صور ــ آمال خليلويقرّ كثيرون بأن الهجوم على الأسطول وسقوط شهداء، قد نبّها الكثيرين إلى أن الأتراك جيران لهم في الجنوب، في إشارة إلى إحجام قيادة الكتيبة عن الظهور الإعلامي عبر أنشطتها ومساعداتها التي تقدمها إلى القرى المحيطة بمقرّها. إلّا أن ذلك لم يمنع عدداً من فعاليات تلك القرى من زيارة مقر الكتيبة منذ اليوم الأول للهجوم للتعبير عن التضامن الجنوبي معهم.
وكانت الزيارة الأولى لوفد من بلدة الكنيسة المحاذية، عبّر فيه أعضاء المجلس البلدي وفعالياتها عن افتخارهم بالمواقف التركية. واستمرت الوفود المتضامنة بالتوافد حتى مساء أمس، حاملين أكاليل الورد والأعلام التركية والفلسطينية واللبنانية.
أما خارج الثكنة، فقد شُغل البعض بتعقّب الجنود الأتراك الذين يتجوّلون في أرجاء المدينة لإلقاء التحية عليهم، فيما أشارت إحدى الموظفات ضمن الكتيبة إلى أن أقاربها وجيرانها يطلبون منها صوراً لرئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، وأعلاماً تركية تحملها من الكتيبة وموقّعة من الجنود أنفسهم، لحفظها للذكرى.
أما بالنسبة إلى الجنود الأتراك، فبالرغم من أنه ليس لدى أيّ منهم قريب أو صديق شارك في أسطول الحرية، إلا أن الكتيبة تحولت إلى تركيا مصغّرة عبر مواظبة الجنود على الاستماع إلى التطورات الإخبارية والاتصال بعائلاتهم لرصد أوضاع الشارع في الوطن الغاضب.
والكتيبة التركية قدمت إلى لبنان في أعقاب عدوان تموز 2006، وفق القرار الدولي 1701. وقد دافعت حكومة حزب العدالة والتنمية، في حينه، عن نشر القوات باعتباره أمراً حيوياً لمصالح تركيا القومية، مشيرةً إلى أن مشاركتها ستعزز وضع أنقرة في منطقة مضطربة، متحدّية بذلك أحزاب المعارضة التي كانت ترى في مشاركة جنودها في مهمات خارج البلاد أمراً غير ذي شأن.
وخلال فترة وجودها في لبنان، أسهمت الكتيبة التركية، التي أعرب مسؤولون فيها عن سعادتهم لوجودهم في البلاد، في إنجاز العديد من المشاريع التنموية الخدماتية والإنسانية للأهالي. ومن مدرسة صور المتوسطة الرسمية التي منحتها الكتيبة قاعة معلوماتية، إلى إدارة مهنية صور الفنية، مروراً بغرفة المعلوماتية في معهد شهداء قانا، خدمات لم تتوقف، جعلت للكتيبة احتراماً بين أبناء القرى الجنوبية، الذين كرّموها مرات عديدة.
وإن كان للمشاريع التنموية حيّز في خدمات الكتيبة، فإن للمشاريع الترفيهية نصيبها أيضاً، ومنها الدورة الرياضية في كرة القدم المصغّرة، التي حملت اسم «دورة كأس 19 أيار»، وهو يوم توحيد الدولة بقيادة أبو الأتراك مصطفى كمال أتاتورك.
إلى ذلك، انطلقت مساء أمس مسيرة بحرية ضخمة قوامها قرابة ثمانين زورقاً جابت البحر المقابل لكورنيش صور الجنوبي بدعوة من نقابة الصيادين. المسيرة الأقرب إلى بحر فلسطين انطلقت بالتزامن مع الإعداد للإفراج عن المحتجزين اللبنانيين الذين كانوا على متن أسطول الحرية.