Strong>حسم التوافق مسبّقاً عدداً كبيراً من نتائج انتخابات الشمال. إلّا أنّ الأمر لم يخلُ من بعض المعارك السياسية، ولا سيّما فوز اللائحة المدعومة من التيار الوطني الحر في مدينة البترون، إضافةً إلى التقدّم الذي أحرزه التيار وحلفاؤه في الكورة. كما كانت لافتة أيضاً خسارة النائب أحمد فتفت في سير الضنيّةانتهت الانتخابات البلدية والاختيارية على خير، برغم المخاوف من حصول تطوّرات أمنية في الشمال. ويبدو أنّ الإجراءات الأمنية التي اتخذها الجيش، وعقلانية أهالي ضحايا جريمة ضهر العين، أدّتا في النهاية إلى مرور هذا اليوم الانتخابي بسلام، برغم الخطابات السياسيّة الحامية.
ووفقاً للنتائج الأولية، يمكن استخلاص الآتي:
1ـــــ حقّق التيار الوطني الحر فوزاً ثميناً في البترون عُدّ بمثابة ثأر للهزيمتين الانتخابيتين اللتين تلقّاهما الوزير جبران باسيل في القضاء.
2ـــــ أثبت النائب سليمان فرنجية مرّة أخرى زعامته المطلقة في زغرتا على مستوى المدينة والقضاء على حدّ سواء.
3ـــــ أعادت نسبة الاقتراع المتدنية في مدينة طرابلس التذكير بما حدث في بيروت، ما يجعل المجلس البلدي المنتخب توافقياً، ضعيف الشرعية الشعبية.
4ـــــ حقق التيار الوطني الحر وحلفاؤه تقدّماً ملحوظاً في الكورة، إذ فازوا في أميون وفي عدد كبير من البلدات، ما يجعل الفوز برئاسة اتحاد بلديات الكورة أمراً غير سهل بالنسبة إلى النائب فريد مكاري.
5ـــــ كان لنتيجة سير الضنية دلالتها الكبرى، إذ خسرت اللائحة المدعومة من النائب أحمد فتفت بالكامل. وقد اعترف فتفت بالهزيمة، واصفاً إياها بالمفاجأة. كذلك خسر النائب رياض رحّال في مسقط رأسه في عكار، الشيخ محمد.
6ـــــ في عكار أيضاً، لم تسجّل مفاجآت بالنسبة إلى تيار المستقبل، باستثناء الضربة القاسية في مركز القضاء، حلبا. وفيما سجّل النائب هادي حبيش تأكيداً لزعامته في القبيّات، تمكّن التيار الوطني الحر والوزير السابق يعقوب الصراف من حسم المعركة في منيارة.

طرابلس

في طرابلس، كانت الأمور محسومة سلفاً لمصلحة لائحة التوافق برئاسة نادر الغزال، والمدعومة من كل قوى المدينة تقريباً، من تيار المستقبل إلى الرئيسين عمر كرامي ونجيب ميقاتي، والوزير محمد الصفدي، والجماعة الإسلامية وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش) وباقي أطراف المدينة، في ظل مقاطعة هادئة وسلمية من الحزب العربي الديموقراطي، الذي دعا أبناء الطائفة العلوية إلى الامتناع عن التصويت البلدي، والاكتفاء بالتصويت الاختياري.
وفي ساعات الصباح، لم تكن الخشية في طرابلس من خرق تُحدثه اللائحة المقابلة المدعومة من عبد المجيد الرافعي والنائب السابق مصباح الأحدب، بل من انخفاض نسبة التصويت التي لم تتجاوز حتى ساعات الظهيرة عشرة بالمئة، ثم ارتفعت في ساعات الانتخاب الأخيرة إلى 26% (ما بين البلدية والاختيارية)، فأُقفلت على قلة اكتراث من جانب المواطنين بالاقتراع، كما حصل من قبل في بيروت وفي العديد من المدن الرئيسية.
أمّا في الميناء، فكانت الانتخابات أيضاً مشابهة لمدينة طرابلس، وبنسب اقتراع مشابهة لم تتجاوز 12 بالمئة حتى منتصف النهار، وكانت الخشية أن تخرق اللائحة الائتلافية من قبل لائحة عبد القادر علم الدين، رئيس البلدية الحالي، الذي كان يتردّد أنه مدعوم من الرئيس ميقاتي، إلا أنّ ماكينة الوزير الصفدي تمكّنت في الساعات الأخيرة من حشد أبناء أحد الأحياء في الميناء، الذين صبّت أصواتهم لمصلحة اللائحة التوافقية.

