تتعامل وزارة الإعلام الألمانية، في منشوراتها وكرّاساتها السريعة، بسطحية تامّة مع وقائع سقوط جدار برلين قبل 20 عاماً. إنها تشير إلى محطات تاريخية بسيطة كانت السبب في سقوط هذا الجدار، الذي أدّى عام 1963 دوراً حاسماً في القسمة بين منظومتين، شرقية وغربية. ويأتي في سياق منشورات وزارة الإعلام أن سؤالاً بسيطاً عن إمكان سقوط الجدار، وجّهه مراسل أجنبي إلى عضو المكتب السياسي الألماني الشرقي غونتر شابوفسكي، فكان الجواب: “فوراً، ومن دون إجراءات”، ما دفع بآلاف المواطنين إلى عبور الجدار فوراً. كذلك تشير المنشورات المذكورة إلى محطة أخرى، منها اعتصام عائلات ألمانية شرقية في سفارات بعض العواصم الأوروبية الشرقية، وإلى تخلّي دولة المجر في 11 أيلول 1989 عن اتفاقياتها مع ألمانيا الديمووقراطية، وفتحها لحدودها فوراً أمام من يرغب في السفر إلى النمسا، ما سمح بفرار 15 ألف مواطن ألماني شرقي إلى الغرب في ثلاثة أيام.لكن حقيقة الأمر، أن نهج الرئيس السوفياتي الأسبق ميخائيل غورباتشوف، وتعب الحلفاء الغربيين وتراخيهم (اهتمامات الولايات المتحدة، وحروبها الدولية، وانشغال بريطانيا وفرنسا وألمانيا الغربية في بدايات الإعداد للوحدة الأوروبية)، ويضاف إلى ذلك دور الكنيسة الكاثوليكية، في ظلّ البابا البولوني يوحنا بولس الثاني ورعايته، جميعها مثّلت مجتمعةً بدايات الدكّ في جدار برلين.
ويولي الألمان الشرقيون تقديراً واهتماماً خاصاً بكل من الرفيق “غوربي” الذي أطلق شعاره: “من يصل متأخراً تعاقبه الحياة”، حيث انتشر هذا الشعار على السيارات الخاصة، ومثّل استنهاضاً شعبياً خفياً، ولم يكن بإمكان السلطات الأمنية وجهاز الاستخبارات القدرة على وقفه وانتشاره.
كذلك أيضاً، يولي الألمان الشرقيون تقديراً واهتماماً بالدور الذي أدّته الكنيسة الكاثوليكية في مدينة “لايبزغ”، وتظاهرات “صلاة الاثنين” في ظلّ وصول البابا يوحنا بولس الثاني (البولوني) إلى مرتبة البابوية.
كذلك كان من الصعب جداً انطلاق مسيرة الاتحاد الأوروبي، يعني مسيرة الاتحاد، في ظلّ جزيرة ألمانية شرقية (مغلقة ومسيّجة بجدار).