عامر ملاعبعلى مدخل قلم الاقتراع في بلدة بعلشميه نقاش حاد بين مندوبي اللائحتين المتنافستين، يسارع الجميع إلى تطويق الموضوع ليتبيّن أن النقاش كان في شأن توقعات من سيفوز ببطولة كأس العالم.
هذا المشهد يلخّص اليوم الانتخابي، وهو لا يتكرر في قرى الجرد الأعلى والمتن الجنوبي، ولا يخرج عن السياق إلا بعض المفارقات البسيطة: أجواء هادئة جداً، الأحزاب استخدمت أداة للتناحر بين العائلات والأفراد، الأجباب عادت إلى الواجهة بقوة، غرائب وعجائب في التحالفات بين القوى والأفراد. ويؤكد النائب فادي الأعور لـ«الأخبار» أن «الانتخابات البلدية تقودها العائلات، ولا تأثير كبيراً للأحزاب والقوى السياسية».
الطريق المؤدية إلى قلم الاقتراع في بلدة العبادية مقطوعة من شرطيات البلدية، إذ يقفن ليمنعن، بوجوهٍ أنثوية قاسية، وبتنظيم، دخول السيارات إلى باحة مركز الاقتراع وسط غابة الصنوبر، بينما يتقدم المرشح عادل نجد معتذراً عن الإزعاج «لعدم اتساع المكان لوقوف السيارات إلى جانب مركز الاقتراع». ويرفض نجد «الإجحاف الذي لحق بنساء بلدتنا في الترشّح ضمن اللائحة القوية».
ويوضح نجد: «في العبادية اتُّفق بين العائلات والتقدمي والتيار الوطني والكتائب والقوات والأحرار على توزيع الرئاسة في البلدية لمدة 3 سنوات برئاسة مسيحي والفترة التالية برئاسة درزي، فيما انسحب الحزب القومي لدعم توافق اللائحة، وهو يعمل على إنجاحها».
في بلدة بعلشمية لائحتان متنافستان، توافقتا على اسم رئيس البلدية الطبيب شوقي الدنف، بعدما فشلت مساعي التوافق. وتتوزع القوى بين الديموقراطي والقومي من جهة، والحزب الاشتراكي من جهة أخرى، مع ملاحظة التنويع في إضافة الأسماء على كل لائحة من الطرفين، ضمن الصراع العائلي.
أما بلدة شويت، قضاء بعبدا، فقد شهدت انقساماً بين أعضاء الحزب الاشتراكي، وأُلّفت اللائحة الأولى برئاسة وسيم أبو سعيد (اشتراكي) وتضم في عدادها أعضاءً من القوات اللبنانية، تيار التوحيد، الكتائب وبدعم من القومي. واللائحة المقابلة برئاسة نهاد أبو سعيد (اشتراكي) وتضم كذلك مجموعة من القوى، على أن يكون المختار للتيار الوطني (فاز بالتزكية جوزف نوار). يذكر أن مسؤولي الاشتراكي رفضوا التدخل في دعم أيّ من اللائحتين. وسجّلت مفارقة في شويت، حيث أنه بعد إقفال باب الترشيحات، اكتشف المرشحون أن وزارة الداخلية رفعت عدد مقاعد البلدية إلى 12، دون أن يصل التبليغ إلى البلدية عبر المحافظة. وكان تبرير المحافظة أنه «بسبب الانهماك في الانتخابات لم يصل البريد، والقرار صدر بتاريخ 1/4 ونشر في الجريدة الرسمية بتاريخ 18/4/2009».
بينما سجلت في بلدة قبيع مفاجأة اكتشاف المرشحين أن وزارة الداخلية أقرّت زيادة مختار للبلدة، فيما واجهت اللائحة الأساسية المدعومة من الأحزاب، برئاسة أكرم الأعور، بعض الترشيحات المنفردة. وتتوزّع القرية بين ثلاث عائلات متوازنة في العدد (الأعور، زين الدين وأبو فخر).
بلدة عين دارة شهدت تنافساً بين لائحتين، وكانت المادة الأساسية للتنافس قضية المرامل والكسارات في البلدة، مع احتدام الصراع العائلي. وقد توزّع مرشّحو التيار الوطني بين اللائحتين.
كذلك شهدت بلدة شارون إرباكاً كبيراً في التصويت بعد وفاة رئيس اللائحة فؤاد الأحمدية المدعوم من الديموقراطي والاشتراكي منذ أربعة أيام، وشهدت أقلام الاقتراع حالة ضياع وتشتّت وتشطيب.
أما بلدة مجدلبعنا، فقد شهدت انسحاب الأحزاب من اللائحة الأساسية وبقاء المرشحين المدعومين من الاشتراكي ومرشح حزب البعث.