البترون

في البترون التي عُدّت «أمّ المعارك»، خيضت معركة قاسية بين التيار الوطني الحر الداعم لرئيس البلدية الحالي مرسلينو الحرك في وجه كل قوى 14 آذار، في معركة سياسية بالكامل، سُمّيت طوال مرحلة ما بعد الانتخابات «إعادة الاعتبار إلى التيار» بعد هزيمته في الانتخابات النيابية. وسجلت في مدينة البترون شكاوى عن دفع رشى انتخابية، بقي يصر عليها الوزير جبران باسيل، الذي تصرف أمس كماكينة انتخابية إعلامية.
أما في قرى القضاء، فقد فازت قوى 14 آذار في 12 مجلساً بلدياً، في مقابل 7 مجالس للتيار الوطني الحر وحلفائه. كما خيضت المعارك في 5 بلدات من خارج الاصطفاف السياسي، أو بلوائح مختلطة سياسياً، وصل بنتيجتها 4 رؤساء بلديات محسوبين على قوى 14 آذار، في مقابل واحد من التيار الوطني الحر.
وأبرز البلدات التي فازت فيها قوى 14 آذار هي تنورين وإده والهري ودوما وراسنحاش وكفرحلدا وحردين وبشعله. أمّا البلدات التي فاز فيها التيار الوطني الحر وحلفاؤه، فهي البترون وشكا وسلعاتا وحامات وعبرين وكفرحي.

الكورة

حسم التيار الوطني الحر والوزير السابق يعقوب الصراف المعركة في منيارة
في الكورة، سجلت قوى 14 آذار فوزاً في البلدات الكبرى باستثناء أميون. فقد ساد توافق في أنفة، وفازت قوى 14 آذار في كل من دده وكفرعقا وكوسبا (بلدة النائبين فريد حبيب ونقولا غصن والنائب السابق فايز غصن)، فيما فاز تحالف قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر في أميون (مركز القضاء). كذلك فازت قوى 14 آذار في داربعشتار (أكبر القرى المارونية في القضاء)، وفي بلدات بصرما وجدبعرين وكفريا (حيث خسرت اللائحة المدعومة من الوزير السابق الفضل شلق والحزب القومي)، فيما فازت قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر في عدد من البلدات المتوسطة والصغيرة، مثل كفرحزير وبطرام وفيع وكفرحاتا وبدنايل وقلحات وبرسا وكفرصارون وعفصديق وكفرهاقل وبدبا والنخلة. وتنازع الطرفان على بشمزين، التي قال التيار الوطني الحر إنه نال في مجلسها البلدي 7 أعضاء من أصل 12 عضواً، فيما تقول قوى 14 آذار إن المجلس البلدي جرى تقاسمه مناصفةً.
ومساء أمس، كان كل من الطرفين يؤكّد فوزه بإجمالي بلدات المنطقة، علماً بأن إعلان الفوز النهائي مؤجّل حسمه إلى حين انتخاب رئيس اتحاد بلديات الكورة. وهذه هي المعركة الأساسية التي يستعدّ لها نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري.

زغرتا

وفي قضاء زغرتا، حقّق تيار المردة فوزاً ساحقاً على خصومه، فاحتفظ أولاً بمركز القضاء بتفوّق لافت على منافسيه، إذ نال 6511 صوتاً مقابل 2328. كما أكدت الماكينة الانتخابية للمردة فوزها في كل من مجدليا، علما، كفرفو، كفرياشيت ـــــ بسبعل، بنشعي، سرعل، داريا ـــــ بشنين، إرده، أيطو، كفردلاقوس، كفرزينا، كفرحاتا، كرم سده، ومزيارة. وأكدت الماكينة أن الانتخابات العائلية في كل من حارة الفوارة وبحيرة تولا أنتجت فوزاً للمردة لكون اللائحتين الفائزتين مقرّبتين من المردة.
وفاز فريق 14 آذار في 6 قرى هي مرياطة ـــــ القادرية، عشاش، تولا ـــــ أسلوت، مزرعة التفاح، بسلوقيت وإيعال.
وكانت معركتا سبعل وعربة قزحيا قد انتهتا بالتوافق، فيما حسمت بلدات أخرى بالتزكية منها كفرصغاب ـــــ المرح، راسكيفا، عرجس، قره باش، عينطورين.
ووفق هذه النتائج، يكون تيار المردة قد فاز في 17 قرية من أصل 23 تكوّن اتحاد بلديات زغرتا، إضافةً إلى قرية اتحادية أخرى حسمت توافقياً. ووفق الماكينة أيضاً، فإنّ المردة فاز بخمس بلديات من أصل سبع خارج الاتحاد، إضافةً إلى أخرى حسمت توافقياً.

