أحمد الزعتريأما الرابطة فتضاءل دورها كمحرّك للثقافة على حساب المؤتمرات التي لا ينتج عنها غير طباعة الأوراق التي قدمها المشاركون. هكذا استضافت «المؤتمر الاستثنائي لاتحاد الكتاب والأدباء العرب» و«مؤتمر القدس» ضمن احتفالية «القدس عاصمة الثقافة العربيّة 2009». هذه الاحتفالات التي نظّمتها وزارة الثقافة لم تخرج عن الطابع الرسمي والفولكلوري من خلال إقامة معارض للوحات تاريخية عن القدس. ولم تخرج الحملة الأهليّة للاحتفال بالمناسبة عن هذا الطابع.
لكن ما يبقى من 2009 فعلاً، هو الضجة التي أثيرت في «ملتقى عمّان للقصة القصيرة» حول قصة «ليل أحلى» للكاتبة حزامة حبايب. وقد تضمّنت القصة كلمات عدّها بعضهم «خادشة للحياء» فانسحبوا خلال إلقاء حبايب للقصة بعدما كالوا لها الشتائم.
أما الحدث الأبرز فكان «مهرجان الأردن» في نسخته الأولى الذي كان التقشّف عنوانه الأكبر. بعد جدال بين إدارة المهرجان برئاسة وزير الثقافة السابق صبري اربيحات وبين الفنانين الأردنيين ـــــ أبرزهم عمر العبداللات ـــــ حول المبالغ المدفوعة، وتحجّج المهرجان بالميزانيّة المحدودة، أظهرت الأرقام أنّ مبالغ كبيرة دُفعت لمحمد عبده وكاظم الساهر ومحمد منير. هذا عدا نجاح بعض الفعاليات الموسيقيّة التي جاءت بنيّة غير حسنة، إذ كان مطلوباً توفير موسيقيين بأقل كلفة، فكان الحل في استقدام الموسيقيين البدلاء. وتلك كانت حال مهرجان المسرح الأردني الذي

انهالت الشتائم على حزامة حبايب خلال «ملتقى القصة»
اقتصرت عروضه على المسرحيات المحليّة، بحجة أن العروض العربيّة التي رُشّحت «لا تحقق الطموح المنشود» وفق مدير المهرجان حكيم حرب.
في المقابل، استمر الحراك الفنّي المستقلّ محاولاً التفلُّت من هذا الجمود. فاستضافت «دارة الفنون» معارض نوعيّة كان أبرزها معرض منى حاطوم. إضافة إلى معارض وفعاليات وورش للفنانين الشباب. واستمر «مكان» في إقامة الفعاليات الفنيّة الشبابيّة. وسيطرت ظاهرة المعارض التجميعيّة على معظم الفعاليات المستقلة الأخرى، ولم يخرقها سوى معرض السوري يوسف عبدلكي الذي أقيم في «دار الأندى». وقد شهدت الساحة الثقافية رحيل الكاتب والصحافي والمترجم صلاح حزيّن الذي عمل بصمت على مشاريعه الثقافية أبرزها ترجمة رواية كونراد «قلب الظلام».
باختصار، الأردن بلد ضحل ثقافيّاً، ومحاولات التحريك الثقافي تموت في مهدها، والدعم الحكوميّ يقتصر على «الهبّات» المناسباتيّة. لا أحد يعرف «ما هي العلّة»، لكن الجميع يشير إليها.