يبدو أن جريدة «النهار» بدأت تدرك حجم الأزمة التي تواجهها الصحف في العالم. ها هي المطبوعة السبعينية تعدّ لمجموعة خطوات يفترض أن تبقيها على خارطة المنافسة في السنوات المقبلة. أقلّه هذا ما يشرحه مدير تحرير «النهار» غسان حجّار (الصورة) الذي يستبعد فرضية «انقراض» الصحافة المكتوبة لحساب الـ«نيو ميديا»، إذ «لا وجود لوسيلة إعلام ألغت وسيلة أخرى. مع ظهور الإذاعة، قيل إن الصحافة إلى فناء، وكذلك الأمر مع ظهور التلفزيون ثمّ الفضائيات ثمّ الإنترنت، ولكن ها هي الصحف لا تزال تصدر، ولا يزال لديها قرّاؤها».غير أنّ هذا الاطمئنان لا يعني بالضرورة التسليم بالأمر الواقع. فـ«النهار» تعمل حالياً على مجموعة من الخطوات التجديديّة. فهي تدرس إمكان الصدور بحجم جديد، «لم نقرّر بعد حجم الصحيفة. يمكن أن يبقى كما هو، وهناك احتمال أن يصبح أصغر بقليل، أو أن نعتمد الحجم الصغير «تابلويد»». كما تعمل إدارة الجريدة على إنشاء موقع إلكتروني أكثر تطوّراً وأكثر تلبية لسرعة الأحداث، «بعد سنتين على أبعد تقدير، يُفترض أن نكون قد أسسنا لموقع إلكتروني يلبّي طموحاتنا».
شعرت «النهار» إذاً بالأزمة، وأدركت أنّ البقاء في الصيغة التقليدية لن ينجح في عالم تتطوّر فيه وسائل الإعلام يومياً.
أما الأزمة العالمية التي أدت إلى انهيار مؤسسات إعلامية عريقة، فيبدو أنها لن تصلنا، كما يقول حجار. والسبب؟ «في الخارج، لا مال سياسياً يقف خلف المؤسسات، أما في لبنان فعندما تشعر أي جهة سياسية أن وسيلتها ستنهار، تضخّ فيها المال اللازم»! وهل ينطبق الوضع على «النهار»؟ «لو كانت خلفنا جهة سياسية، لما اضطررنا إلى صرف موظّفين، ولما شعرنا بأي ضائقة مالية».
(إعداد: ليال حدّاد)