عكار

لم يواجه تيار المستقبل في عكار منافسة حقيقية في القرى والبلدات السنّية. إلا أنّه عجز عن نسج توافقات، فشهدت معظم البلدات تنافساً بين لائحتين أو أكثر، مقرّبة من المستقبل. وأبرز هذه المعارك خيضت في ببنين، حيث تواجهَ تيار المستقبل مع لائحة محسوبة عليه أيضاً وبوجه لائحة ثالثة من أنصار الجماعة الإسلامية، ولم تنفع تدخلات أحمد الحريري المستقر في طرابلس لمنع حصول المواجهة الانتخابية في البلدة، التي تُعدّ من ناحية خزاناً بشرياً لتيار المستقبل، ومن ناحية أخرى، قاعدة رئيسية للجماعة الإسلامية.
لكنّ مفاجأة عكّار الأبرز كانت في مركز القضاء، حلبا، حيث فازت اللائحة التي يرأسها رئيس البلدية الحالي سعيد الحلبي، والمدعومة من التيار الوطني والحزب القومي، في مقابل لائحة قوى 14 آذار.
وإذا كان التوافق قد حكم عدداً كبيراً من البلدات المسيحية، ولا سيما الأرثوذكسية منها، فإنّ القضاء شهد معركتين أساسيتين في بلدتي القبيات ومنيارة. في الأولى، فازت اللائحة المدعومة من النائب هادي حبيش وبعض أحزاب 14 آذار بكامل مقاعد المجلس البلدي الـ18، في مقابل اللائحة المدعومة من النائب السابق مخايل الضاهر والتيار الوطني الحر. أمّا في منيارة، ففازت اللائحة المدعومة من قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر والوزير السابق يعقوب الصراف.
وكان لافتاً خسارة اللائحة المدعومة من 14 آذار في الشيخ محمد (بلدة النائب رياض رحال)، حيث فازت اللائحة المدعومة من التيار الوطني الحر و8 آذار. كذلك خسرت اللائحة المدعومة من تيار المستقبل في عكار العتيقة.

المنية ــ الضنية

في المنية ـــــ الضنية حيث الغلبة لتيار المستقبل، سُجّلت مفاجآت عدة ذات دلالة. لكنّ المفاجأة الأكبر كانت في سير، حيث خسرت كامل اللائحة المدعومة من النائب أحمد فتفت.
وفي السفيرة، فاز تحالف الجماعة الإسلامية والحزب القومي بوجه تيار المستقبل.
وفي بخعون، فازت اللائحة المدعومة من النائب السابق جهاد الصمد، وحصلت على ما يقارب 80 في المئة من الأصوات.
وفي ديرنبوح، فازت اللائحة المدعومة من الرئيس نجيب ميقاتي ومعارضي تيار المستقبل بوجه لائحة التيار.
وفي عاصون، فازت لائحة المعارضة كاملة.
وسجلت القوات اللبنانية مفاجأة في بلدة حقل العزيمة، حيث فازت اللائحة المدعومة منها بـ8 مقاعد مقابل مقعد واحد للائحة المنافسة.
كذلك فاز تحالف القومي والتيار الوطني الحر في مركبتا.

بشرّي

وفي بشرّي، حيث لم يشارك رئيس الهيئة التنفيذية سمير جعجع في الاقتراع لأسباب أمنية، بحسب ما قالت عقيلته النائبة ستريدا جعجع، جرت انتخابات هادئة وشبه محسومة لمصلحة القوات اللبنانية سلفاً، رغم أنها لم تخلُ من تنافس في بعض القرى. وقد سجلت بلدة بشري نفسها أعلى نسبة اقتراع، فيما توقفت الانتخابات في قرية بزعون، التي ينحدر منها ضحيتا جريمة ضهر العين والمشتبه في قتلهما، بطلب من السكان والمرشحين للانتخابات البلدية أنفسهم.
(الأخبار)