عمّت التظاهرات أمس قرى وبلدات فلسطينيي الـ48 بعد دعوة للإضراب، ووصلت التظاهرات إلى جامعة حيفا حيث واجه الطلاب الإسرائيليون اليمينيون هتافات الطلاب العرب
حيفا ــ فراس خطيب
كان يومُ أمس يومَ ما بعد الصدمة. ردّ فلسطينيو الـ48 على صدمة «أسطول الحرية»، فعمَّ الإضراب كل المدن التي يقيمون فيها والمرافق العامة والخاصة. تمر من شوارع القرى والمدن العربية تراها خالية للغاية، حركة السير خفيفة، المؤسسات مغلقة، وغضب يختبئ في كواليس المشهد. لم يكن الإضراب العام الذي أعلنته «لجنة المتابعة العليا للجماهير الفلسطينية»، أول من أمس تسمية فقط، بل كان واقعاً تلمسه من دون تأويل. وفي ساعات ما بعد الظهر، انطلقت مرة أخرى الخطوات الاحتجاجية التي لم تنضب للحظة.
في ساعات فجر أمس الثلاثاء، بدأت الصورة تتضح رويداً رويداً. احتجزت إسرائيل المئات من ركاب السفينة، ونقلتهم إلى خيام ومن ثم إلى أحد السجون في بئر السبع. وكان الاعتقال نصيب وفد لجنة المتابعة العليا للجماهير الفلسطينية. وقد اعتُقل كلّ من رئيس الحركة الإسلامية الشمالية رائد صلاح، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد زيدان، ورئيس الحركة الإسلامية الجنوبية حماد دعابس. وكانت النائبة العربية في الكنيست حنين زعبي، التي كانت على متن إحدى سفن الأسطول، قد احتجزت للتحقيق معها وأطلق سراحها نتيجة حصانتها البرلمانية. ونقل المعتقلون إلى محكمة أشكلون (عسقلان) للبحث في تمديد اعتقالهم.
وكان المئات من فلسطينيي الـ48 على مقربة من قاعات المحكمة التي أحيل عليها صلاح وزيدان ودعابس محتجين على الاعتقال، ومعتبرين إياه سياسياًً. على مقربة منهم، تجمهر العشرات من الإسرائيليين يهتفون «الموت للعرب». وقد شملت هذه الهتافات أيضاً دولاً ليست عربية، إذ هتف المتظاهرون «الموت لتركيا».
في غضون ذلك، عاد الغضب ليكون سيّد الشارع. طافت مسيرات كثيرة كل أرجاء القرى في الجليل والمثلث والنقب. رفع المتظاهرون شعارات منددة بالسياسة الإسرائيلية ومطالبة برفع الحصار. وبينما واصلت الشرطة الإسرائيلية رفع حالة التأهب القصوى، تواصلت حملة الاعتقالات بشبهة «الإخلال بالنظام العام».
وطالت الاعتقالات طلاب جامعات احتجزوا في الحرم الجامعي في حيفا، بعدما وصلت حركة الاحتجاج إلى الجامعات الإسرائيلية. تظاهر الطلاب العرب في حيفا رافعين شعارات تندد بالعدوان الإسرائيلي

اعتقلت الشرطة الإسرائيلية متظاهرين في القدس و12 في الناصرة
على أسطول الحرية. ورفع المتظاهرون شعارات بالعربية والعبرية، من ضمنها أنّ إسرائيل «فاشية دائمة» و«ارفعوا أيديكم عن غزّة» و«لا بدّ للقيد أن ينكسر». وحضر المئات من الطلاب الإسرائيليين وتظاهروا في مقابل تظاهرة الطلاب العرب ورفعوا شعارات تشجع الجيش الإسرائيلي، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية.
وفي لحظات ما، ساد التوتر ميدان التظاهرة، بينما كانت هناك قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية وفرق الخيالة والوحدات الخاصة تفرق بين التظاهرتين.
كذلك، تظاهر عشرات الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة أمام مقر القنصلية التركية، تعبيراً عن امتنانهم للموقف التركي. واعتقلت الشرطة شخصين كانا يشاركان في التجمع. كذلك تظاهر في مدينة شفاعمرو أكثر من ألف شخص، وتجمع عند مدخل بلدة ترشيحا نحو 200 متظاهر، ونحو 200 في كل من كفر ياسيف وابوسنان وكفر مندا في الجليل في شمال إسرائيل.
وكانت الشرطة قد اعتقلت ثلاثة شبّان من قرية الفريديس، وأربعة شبان من مدينة أم الفحم التي شهدت مواجهاتٍ عنيفة بين الوحدات الخاصة وشبّان القرية الغاضبين، أدّت إلى إغلاق عددٍ من مداخل المدينة. كذلك شملت الاعتقالات 12 شاباً من الناصرة.
وتجمّع المئات من النشطاء في شارع الجبل في مدينة حيفا، وهو مكان صار تقليدياً مخصصاً للاحتجاج.