واصلت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والستين أعمالها أمس لليوم السابع، وألقى وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، كلمة بلاده التي تضمّنت تمسّكها بالمبادرة التي تقدّم بها وليّ عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، عبر صحيفة «واشنطن بوست» قبل شهرين، معتبراً أنها تمثّل «إسهاماً حقيقياً نحو الوصول إلى رؤية عملية لحل الصراع الإسرائيلي». وأوضح الشيخ خالد أن المفهوم الصحيح لمعالجة الصراع العربي الإسرائيلي، «هو إيصال مبادرتنا العربية للسلام إلى الشعب الإسرائيلي بأسهل الطرق وأسرعها عن طريق مخاطبته مباشرةً عبر وسائله وأجهزته الإعلامية». ورأى أن «عملية السلام في الشرق الأوسط تستوجب منّا المزيد من النشاط السياسي والدبلوماسي لتحقيق حلّ الدولتين»، مشيراً إلى أن خطاب الرئيس الأميركي أمام الجمعية العامة يعدّ «مرجعية لإطلاق عملية السلام من جديد في الشرق الأوسط». كما تطرق إلى انتشار الأسلحة النووية في المنطقة، وطالب بأن يتم التعامل مع البرنامج النووي الإيراني «بطريقة تجنّب منطقتنا مخاطر المواجهة».
من جهته، تطرق مستشار الرئيس السوداني عمر البشير، غازي صلاح الدين، إلى الأزمات التي تعاني منها بلاده، مؤكداً تصميمها «على إقامة الانتخابات في موعدها المحدد (في نيسان 2010) التزاماً باتفاقية السلام الشامل وتعزيزاً لجهود الإصلاح السياسي». ودعا «الأسرة الدولية إلى دعم قيام الانتخابات قولاً وعملاً»، وطالبها بحثّ حكومة الجنوب من أجل القيام بواجباتها نحو أمن مواطنيها، في إشارة إلى النزاعات القبلية المسلحة التي رأى «أنها لا تهدد استقرار السودان والجنوب فقط، بل استقرار المنطقة بكاملها».
وأكد صلاح الدين نية بلاده العمل من أجل حل مشكلة دارفور سلمياً، لكنه اتهم أطرافاً دولية بممارسة ضغوط غير مبررة «نحو الأطراف الموقّعة على اتفاقية أبوجا»، ما ساهم في «إعاقة جهود السلام وإطالة أمد النزاع». وأعرب عن أمل بلاده بأن يصحّح باراك أوباما «المواقف الخاطئة» للإدارات الأميركية السابقة، مطالباً إياه برفع «العقوبات الأحادية» وإزالة اسم السودان من القائمة الأميركية للإرهاب. كما انتقد صلاح الدين المحكمة الجنائية الدولية، معتبراً أن تحركها «مشبوه وانتقائي».
بدوره، تطرق وزير الشؤون الخارجية التونسي، عبد الوهاب عبد الله، في كلمته إلى «التحولات العميقة والمتسارعة التي يشهدها العالم». وأكد موقف بلاده «الثابت والمبدئي في مساندة القضية الفلسطينية العادلة»، معرباً عن ارتياح تونس «للمواقف الإيجابية الصادرة عن الإدارة الأميركية بخصوص قضية الشرق الأوسط ...».
أما على الصعيد الدولي، فكانت أبرز الكلمات لوزير الخارجية الكوبي، برونو رودريغيز، الذي اعتمد لهجة معتدلة تصالحية تجاه الولايات المتحدة، معرباً عن استعداد بلاده لتطبيع العلاقات، ومبدياً رغبته بالعمل مع واشنطن لمكافحة المخدرات وتهريب البشر وحماية البيئة ومواجهة الكوارث الطبيعية. وحثّ واشنطن على رفع اسم الجزيرة عن لائحة الدول الراعية للإرهاب، وجدّد دعوة الرئيس الكوبي راوول كاسترو للجلوس مع أوباما للحوار.
(الأخبار)