تتنوع أفلام فئة البانوراما في الدورة 15 من «مهرجان بيروت الدولي للسينما». توجه المنظمون نحو مختارات من السينما الأميركية في افتتاح المهرجان اليوم واختتامه، فيما أشارت رئيسته كوليت نوفل إلى أنّ الحدث الذي يضم 80 فيلماً، لا يقتصر على الإنتاجات الهوليوودية الضخمة، بل إنّ البرمجة تغطي «قضايا تتعلق بعواقب العولمة، ومسألة النازحين والاندماج الاجتماعي وعودة النزعات القومية، إلى جانب الأفلام الكلاسيكية الحديثة وأفلام الخيال العلمي والتحريك».
هكذا، اختير شريط التحريك «الأمير الصغير» (س:19:00 ــ صالة «مونتاني») للأميركي مارك أوزبورن لافتتاح التظاهرة هذا المساء. يبتعد الفيلم في حبكته الروائية عن النص الأصلي لرواية أنطوان دو سانت أكزوبيري الشهيرة، متخذاً منحى أكثر تبسيطياً في السرد. يستحدث شخصية الطفلة التي يخبرها جارها الطيار المتقاعد قصة الأمير الصغير. خيار لا يخلو من المجازفة، فجمالية القصة الأصلية وشاعريتها تعتمدان أساساً على اللامكان واللازمان اللذين تدور فيهما الأحداث. أيضاً، اختير وثائقي «سمّاني ملالا» (15/10 ــ س:19:00 ـ مونتاني) لاختتام المهرجان. الشريط الذي أخرجه دايفيس غوغنهايم، يروي سيرة الناشطة الباكستانية ملالا يوسف زي (1997) أصغر فائزة بجائزة «نوبل» للسلام التي تعرضت لمحاولة اغتيال على يد تنظيم «طالبان» على خلفية مطالبتها بحق الفتيات بالتعليم.

يعرض المخرج البريطاني آسيف كباديا للمرة الأولى أغنيات سجلتها آيمي واينهاوس قبل وفاتها
بدأت رحلة نضال ملالا التي تبلغ اليوم 18 سنة منذ أن كانت في الـ 11 من عمرها عبر المدونة التي كتبتها لـ «بي. بي. سي» تحت اسم مستعار. هنا، كانت تصف حياتها اليومية في ظل سيطرة «طالبان» المتنامية على مدينة منغورة في وادي سوات شمال باكستان حيث تعيش مع أهلها وتخويف الأهالي بهدف منع الفتيات من ارتياد المدارس. الفيلم هو للمخرج الأميركي المتمرس في الوثائقي الذي اشتهر خاصة بفيلمه «حقيقة غير مناسبة» (2006) الذي حاز أوسكار أفضل وثائقي عن الاحتباس الحراري أو «في انتظار سوبرمان» (2010) الذي ينتقد نظام التعليم الأميركي الحكومي. ومن أهم الأفلام التي تعرض ضمن البانوراما «ديبان» (8/10 ـــ س: 21:30 ـ مونتاني و 9/10ـ س: 19:00 سينما ABC) للفرنسي جاك أوديار الحائز سعفة «مهرجان كان» الذهبية. سبق أن حاز أوديار جائزة «سيزار» عام 2010 عن فيلمه «نبي» الذي يتناول حياة شاب فرنسي جزائري (طاهر رحيم) داخل السجن، مصوراً الصراع بين العصابات والثقافات المختلفة التي تحكم المكان. أيضاً في هذا الشريط، لا يحيد أوديار عن اهتمامه بتجسيد حياة الفئات المهمشة أو الغائبة صورياً عن السينما. وفق ما قال مرة إنّ هدفه خلق أيقونات، وصور لأناس ليس لهم صور في السينما، كما على سبيل المثال العرب في فرنسا.
