«الصحافة المكتوبة ليست في طريقها إلى الانقراض»، يقول رئيس تحرير جريدة «الحياة» غسان شربل (الصورة)، ردّاً على كل ما يجري تداوله حالياً في الصحافة الغربية، وحتى العربية، عن قرب انتهاء عصر الصحافة الورقية. يدرك شربل جيداً أن هذا النوع من الإعلام يواجه مجموعة كبيرة من المشاكل في الوقت الحالي، وخصوصاً مع الأزمة المالية العالمية التي أدت إلى إقفال عشرات الصحف في العالم. لكنّه يعرف أيضاً أن الإعلام المكتوب استطاع منذ منتصف التسعينيات أن يتجاوز أكثر من تحدٍّ.مع انتشار الفضائيات العربية وازدهارها، ومع جذب هذه المحطات أغلب المموّلين، بات على الصحافة المكتوبة أن تجد طريقها إلى القارئ بقالب جديد، يشرح شربل، معدّداً الوسائل التي على الصحافيين اعتمادها للبقاء على قيد الحياة، وأهمّها: «تقديم التحقيقات الجذّابة، إضافة إلى التحليلات التي تتميّز بها الجرائد عن محطات التلفزيون».
وماذا عن الإنترنت؟ يأتي جواب شربل سريعاً، «نسبة استخدام الإنترنت في العالم العربي لا تزال أقلّ من الغرب، وبالتالي لا يمكن الصحف أن تتحوّل من ورقية إلى إلكترونية كما حصل مع عدد كبير من الصحف في الغرب».
أمّا الأساس بالنسبة إلى رئيس تحرير «الحياة»، فهو أنّ الإمكانات المادية تبقى هي السبيل الوحيد لمواجهة هذا المدّ التكنولوجي الذي يهدّد الإعلام المكتوب.
رغم كل شيء، يبدو شربل متفائلاً، وإن كانت هذه المواجهة «أشبه بالسباحة اليائسة عكس التيار»، كما يقول. لكنّ ما يخفّف من وطأة هذه المواجهة هو واقع المجتمع العربي الذي لا يزال بجزء منه مجتمعاً تقليدياً «يجد متعة كبيرة بالتقاط الصحيفة بين يديه وتقليب صفحاتها، بدل قراءة الخبر على شاشة الكمبيوتر».
(إعداد: ليال حدّاد)