في ساحة «ألكسندر بلاتس» وسط برلين الشرقية (سابقاً) أقيمت الاحتفالات الشعبية بفرحة ذكرى مرور 20 عاماً على سقوط الجدار. هنا ارتفعت، منذ مطلع الشهر الحالي، سلسلة لافتات عالية تحمل صرخات الحرية وصوراً عن المعاناة التي عاشها الألمان الشرقيون ومحاولات الفرار عبر الجدار، وصولاً إلى السجون وزنزانات الاعتقال في العهد «الألماني الديموقراطي». وعلى الصعيد الشعبي أيضاً، تسير دراجات بركّابها في العاصمة تسترجع صوراً عن ذكريات الماضي، وتمرّ في سيرها بأهمّ المراكز والمتاحف والأبنية التاريخية التي تتركّز في القطاع الشرقي، من جامعة «هومبولد» إلى «جزيرة المتاحف»، وصولاً إلى احتفالات شعبية مركزية أخرى تقام أمام بوابة «براندنبورغ» التاريخية، وهي بوابة اعتُمدت في ذاكرة الشعب بوابةً للعبور من الشرق إلى الغرب، لا العكس!
أما ليلاً، فقد استبقت الأضواء المشعة والملونة يوم الذكرى، وألقت بأشعتها على المراكز التاريخية، وخاصة الكنائس وبرج برلين العالي. وكان لا بد طبعاً من التذكير بمخلفات موسكو، فخُصِّص «مرقص وملهى موسكو ـــــ بار» بلفتة «انتقامية» خاصة عبر تذكير «الألمان الشرقيين» بمخلفات الدب الروسي على أرضهم.
أما على الصعيد السياسي الرسمي، فقد أُقيمت الاحتفالات الرسمية التي تسترجع الساعات الأولى لسقوط الجدار، وكان التتويج لهذه المناسبة قد جرى في مطلع الشهر الحالي بحفل افتتاح شعبي ورسمي عارم، في قاعة «فريدريشتاد بالاس» (1200 مقعد)، حيث كانت إطلالة الملقّبين بآباء الوحدة، وهم المستشار الألماني الأسبق هلموت كول (على كرسي طبّي جرّار)، والرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب (مع سماعة مزدوجة للترجمة وضعف السمع)، والرئيس السوفياتي الأسبق ميخائيل غورباتشوف. وتمكّنت المستشارة أنجيلا ميركل من الحضور بعد إلغاء سلسلة من المواعيد.