كامل جابر قبل توقف العملية الانتخابية في منطقة النبطية، استبقت المواكب السيارة التابعة لتحالف حركة أمل وحزب الله النتائج، وبدأت تجوب شوارع مدينة النبطية وبلدات القضاء، مطلقة الأبواق والأغاني والأناشيد، والمفرقعات، بما يوحي أن النتائج أتت لمصلحتها.
تنوع المشهد الانتخابي في مدينة النبطية ومنطقتها، واختلف بين معارك عُدّت حامية وحادة كتلك التي شهدتها بلدات كفررمان وحبوش ودير الزهراني وكفرتبنيت وكفرصير وسير الغربية، وتميزت بينها كفررمان بالحشد الانتخابي ومشهد الاقتراع، إذ غصت الأروقة المفضية إلى أقلام الاقتراع، ولا سيما في أقلام النساء بالناخبين والناخبات، وبصفوف طويلة، حتى تجاوزت نسبة المقترعين ستين في المئة في معظم الأقلام. وقد سجل توزيع للأوراق الانتخابية (اللوائح) علناً حتى في داخل أقلام الاقتراع، على مرأى من القوى المكلفة حفظ النظام وسير العملية الانتخابية.
خاضت مدينة النبطية انتخاباتها على نحو باهت جداً. وللمرة الأولى منذ انتخابات 1998 و2004 لم تشهد أقلام الاقتراع ذلك الحشد الانتخابي، ولم تتجاوز نسبة المقترعين حتى المساء ثلاثين في المئة. وقد تنافست لائحة كاملة مؤلفة من تحالف حزب الله وحركة أمل ومدعومة بماكينة انتخابية ضخمة، مع ثمانية مرشحين مستقلين أو من القوى اليسارية والديموقراطية. وقد آثرت آلاف العائلات اعتبار هذا اليوم يوم عطلة، وعزلت نفسها عن المشهد الانتخابي الذي توقعت نتائجه سلفاً، في ظل مقاطعة واضحة لفاعليات المدينة السياسية والحزبية والروحية لعملية تركيب اللائحة المدعومة. ولم تخل اللائحة من تشطيب لمصلحة بعض المستقلين. وجال في المدينة موكب سيار من ثلاث سيارات، أذاع عبر مكبر الصوت بياناً دعا الناخبين إلى مقاطعة الانتخابات. وتنافس عشرون مرشحاً لمقعد مختار على تسعة مقاعد من أصل عشرة مقاعد في أحياء السرايا والميدان والبياض، بعدما فاز مرشح حي المسيحيين راشد متى بالتزكية.
ومساء أمس تعرض الشاب جهاد علي الخياط (1986) للضرب المبرح داخل مدينة النبطية من مناصري إحدى اللوائح، ونقل إلى مستشفى النجدة الشعبية اللبنانية مصاباً بجروح متوسطة وكسور.
وفي بلدة يحمر الشقيف، أدت الضغوط التي مورست من قياديين في حركة أمل وحزب الله إلى فرط عقد لائحة غير مكتملة من ثمانية مرشحين في مواجهة لائحة التوافق المدعومة، ولم يبق في المواجهة غير ثلاثة مرشحين هم: أحمد حيدر عليق (رئيس اللائحة) وعياد عبد العزيز سعيّد ومحمود أحمد حمد جابر، فخاضوا معركة انتخابية لم تخل من التشطيب في اللائحة المنافسة.

آلاف العائلات عدّت هذا اليوم يوم عطلة وعزلت نفسها عن المشهد
وعاشت بلدة دير الزهراني فصول معركة تنافسية، وصفها أبناء البلدة بالحامية، بين ثلاث لوائح غير مكتملة هي لائحة «التنمية والوفاء» المدعومة من حركة أمل وحزب الله، وكانت من أربعة عشر مرشحاً، و«لائحة دير الزهراني» من أحد عشر مرشحاً، ولائحة خيار دير الزهراني من سبعة مرشحين.
وفي قاعقعية الجسر تواجهت لائحة غير مكتملة برئاسة الزميل علي حلاوي مع لائحة التوافق برئاسة حيدر حيدر، وسجلت بعض الضغوط على الناخبين.
وتواجه «أبناء الصف الواحد» في كفرتبنيت بلائحتين، واحدة للتوافق، وأخرى من عناصر ومؤيدين لحركة أمل، وحشد المتواجهون الأصوات العائلية، ما جعل التنافس يحمل طابع «كسر العظم».
وفي بلدة أنصار، بقي خمسة من اليساريين والمستقلين بمواجهة لائحة التوافق، فيما شهدت بلدة كفرصير انتخابات بلائحة للتوافق غير مكتملة وأخرى غير مكتملة من العائلات والقوى الديموقراطية واليسارية، مع توقعات مسبقة بخرق في اللوائح.
وزير الداخلية والبلديات زياد بارود زار مدينة النبطية ورفض في رد على سؤال عن اعتراض بعض مرشحي القوى اليسارية في كفررمان وأنصار «التدخل بتوصيفات سياسية للمرشحين، فالوزارة على مسافة واحدة من الجميع بمعزل عن انتماءاتهم السياسية أو آرائهم الفكرية، ونتمنى للجميع التوفيق».