مهدي السيّدبقي تصعيد الأوضاع الذي شهده قطاع غزة في الأيام الأخيرة الماضية موضع اهتمام المسؤولين الإسرائيليين، حيث كرّر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك تهديداته الموجّهة إلى «حماس»، وإن على شكل نصيحة هذه المرة، فيما تباينت آراء المحللين بشأن مصلحة الحركة الإسلاميّة في التصعيد ودوافعه.
وقال باراك إن تصعيد الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة في إطلاق الصواريخ باتجاه جنوب فلسطين المحتلة «نابع من فشل حماس في فرض إرادتها على تنظيمات متطرفة» في غزة، وأنه ينصح الحركة الإسلامية بدراسة خطواتها.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن باراك قوله، خلال اجتماع لتقويم التجربة على منظومة «القبة الحديدية»، لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى، إن «الردع الذي تحقّق في عملية الرصاص المصهور لا يزال صلباً، لكنّني أنصح حماس بدراسة خطواتها، وعدم الغوص داخل دموع التماسيح، إذا أُرغمنا على العمل».
وتطرقت صحيفة «معاريف» إلى التصعيد في قطاع غزة خلال الأيام الماضية، فأشارت إلى أنه يستمر ويجري بالتوازي في جبهتين أساسيّتين: الجبهة العملياتية التي يدور فيها صراع آخذ في التصاعد بين مطلقي قذائف الهاون على مستوطنات النقب والطائرات الإسرائيلية، والجبهة الإعلامية التي تطلق فيها إسرائيل والفلسطينيون الواحد تجاه الآخر تصريحات كفاحية على خلفية صفقة شاليط.
وربط مسؤولون إسرائيليون بين التصعيد في قطاع غزة وإعلان الجيش الإسرائيلي نجاح منظومة القبة الحديدية. ونقلت «معاريف» عن ضابط رفيع المستوى في قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي أن الفصائل الفلسطينية «قررت الرد على إعلان إسرائيل منظومة القبة الحديدية». كما نقلت عن ضباط آخرين قولهم إنهم لا ينوون إظهار أيّ نوع من ضبط النفس في مقابل أيّ إطلاق للنار من قطاع غزة. وتطرق عدد من المحللين الإسرائيليين إلى عودة التوتر الأمني في قطاع غزة. وتباينت الآراء في تشخيص خلفيات هذا التصعيد من الطرف الفلسطيني ودوافعه.
ورأى عميت كوهن أن «حماس» تقف وراء التصعيد، وأنها معنية بأن تحطم الجمود من خلال تصعيد عسكري «لأنها تعاني مأزقاً على ثلاثة مستويات. الأول هو المفاوضات على صفقة شاليط، إضافةً إلى المصالحة الفلسطينية الداخلية، والعلاقات مع مصر».
في المقابل، يرى عوفر شيلح في «معاريف» أن «حماس» لا تقصد التصعيد، والدليل على ذلك أن الغالبية الساحقة من قذائف الهاون التي أُطلقت في نهاية الأسبوع سقطت في أراضي القطاع. فلو كانت «حماس» تريد حقاً السماح بالنار، لسقطت في الأراضي الإسرائيلية أعداد أكبر بكثير من القذائف. ورأى أن المصلحة الواضحة لدى الطرفين هي رؤية أن قواعد اللعب الجديدة محفوظة.