«مين جرّب المجرّب كان عقله مخرّب». هذا المثل الشعبي، الذي رفع أمس شعاراً في الاعتصام الذي نفّذ أمام مطمر الناعمة، كان الأبلغ تعبيراً عن مواقف أهالي الناعمة والقرى المجاورة.المطمر لن يُفتح «ولو ساعة واحدة» والقرار الذي اتخذته بلدية الناعمة هو إقفال المطمر «الى غير رجعة»، وفق ما قال رئيس بلدية الناعمة ــ حارة الناعمة أمين فخر الدين خلال الاعتصام الذي جمع عشرات الشبان من أهالي المنطقة والقرى المجاورة، إضافة إلى عدد من الناشطين في حملة «بدنا نحاسب».

الأيام السبعة التي أشار إليها وزير الزراعة أكرم شهيب «لا تحل المشكلة»، يقول فخر الدين «فقد تعودنا على وعود المسؤولين وخططهم التي تبدأ على أساس لفترة، وتبقى لسنوات، كما مدد لمطمر الناعمة كل الفترة السابقة»، معرباً عن استعداده والبلديات المجاورة لتحمل كل الضغوط السياسية «التي ستمارس علينا وسنبقى على قرارنا».
يؤكد فخر الدين أن «الطريق الى المطمر مراقب وسيبقى تحت الرقابة لعدم السماح لأي شاحنة نفايات بالدخول اليه».
يقول شبان قابلتهم «الأخبار» خلال الاعتصام إن لديهم خطة للتصدي لأي محاولة لإعادة فتح المطمر. الطريق مراقبة من قبل شرطة البلدية من جهة، ومن قبل اللجنة التي شكلّت من عدد من أهالي القرى المجاورة للمطمر من جهة ثانية. الهدف هو رصد جميع الآليات الكبيرة من الشاحنات وغيرها التي تدخل الى المنطقة. في موازاة ذلك، سيتناوب عدد من الشبان على المبيت في المكان نفسه حيث جرى الاعتصام، كما سيتم نصب عوائق من الباطون على جانبي الطريق، ليقتصر المرور بالقرب من الطريق المؤدية الى المطمر على المركبات الصغيرة والمتوسطة الحجم.

مختار بلدة بعورتة:
هذا المطمر لن يفتح
إلا على جثثنا

يعرف رؤساء البلديات، كما الأهالي، أن ضغوطاً سياسية سيتعرّضون لها، ولا سيما من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ولكن «طالما الضغوط هذه لا يرافقها استخدام للقوة، ما في شي ح يزحزحنا»، ولكن في حال قرروا أن يستعينوا بأدوات السلطة القمعية، «ح نرد بالقوة ضدن، المطمر صار منطقة عسكرية، أي كميون ح يجرب يمرق نحنا بالمرصاد، ما تجربونا»، يقول فريد يحيى أحد أبناء المنطقة.
عضو حملة إقفال مطمر الناعمة عماد القاضي، اعتبر أن قرار الإقفال هو قرار الأهالي، «الذين قدموا تضحيات على مدى 18 عاماً» حيث تحملوا نفايات نصف اللبنانيين، مع ما رافق ذلك من ضرر صحي وبيئي لحق بأهالي المنطقة والقرى المجاورة لها. القاضي رأى أن السلطة السياسية أُعطيت فرصة سنة ونصف سنة لإيجاد الحلول المناسبة، لكنها فشلت في ذلك، «نرفض مهلة السبعة أيام التي قد تمتد لسبع سنين». ويضيف القاضي في حديث مع «الأخبار» إنه كان متوقعاً من هذه اللجنة أن تنال رضى الأهالي وموافقتهم قبل موافقة مجلس الوزراء على هذه الخطة.
يسخر أحد الأهالي من الضرورات الوطنية التي تتحدث عنها السلطة، لفتح مطمر الناعمة، ويذكر بالضرورات نفسها التي مددت للمجلس النيابي مرتين.
الأهالي عبّروا أمس عن غضب شديد من محاولات السلطة الاستخفاف بعقولهم. عبّروا بشكل صريح عن انعدام ثقتهم بالوزير أكرم شهيب، وخاصة بعد تناقض مواقفه، حيث اعتبر شهيب في مواقف سابقة أن مطمر الناعمة لا يحمل طناً واحداً بعد، فكيف به اليوم أن يحمل نفايات لم يتم جمعها منذ شهرين مع ما تحمله من أوبئة وأمراض نتيجة عدم فرزها؟ يسأل أحد المعتصمين.
الأهالي أمس طالبوا الحملات المدنية بالمطالبة باستقالة وزير الزراعة، لا وزير البيئة، يقولون إن وزير البيئة «زلمة معتر»، «روحوا طالبوا باستقالة المسؤولين الحقيقيين عن الملف»، يرى الأهالي أن وزير الزراعة وفريقه السياسي يتحملان المسؤولية الحقيقية مع غيره من السياسيين لما وصلت إليه أزمة النفايات في لبنان منذ 18 عاماً حتى اليوم.
وأشار مختار بلدة بعورتة طارق غرز الدين الى أنه «لا يعنينا إذا قبلت أو رفضت المناطق الأخرى إقامة المطامر عندها. نحن تحملنا 18 سنة ولسنا مستعدين لأن نتحمل بعد الآن. هذا المطمر لن يفتح إلا على جثثنا».