strong>أكّد الأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصر اللّه، في الذكرى الرابعة لحرب تموز، أن المقاومة التزمت ضبط النفس أمس، لكنّها لن تسكت عن تكرار الاعتداء على الجيش. وأعلن أنّه سيكشف عن وثائق تتهم إسرائيل باغتيال الرئيس رفيق الحريري
اتهم الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله إسرائيل باغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 «استناداً إلى معطيات ستفتح أُفقاً مهماً في التحقيق والوصول إلى الحقيقة»، لافتاً إلى أنه سيضطر الى «كشف سرّ مهم جداً لعملية للمقاومة لإثبات المعطيات التي سيعرضها». كلام نصر الله جاء في المهرجان الاحتفالي بالذكرى الرابعة للانتصار في حرب تموز 2006، في ملعب الراية، بحضور ممثلين عن الرؤساء الثلاثة ووزراء ونواب حاليين وسابقين وسياسيين ودبلوماسيين.
قسّم نصر الله خطابه إلى ثلاثة عناوين: الأول هو العدوان الإسرائيلي المستمر، والثاني هو ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري والمحكمة الدولية، والعنوان الثالث هو حرب تموز.
وفي العنوان الأول، قال نصر الله إن العدوان الإسرائيلي على لبنان لم يتوقف، «الدليل الأول هو الخروق الإسرائيليّة للسيادة اللبنانية. وفي إحصاء منذ 14 آب 2006 إلى اليوم، هناك ما يزيد على 7 آلاف خرق إسرائيلي للقرار 1701. طبعاً، العالم لم يحرّك ساكناً ومجلس الأمن الدولي لا يقوم بشيء لكي يحترم قراره».
ولفت إلى أن ما حدث أمس في العديسة هو دليل إضافي على العدوان، «طبعاً قامت قوة من الجيش اللبناني الموجودة هناك بواجبها. ورغم تواضع إمكاناتها الماديّة، واجهت الاعتداء وقدّمت شهداء وجرحى من جنودها ومقاتليها، كما سقط شهيد من الصحافة اللبنانيّة، وليس غريباً على الصحافة اللبنانيّة أن يسقط منها شهداء وجرحى مدنيّون، وتصرفت قيادة الجيش وضباطه وجنوده بشجاعة وثبات».
ولفت إلى أنه منذ اللحظة الأولى لحصول المواجهة «استنفرت المقاومة، وكانت في أعلى جهوزيّة لها وبدرجة عالية جداً من الانضباط ومواكبة تفصيليّة لكل الأحداث». وأعلن أن حزب الله اتصل بقيادة الجيش ووضع إمكانات المقاومة في تصرّفها، كذلك مع الرؤساء الثلاثة، وأبلغهم بأن المقاومة لن تبادر «رغم الألم مما كنا نشاهد، المقاومة ستتصرف بانضباط وهي جاهزة وبتصرف قيادة الجيش».
وعن سبب هدوء المقاومة، قال نصر الله إن هناك ثلاثة حسابات لما جرى، «أولاً، إن هناك وطناً، وإن الجيش هو الذي يدير المعركة، وليس معلوماً ما هي حدود التطوّر، وإذا تطوّرت الأمور فكيف سيأخذ الجيش الأمور». أمّا الثاني، فهو الحساب السياسي العام، والثالث، إن هناك «بعض سيّئي النيّة، فيمكن أن يخرج أحد غداً ليقول إن المقاومة دخلت لتزايد على الجيش». وختم نصر الله كلامه على الهجوم الإسرائيلي، بالقول: «في أي مكان سيعتدي فيه العدو الصهيوني على الجيش ويكون فيه وجود للمقاومة أو يد المقاومة تصل إليه، فإن المقاومة لن تقف ساكتة أو منضبطة، اليد الإسرائيلية التي ستمتد إلى الجيش اللبناني ستقطعها المقاومة».
ولفت إلى أن الدليل الثالث للعدوان الإسرائيلي هو «القنابل العنقودية المنتشرة في الجنوب. ومنذ أربعة أعوام إلى الآن، لدينا في الجنوب ثلاثمئة وستة جرحى، وكثير من هؤلاء الجرحى قُطعت أيديهم وأرجلهم وأُصيبوا بإعاقة كاملة، وأربعة وأربعون شهيداً من رجال ونساء وأطفال».