أما في «ديبان» المستوحى جزئياً من «رسائل فارسية» للمفكر الفرنسي مونتسكيو، فيصوّر جندياً سابقاً في صفوف المتمردين في سيرلنكا، يلجأ إلى فرنسا متقمصاً هوية رجل ميت برفقة عائلة وهمية بحثاً عن بداية جديدة. وفي إطار السينما الفرنسية أيضاً، يعرض «التحقيق» (10/10 ـ س: 21:30 ـ مونتاني و 13/10 ـ س: 19:00 ـ ABC) لفنسان غارنك الذي يتناول قضية كلير ستريم. من التجارب الأولى والواعدة فيلم الهندي نيراج غايوان «ماسان» أو «تحليق منفرد» (11/10 ـ س:21:30 ـ و14/10 ـ س:19:00 ـ ABC) الذي حاز جائزتين ضمن فئة «نظرة ما» في «مهرجان كان». يروي المخرج قصتين منفصلتين، لكل منهما أبطالها المختلفون، تتمشيان جنباً إلى جنب في السرد الروائي حتى تتلاقى الشخصيات ضمن المكان نفسه صوب النهاية. من خلال فيلمه، ينتقد المخرج المجتمع الهندي ومحاكمته للحريات الشخصية كما في قصة البطلة التي يداهمها رجال الشرطة هي وحبيبها في الفندق بتهمة «الإخلال بالآداب». حادثة تؤدي إلى انتحار حبيبها وتغيير مجرى حياتها. ومن الأفلام المنتظرة التي تهم بشكل خاص جمهور آيمي واينهاوس وثائقي «آيمي» (8/10 ــ س: 19:00 و 12/10 ــ س:21:30 ـــ ABC) عن حياة المغنية البريطانية الراحلة. الوثائقي من إخراج البريطاني آسيف كباديا الذي اشتهر بأفلامه «سارق الخراف» (1997)، و«المحارب» (2001) و«سينا» (2010) عن سيرة سائق السيارات البرازيلي، وبطل «الفورمولا وان» الراحل ايرتون سينا. كما في «سينا» التي تتشابه حادثة موته التراجيدية مع آيمي، وعبر العدد الضخم من الأرشيف المصور العام والعائلي الذي جمعه المخرج، يسرد حياة واينهاوس منذ أن كانت مراهقة تقلد مارلين مونرو في أحد الفيديوهات حتى وفاتها من التسمم الكحولي عام 2011 عن 27 عاماً. يعرض صراعها الطويل مع نفسها من الاضطرابات النفسية والغذائية التي عانت منها إلى الإدمان وعلاقاتها العاطفية بالتزامن مع مراحل مسيرتها الفنية وعلاقتها بالموسيقى. كذلك، يعرض الشريط للمرة الأولى عدداً من الأغاني غير المعروفة التي سجلتها واينهاوس قبل وفاتها. أيضاً، لا يغيب الإيراني المعروف محسن مخملباف عن المهرجان الذي يقدم لنا آخر أعماله: فيلمه القصير «المستأجر» (11/10 ـ س:17:00 ـ مونتاني وعروض عدة في سينما ABC) يصور قصة شاب إيراني جاء لاجئاً إلى لندن، ولم يعد يستطيع دفع إيجار الشقة التي تملكها سيدة مسنة. في المقابل، تتوغل أفلام أخرى في صراع الإنسان مع الطبيعة كما «تاكلوب» (11/10 ـ س: 17:00 ـ ABC) لبريانتي مندوزا الذي يصور حياة الناجين من إعصار حيان في الفيليبين أو في صراع الطبيعة مع وحشية الإنسان كما في وثائقي «سباق الانقراض» (14/10 ـ س:21:30 ـ ABC) للأميركي لوي بسيهويوس الذي يصور مسؤولية الإنسان في اندثار بقية الأجناس الحية في العالم. ومن الأفلام الملفتة «أنطونيا» (9/10 ـ س: 19:00 مونتاني و12/10 ـ س:17:00 ـ abc) للايطالي فرديناندو تشيتو فيلومارينو عن سيرة الشاعرة أنطونيا بوتسي، والدراما الكوميدية «جراد البحر» (10/10 ـ س: 19:00 abc و12/10 ـ س: 21:30 مونتاني) لليوناني يورغوس لانتيموس الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم في «مهرجان كان»، و«رحلة إلى الشاطئ» (9/10 ـ س: 17:00 ـ ABC و14/10 ـ س:21:30 صالة مونتاني) لكيوشي كوروساوا الذي حاز عنه جائزة أفضل مخرج ضمن فئة «نظرة ما» في «مهرجان كان». غالباً ما يذكّر أسلوب المخرج الياباني بستانلي كيوبريك وأندريه تاركوفسكي، بالإضافة إلى فيلم «واسب» (8/10 ـ س:17:00 و9/10 ـ س:19:00 ـ ABC) للمخرج السويسري من أصل لبناني فيليب عودة دور.

«مهرجان بيروت الدولي للسينما»: بدءاً من اليوم حتى 15 ت1 (أكتوبر) ـــ صالة «مونتاني» وABC أشرفية (01/209109) ــ للاستعلام: 76/300901