سفيان الشواربيكان للمسرح التونسي نصيبه من الاحتفالات المئوية، في مناسبة ذكرى تأسيس جمعيّة «نجمة» للمسرح سنة 1908. شهدت الدورة 14 من «أيام قرطاج المسرحية» فرصة لتنظيم ملتقى لاسترجاع محطات من الحركة المسرحية في تونس، كما أصدر أبا بكر خلوج مع آخرين، مجلداً بعنوان «قرن من المسرح التونسي»...
وفي خضمّ هذه المئويات، بقي المنتج الثقافي الراهن مخيّباً للآمال إجمالاً. في السينما أُنتج شريطان هما «سيني شيتا» لإبراهيم اللطيف و«الدواحة» لرجاء العماري... المسرح كان أفضل حالاً، إذ أنعش توفيق الجبالي مسرحيته «مذكرات ديناصور»، وعرض نور الدين الورغي عمله «عروق الماء» للمرة الأولى في فضائه الخاص «دار بن عبد الله»، وهذا ما قام به أيضاً عبد القادر مقداد من خلال

مئويّة أبي القاسم الشابي وعلي الدوعاجي والهادي الجويني
عمله «عبد الجبار حل كتاب» ولطفي عاشور في «حب ستوري» ويوسف البحري في «حقائب» وعز الدين قنون في «آخر ساعة». فيما اختار آخرون التوجه نحو مسرح المونولوج مثلما فعلت خديجة السويسي في مسرحية «عيد ميلاد» (إخراج الراحل سمير العيادي) وسفيان الشعري في «سعدون SDF» (إخراج منير العرقي) وغيرها...
أما بالنسبة إلى الفنون التشكيلية، فقد احتضنت أروقة العاصمة معرض «الطريق إلى كاكتوس» (نيسان/ أبريل) للمصور والصحافي محمد الهادف الذي التقط صوراً لرحلة فوتوغرافية امتدت في الصحراء الأفريقية الكبرى. من جهته، أقام الرسام البشير الزريبي معرضاً لـ 27 عملاً، إضافةً إلى «مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية» الذي يعطي صورة شاملة عن الفنون البصريّة التونسيّة.
إصدارات الكتب هذه السنة لم ترقَ إلى مستوى الانتظارات، رغم الإلغاء النهائي للرقابة المسبقة على الإصدارات. يعود ذلك إلى مشاكل في التمويل والتوزيع. أهمّ المؤلفات الصادرة كانت في الشعر والرواية. نذكر رواية «حي باب سويقة» لعبد القادر بن الحاج نصر، و«المجنون» لناجي الفندري... وككلّ سنة، غمرت المهرجانات المدن التونسية، وأبرزها «مهرجان الجاز في قرطاج»، و«ملتقى قرطاج للرقص»