناشط الذي بلغ أربعين عاماً ما زال "مؤمناً بشدة بأهداف التيار التي لم تتغير، حتى وإن اختلفت وسائل تحقيقها" على حدّ تعبيره. وهو بالمناسبة لم يرث رأيه السياسي من أهله.
وخلافاً لعدد كبير من ناشطي التيار الوطني الحر الذين كانوا يقطنون مناطق جبل لبنان، كان وليد الاشقر يسكن في بلدة بينو العكارية، ويمارس في "المنطقة المحظورة" نشاطه العوني. وهو ما أدى إلى اعتقاله عدة مرات من قبل الاستخبارات السورية. بحدة وجدية يستذكر الأشقر تلك المرحلة: "آنذاك خاف كثيرون من المطالبة بحقوقهم، أما اليوم فقد آن الأوان ليدافع كل لبناني عن مبدأ الشراكة، ليس فقط تحت شعار سياسي بل تحت عنوان مطلبي أيضاً تكفله الدساتير والأعراف". ويقول الأشقر إنه بدأ المشاركة في التظاهرات العونية منذ كان في الخامسة عشرة من عمره، للمطالبة بـ"تحرير لبنان"، أما اليوم فيتظاهر للمطالبة بعد تهميشهم أكثر من السلطة. ويلفت هنا إلى عدم مشاركته بصفته مسؤول العلاقات العامة في التيار، بل كمواطن سلبوه أقل حقوقه، وهي الحق في الانتخاب واختيار ممثليه. أما التظاهرة فتكمن أهميتها في إيصال رسالة واضحة إلى الرأي العام، وتسمح بشد عصب المناصرين والمحازبين، وتؤكد لكل من يعنيهم الأمر أن التيار موجود وقوي ولا يمكن تخطّيه في أيّ معادلة. ويختم حديثه بالقول إنه ناضل 25 عاماً ويجد أن المسيرة مستمرة لأن "طريق الحرية شاق ومتعب. لكني سأدافع بكل ما أستطيعه من قوة عن حقوقي وحقوق غيري، حتى وإن كانوا يختلفون معي في الرأي".