تترقب مدينة طرابلس أن يشهد اجتماع نواب المدينة، الذي سيعقد مساء اليوم في دارة النائب أحمد كرامي، خروج الدخان الأبيض بما يتعلق بالتوافق حول اسم المرشح الذي سيكون رئيساً توافقياً للبلدية، والذي رجّحت معلومات أنه سيكون المرشح عمر الحلاب، وهو أحد ثلاثة مرشحين حصر الرئيس نجيب ميقاتي التنافس بينهم، إلى جانب عبد الرحمن الثمين وعزام عويضة.وأكدت مصادر في تيار المستقبل لـ«الأخبار» ومصادر مقربة من ميقاتي هذا التوجه، لافتة إلى أن «الخيار رسا فعلياً على الحلاب، لكن الإعلان عن ذلك ينتظر اللحظة المناسبة، بعدما نجحت الاتصالات واللقاءات التي عقدت بعيداً عن الأضواء في التوصل إلى هذا الاتفاق، وأن اجتماع نواب طرابلس اليوم سيكون مؤشراً على ذلك».
سبق التوافق تصعيد عبّر عنه ميقاتي باستعداده لخوض معركة قاسية في وجه المستقبل

وأوضحت مصادر الطرفين أن «هذا الاتفاق يصبّ في مصلحة المدينة، وهو سيجنبها انتخابات تنافسية حادة هي بغنى عنها في هذه الظروف، وتجربة التوافق السابقة لن تتكرر هذه المرة، فالحلاب الذي يتمتع بكفاءة ستترك له حرية اختيار فريق عمله البلدي».
ويعتبر الحلاب مرشحاً توافقياً مقبولاً من مختلف القوى السياسية في المدينة، فهو مقرب من الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، إضافة إلى ميقاتي. وزار الحلاب ميقاتي أخيراً وشكر له ثقته به وطرحه اسمه مرشحاً لرئاسة البلدية. كما أن زوجة الحلاب موظفة في مدرسة العزم التابعة لميقاتي، ويعتبر مرشحاً مقبولاً بالنسبة إلى القوى السياسية الأخرى، مثل النائب محمد الصفدي، الذي طلب توسيع مروحة الأسماء لتكون أكثر من ثلاثة، والوزير السابق فيصل كرامي الذي لا يمانع ما يختاره ميقاتي.
غير أن هذه الأجواء التفاؤلية التي كانت تقتصر على "القيادات العليا"، سبقها تشنج وتصعيد واضحان، إذ لم تكد تمر ساعات قليلة على عقد الرئيس نجيب ميقاتي، منتصف الأسبوع الجاري، اجتماعاً مغلقاً مع كوادر «تيار العزم» الموالي له، حتى بادر خلال اليومين الماضيين إلى عقد لقاءات علنية عدة مع مفاتيح انتخابية وفاعليات العائلات والأحياء في مدينتي طرابلس والميناء، ما أعطى إشارة واضحة إلى أن الرئيس الأسبق للحكومة فتح باب التنافس على مصراعيه مع «تيار المستقبل».
وتضمنت خطوة ميقاتي هذه، إشارة بالغة الدلالة إلى أنه سينزل إلى حلبة التنافس البلدي في طرابلس والميناء بكل قوته، في خطوة فسرت على أنها للضغط على تيار المستقبل وابتزازه للقبول بطرحه التوافقي.
وترى مصادر ميقاتي أن «ارتياحه واطمئنانه للنتائج المتوقعة للانتخابات البلدية في حال فشل التوافق والذهاب نحو صناديق الاقتراع، يعودان إلى عوامل عدة، أبرزها تصاعد شعبيته وحضوره في المدينة استناداً إلى استطلاعات للرأي أجريت أخيراً، وتحالفاته السياسية وخصوصاً مع الوزير السابق فيصل كرامي، وتراجع شعبية وحضور تيار المستقبل لأسباب؛ أولها توقفه عن تقديم الخدمات لأهالي المدينة، والأزمة الداخلية في صفوفه، ولا سيما مع وزير العدل المستقيل أشرف ريفي، التي جعلت شرائح عديدة في المدينة تخلع عنها الرداء الأزرق».