في 17 آب الماضي نظمت تجمعات شبابية فلسطينية إعتصاما رمزيا في مخيم نهر البارد، رفعت فيه لافتات تطالب بتسهيل هجرتها إلى أوروبا وأميركا. برر المعتصمون تحركهم بافتقار أهالي المخيم إلى الحد الأدنى من العيش الكريم، وحرمانهم أبسط حقوقهم، وحياة الفقر والبؤس والبطالة التي يعانونها منذ أحداث المخيم عام 2007، التي لا تزال نتائجها الكارثية مستمرة حتى اليوم. حملت بعض اللافتات عبارات «فلسطينيو لبنان يريدون الهجرة»، و»نعم للهجرة».
تُخبر سلمى رشدان، إحدى الناشطات في المخيمات الفلسطينية، والمتابعة لمسألة الهجرة، أن «في مخيم الرشيدية وحده هناك حاليا ما يقارب الـ 82 منزلاً معروضة للبيع بداعي الهجرة، ونتحدث هنا عن عائلات بأكملها لا عن أفراد». تضيف انه «في مخيم برج الشمالي يفكر الشباب في الهجرة أكثر من الأكل والشرب، لكونه المخيم الأكثر فقراً، وهناك الكثير من حوادث الغرق التي حصلت لأشخاص غادروا من هنا، فضلا عن حوادث النصب وتزوير الجوازات، إذ ألقت الدولة القبض أخيراً على 75 شخصاً زوّروا جوازاتهم استعداداً للهجرة، إضافة إلى إلقاء السلطات اللبنانية القبض على نحو 70 شخصاً حاولوا المغادرة عبر مرفأ طرابلس بطريقة غير شرعية».
أما في مخيم عيم الحلوة، فهناك أعداد كبيرة جداً تغادر، حتى إن الناس يتداولون طرفة حقيقية أنّك قد تسهر مع جارك ليلاً وتستيقظ صباحاً لتجده قد غادر المخيم. كذلك ترتفع نسبة الهجرة في مخيم نهر البارد، الذي تسجَّل فيه أعلى نسبة مهربين وسماسرة، لأنه الأقرب إلى مرفأ طرابلس. عادةً يكون السماسرة فلسطينيين يتولون مهمة التواصل مع المهربين، وتأمين شباب لتهريبهم، أما المهربون فهم عادةً لبنانيون.
تتحدث رشدان عن 3 طرق للخروج من لبنان: إما بطرق غير شرعية من شاطئ طرابلس لمن لا يمكنه السفر الى تركيا، أو عبر التوجه الى سوريا والدخول الى تركيا، أو عبر مطار بيروت الدولي لمن يحصل على فيزا الى تركيا.