البقاع ــ الأخبارالساعة الثامنة مساءً. خفتت أصوات المقترعين والمناصرين في باحات مراكز الاقتراع. بدأ الاحتفال بفوز لم يُعلَن، كما بدأ «العسكر» بتغيير مواقعه. انسحب الجيش إلى الطرقات والشوارع لرصد وصدّ إشكالات قد تحصل مع إعلان النتيجة رسمياً، فيما القوى الأمنية تعمل على نقل صناديق الاقتراع من مكان إلى آخر. في تلك الساعة أيضاً، كان قد بدأ العمل في مكان آخر من المدينة.
في حسينية الإمام الخميني وسط المدينة، تحركت الماكينة الانتخابية لحزب الله، بعدما كان الهدوء سيّدها صباحاً، مقتصراً على تلقّي الاتصالات والفاكسات من فروع الماكينة في المناطق لرصد النسب، ساعةً بساعة.
في تلك الساعة المسائية، لم يكن بإمكان أحد أن يدخل قاعة الفرز، حيث مسؤول ماكينة حزب الله في لبنان ولجان العمل البلدي في البقاع يعملون على تزويد قيادة حزب الله والإعلاميين بآخر النتائج. كان صعباً جداً الوصول إليهم قبل انتهاء فرز أقلام اقتراع المدينة.
ماكينتا حزب الله والقوات محترفتان وماكينات المرشحين ضعيفة ومن المتطوعين
العاشرة مساءً. بدأت المعلومات تتسرّب شيئاً فشيئاً. هنا الحزب يفوز، وهناك «يتهوّر». أما الصدمة الأبرز، فقد واجهها الحزب، بحسب النسب، في حيّ القلعة (بعلبك). أعاد هذا الحيّ بالذاكرة إلى المرة السابقة، حين «أكل» الحزب الضرب في الحي «السنّي»، ولم يحظَ بأصوات قد تسعفه لإثبات الوجود. فهذه المرة، أطعمته القلعة «البوكس» مجدداً. قي القاعة المخصّصة للإعلاميين، كان كل شيء جاهزاً للحصول على النتيجة لحظة حصولها. من الأوراق التي تأتي «من فوق». من المسؤولين الحزبيين والمندوبين. من شاشات التلفزة المنثورة في الغرفة، ومن الشاشة العملاقة التي كانت تنقل المعلومات والنسب ساعة بساعة، منذ السابعة صباحاً وحتى السابعة مساءً.
لا مكان لغير الضجيج هنا. الكل مشغول بتدوين النسب أو بالاطلاع على النتيجة، فيما «فوق»، في مطبخ الفرز، لا أحد يعرف ما الذي يجري.
بحسب الماكينة، بلغ مجموع الناخبين في البقاع، في المناطق التي أجريت فيها الانتخابات، أمس، 157330 ناخباً، اقترع منهم 73539. وفي ما يخصّ نسبة الاقتراع في البقاع، فقد بلغت نحو 47 في المئة، إلا أنّ هذه النسبة بلغت ذروتها في الساعتين الأخيرتين. أما في ماكينة تحالف العائلات والجماعة الإسلامية، فلم تكن الحال تشبه وضع ماكينة حزب الله، فقد كانت أقرب إلى مركز اجتماع مصغّر يتلقى معلوماته من المندوبين الجوّالين ورؤساء الأقلام... ومجموعة «بعلبك كل الدني» على الفايسبوك، حيث كانوا يضعون المعلومات أولاً بأوّل.
وفي قرى البقاع الشمالي وبلداته (رامي بليبل)، فقد نشطت الماكينة الانتخابية، موزعة 1600 مندوب على أقلام الاقتراع هناك. وفي هذا الإطار، أكّدت الماكينة الانتخابية لحزب الله أنّ الاعتمادات المالية المصروفة بلغت 140 ألف دولار أميركي في بلدات البقاع الشمالي، ونحو 60 ألف دولار في قضاء الهرمل. وشملت هذه التكاليف، الطعام والنقليات والتجهيزات اللوجستية.
على صعيد آخر، أثبتت ماكينة القوات حضورها في بلدة القاع من خلال الإحصاءات التي أجرتها. أما الماكينات الانتخابية للمرشحين، فكانت ضعيفة ويقتصر عملها على بعض المتطوعين من أقرباء المرشحين.
وفي زحلة (عفيف دياب)، نشط أكثر من 7 آلاف مندوب. وسجل الرقم القياسي عند «الكتلة الشعبية» التي بدت ماكينتها الأكثر تنظيماً، فيما حلّت ماكينة التيار الوطني الحر في المرتبة الثانية. وقد بلغت التكلفة المالية التي صرفت بدل أتعاب نحو 945 ألف دولار، عدا الطعام والملابس. وفي قرى وبلدات البقاع الأوسط، كانت الأكثر بروزاً، ماكينات تيار المستقبل ولا سيما في بر الياس ومجدل عنجر. وقال مصدر رسمي في سرايا زحلة لـ«الأخبار» إنّ عدد المندوبين في بلدات «الأوسط» وقراه بلغ نحو 3 آلاف مندوب ومندوبة نالوا تراخيص رسمية.