والدليل الثالث هو «الجواسيس والعملاء، والعمل الإسرائيلي المتواصل لاختراق كل شيء في لبنان من مؤسسات عسكرية وأمنية وسياسية إلى مؤسسات خاصة، إلى قوى سياسية، إلى مجتمع أهلي، لكن أخطر هذه القطاعات على الإطلاق هو قطاع الاتصالات، لأن أفضل وأقوى وسيلة لجمع المعلومات هي الاتصالات، ولذلك يجب أن نتوقع أن حجم الاختراق الإسرائيلي في قطاع الاتصالات وشركات الاتصالات أكبر وأضخم مما تبيّن حتى الآن، وهذا الاختراق لن يوفر فقط للإسرائيليين سيطرة معلوماتية، بل قدرة فائقة على التحكم، وهذا ما على الفنيين أن يقوموا بشرحه للناس لينتبهوا ويحتاطوا». وذكّر بأنه تم اكتشاف مئة جاسوس حتى الآن.

إسرائيل اغتالت الحريري

أمّا في ما يتعلّق بالعنوان الثاني، فقال نصر الله إن الجميع استمع إلى «الجنرال أشكينازي يتحدث عن قرب صدور قرار اتهامي باغتيال الرئيس الحريري يتهم حزب الله، وأنتم تعرفون أن أشكينازي ليس صحافياً يكتب في جريدة أو مجلة، بل هو رئيس أركان أهمّ جيش في المنطقة». ولفت إلى أن الإعلام الإسرائيلي يضخّ تفاصيل وتحاليل وأسماءً ورهانات عن فتنة سيواجهها لبنان والمقاومة.
ورحّب بالزيارة المشتركة للملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد إلى لبنان «ونحن نعبّر عن سعادتنا لكل تقارب عربي وخصوصاً سعودي سوري لأن بركات التقارب العربي وتقارب س ـــــ س أول ما تطال لبنان، ولأن التباعد العربي والتخاصم العربي أول ما يتظهّر في لبنان، طبعاً في الأيام القليلة الماضية كانت أيضاً هناك زيارة كريمة لأمير قطر».
وقال إن الحزب فهم من القمّة الثلاثيّة أن هناك «جهداً عربياً سيبذل لمصلحة حماية لبنان وقطع الطريق على كل الأحلام الإسرائيلية، وأن علينا جميعاً أن نتعاون وأن نهدئ الأمور ريثما تتبيّن نتيجة هذه الجهود فيبنى على الشيء مقتضاه. نحن نرحّب بهذا الجهد العربي، ونرحب بهذه الدعوة ونؤكد أننا جميعاً نريد الحقيقة ونرفض التزوير والتزييف والتسييس وأننا جميعاً نريد العدالة التي كما هي حق شخصي وعائلي لعائلة الرئيس الشهيد هي حق عام وحق وطني لكل اللبنانيين».
وقال نصر الله إنه يتّهم «العدو الإسرائيلي باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005»، وأعلن أن هناك «دليلاً حسياً على أن إسرائيل، من خلال عملائها، كانت تستغل الخصومة السياسية حتى في عام 1993، الخصومة السياسية التي كانت في ذلك الوقت بين حزب الله والرئيس الحريري لإيجاد قناعة لدى الرئيس الحريري وأصدقائه وبعض محيطه وأصدقائه في الداخل والخارج بأن حزب الله يريد اغتياله، وأنا سأجلب لكم وثيقة سمعية بصرية بهذا الموضوع». وأضاف: «سأضطر لأول مرة إلى أن أكشف أحد الأسرار المهمة جداً لإحدى أهم العمليات النوعيّة في تاريخ المقاومة الإسلاميّة في لبنان لإثبات صدقيّة المعطيات التي سأعرضها عليكم». وأشار إلى أن الحزب مستعد لأن يضع الوثائق الأصليّة بين يدي أي لجنة تحقيق يُفترض أن تُؤلّفها الحكومة بعد المؤتمر الصحافي، وأعاد المطالبة بتأليف لجنة تحقيق بموضوع شهود الزور.
أمّا في العنوان الثالث، وهو موضوع الحرب والمعادلات القائمة والوضع الحالي، فلفت إلى أن المقاومة ستُكمل استعمالها «سياسة الغموض البنّاء. في موضوع الجو، سنترك الإسرائيلي ضائعاً يعتقد ما يريده. فإن أراد الاعتقاد أن لا دفاع جوياً لدينا، فليعتقد. وإن أراد الاعتقاد أنّ لدينا دفاعاً جوياً، فليعتقد».