نادر فوز لا دخل لمرجعيون وأهلها بما حصل في ثكنتها العسكرية خلال عدوان تموز 2006. هكذا يمكن اختصار الحملة السياسية والإعلامية التي أطلقها تحالف حزب الله وحركة أمل شعبياً، لجهة التأكيد على خيار المقاومة. هذا التعبير البسيط سمح للطرفين بحسم نتيجة 9 بلديات من مجموع 26 بالتزكية، هي: الخيام، كفركلا، العديسة، مركبا، طلوسة، الوزاني، ميس الجبل، قبريخا ودبين. إلا أنه لم يمنح الطرفين الحق المطلق في تركيب اللوائح البلدية، نظراً لوجود منافس في العديد من قرى المنطقة، الحزب الشيوعي، الذي أعد عناصره ومؤيّدوه لوائح لخوض المعارك، ومنها في حولا، القنطرة وبلاط، حيث تمكّنوا من إزعاج خصومهم.
يرفع مسؤول منطقة الحزب الشيوعي في مرجعيون، خالد فوعاني، شعارَي «إثبات الوجود على الأقلّ» و«عدم مصادرة قرارات الناس». ويؤكّد أنّ الشيوعي موجود في معظم القرى الجنوبية، حتى تلك التي لم يستطع خوض المعارك فيها. يتنقّل فوعاني، المرشّح ضمن لائحة الشيوعي والعائلات في حولا، بين قرى القضاء متسلّحاً بهاتفه لمتابعة تفاصيل العملية الانتخابية. وفيما لم يرفع الشيوعيون سقف توقّعاتهم، مكتفين بالقول إن «لم نخرق اللوائح، فبالتأكيد سنحقق أرقاماً ممتازة»، رجّح متابعون أن يكون الشيوعي في صدد القيام باستفتاء جدي قد يعكس أرقام تأييد الناس له. مع العلم أنّه خاض أمس معارك على مستوى المخاتير، حتى في البلدات التي حُسمت فيها البلديات.
وعند ظهر أمس، بدأ خطاب مسؤولين ونواب في كتلتي «الوفاء للمقاومة» و«التنمية والتحرير» يصبح أكثر ليونة تجاه اللوائح المنافسة. فجرى التأكيد أنّها «لوائح صديقة وحليفة في خط المقاومة، لذا مهما كانت النتائج فستنتصر المقاومة». وتشير هذه العبارات المتكررة إلى أنّ لوائح التحالف معرّضة للاختراق في أكثر من دائرة انتخابية. إلا أنّ التحالف الوفاقي حافظ على هدوئه، وشحن ماكينته الانتخابية في أكثر من قرية، عبر التبديلات «البشرية» التي كانت تحصل كلّ 4 ساعات في بعض البلدات. واللافت أنّ أي توترّ لم يحصل في مرجعيون، على الرغم من أن بعض المعارك فيها كانت شبه طاحنة.
أما على صعيد القرى ذات الطابع المسيحي، فتميّزت المعارك فيها بالطابع العائلي، إلا في بلديات قليلة، أهمها القليعة وكوكبا ودير ميماس. ففي هذه القرى، تحوّلت التركيبة العائلية إلى سياسية قبل أيام من الاستحقاق البلدي، حتى إنّ المشهد السياسي لم يطغَ على الحركة الانتخابية أمس، إذ غابت الأعلام والشعارات السياسية عن ساحات المعارك. ويحمّل فريق 14 آذار، العماد ميشال عون، تحويل المعركة البلدية إلى سياسية بسبب إعلانه دعم بعض المرشحين في اللحظات الأخيرة. ويقولون إنّ هذا الأمر دفع القواتيين والكتائبيين إلى تحريك الدعم السياسي للوائح الأخرى، كردّ فعل على خطوة عون.
ولعلّ المشهد السياسي الوحيد في جديدة مرجعيون كان للمرشح الاختياري نبيل حداد، الذي يقول إنه «عوني، وليس في التيار». وكانت لافتة الأناشيد والأعلام البرتقالية تزيّن مكتبه الانتخابي، في ظلّ غياب أيّ لون حزبي آخر عن القرية.
واستطاع فريق 14 آذار في كلّ من القليعة وكوكبا ودير ميماس، تثبيت رجليه في اللعبة البلدية، إذ حقق انتصارات كاملة على خصومه من شيوعيين (دير ميماس) ومدعومين من التيار الوطني الحرّ (كوكبا والقليعة). فيما اتّخذت بلدة إبل السقي شكلاً مغايراً تماماً للمعايير الانتخابية الاعتيادية، إذ جرى التوافق بين الطائفتين، المسيحية والدرزية، لتأليف البلدية.