Strong>جان عبيد هزَّ الشمال بحشد استثنائي بالنسبة إلى مرشّح منفرد، وأعلن رفض التهاون في حقِّ رفيق الحريري السيِّد يردّ على السنيورة ناصحاً ميرزا بعدم الهروب من لبنان وصفير يرفض التطاول على القضاءأعلنت الأكثرية، أمس، لائحتها في دائرة بعبدا التي ضمّت صلاح حنين وإدمون غاريوس (مقرّب من ميشال المر) والياس أبو عاصي (حزب الوطنيين الأحرار) عن المقاعد المارونية الثلاثة وباسم السبع وصلاح حركة عن المقعدين الشيعيين، وأيمن شقير (الحزب التقدمي الاشتراكي) عن المقعد الدرزي، مؤكّدة بذلك استبعاد النائب عبد الله فرحات المستمر في ترشحه.
لكن بعيداً من بعبدا، تواجه لوائح الأكثرية العالقة أكثر من مطب. ففي جبيل، سارع النائب السابق فارس سعيد إلى إعلان تأليفه نواة لائحة مع النائب الأسبق محمود عواد، محاولاً بذلك قطع الطريق على المحاولات الحثيثة التي يقوم بها المقرّبون من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لاستبعاده، إيماناً منهم بأن سعيد يشد اللائحة نزولاً لا صعوداً. وعلمت «الأخبار» أن النائب السابق ناظم الخوري زار معراب أخيراً والتقى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، شارحاً وجهة نظره، وطالباً دعم جعجع لمشروعه الانتخابي في جبيل. كذلك عقد اجتماع مساء أمس في معراب بين جعجع والمرشح فرانسوا باسيل للطلب من الأخير سحب ترشيحه.
أمّا كبرى الأزمات بالنسبة إلى الأكثريّة، فتتركز في كسروان، حيث تشير كل الأجواء إلى التوجه صوب لائحتين للأكثرية، واحدة باسم الأحزاب وأخرى باسم المستقلين.
وفي بيروت، ردّت القوى السياسية الأرمنية المنضوية في الأكثرية النيابية على تمسك جعجع بمرشحه الأرمني في دائرة بيروت الأولى عبر إعلان إصرارها على ترشيح النائب سيرج طورسركيسيان في دائرة بيروت الأولى عن مقعد الأرمن الكاثوليك والعميد المتقاعد ناريك ابراهاميان عن مقعد الأرمن الأرثوذكس في دائرة زحلة. وتمنّى المجتمعون على سائر القوى الحليفة في 14 آذار التجاوب حرصاً على بقاء صفوف الأكثرية النيابية موحَّدة.
وكانت المفاجأة الكبرى قد تمثلت أمس في المهرجان الذي نظّمه النائب السابق جان عبيد ـــــ المرشح منفرداً عن المقعد الماروني في طرابلس ـــــ إذ احتشد الآلاف في صورة قال بعض المراقبين إنها كادت تكون أكبر وأهم شعبياً من يوم إعلان الحريري وميقاتي والصفدي والكتائب اللبنانية لائحتهم في طرابلس. وفي كلمته، أكد عبيد أن «البطل الحقيقي هو الذي يجمع شمل طرابلس وهو الذي يوحّد اللبنانيين، لا من يقسّمهم من أجل حفنة من المقاعد والمال»، وتوجّه إلى الحريري بالقول: «لو تهاونت الدنيا في حقّ رفيق الحريري فنحن لا نتهاون، لا من أجل سعد الحريري أو نازك الحريري أو بهيّة الحريري فقط، بل من أجل روح رفيق الحريري العالية والغالية». وأضاف «نريدها عدالة لا ثأراً، نريده حقّاً لا انتقاماً، نحن لا نصدر الأحكام المسبقة سواء بالتجريم أو البراءة، ولا يجوز أن تكون المحاكم والقضاء الدولي والمحلّي كرة تتقاذفها المصالح السياسية».
أما من جهة المعارضة، فيفترض أن يتبلّغ حزب الله اليوم آخر المواقف في ما خصّ جزين من الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون، وخصوصاً الاقتراح المتعلق بتقديم عون لائحة تضم مرشحاً عن المقعد الماروني وآخر عن المقعد الكاثوليكي، فيما يرشح بري النائب سمير عازار وحده، على أن يجري تبادل للأصوات.
وصيداوياً، شهدت عاصمة الجنوب نهاية أسبوع حافلة بشد الحبال. ففيما كان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة يلتقي أبناء دائرته الانتخابية في دارة النائبة بهية الحريري، كان النائب أسامة سعد يجول وسط صيادي الأسماك. وأكدت مصادر سعد لـ«الأخبار» ارتياح الأخير إلى نتائج المعركة الموعودة. وتشير المصادر إلى تعزيز ماكينة سعد حضورها محاولة الاستفادة من أخطاء الخصم «سواء كانت على مستوى الخطاب السياسي والإعلامي أو على مستوى العلاقات الشعبية، وكذلك الثغر القانونية والإعلانية». وكان السنيورة قد أكد أمس من صيدا أن على المدينة استنهاض قواها وقدراتها لكي تعود مدينة جاذبة للاستثمار.
وفي المواقف السياسية، رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد «أن فريقاً من اللبنانيين أراد أن ينقلب على الميثاق الوطني ورفض التوافق والشراكة، واعتبر هذا الفريق المقاومة ميليشيا، والميليشيات بحسب القرار الدولي ينبغي أن ينزع سلاحها». وأشار إلى أن «المعارضة تريد الفوز بالأكثرية النيابية من أجل أن تصوِّب المسار وتمنع التفرد والاستئثار، لا من أجل أن تلغي الطرف الآخر». وقال: إذا كان البعض يراهن على أنه إذا حكمت المعارضة فستواجه حصاراً دولياً، فهو واهم، لأن هذه الحكومات قد قدمت أوراق اعتمادها للتعاون مع المعارضة إذا فازت وإذا حكمت.
وفي السياق الانتخابي أيضاً، أكد السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى، أثناء محاضرة ألقاها في «معهد الشرق الأوسط» أن سوريا لا تعنيها نتائج الانتخابات اللبنانية، مؤكداً أن ما يهم دمشق هو إبقاء صيغة اتفاق الدوحة القاضية بتأليف حكومة وحدة وطنية بعد هذه الانتخابات، بغض النظر عن الفائز فيها.
وقال: «سوريا تدعم إجراء الانتخابات بسلام... نحن نعلم أن للولايات المتحدة حلفاء في لبنان، ونحن كذلك لدينا حلفاء، ما نقوله لحلفائنا دوماً هو أن يقوموا بتأليف حكومة مشاركة بغض النظر عن الفائز».

القضاء في مهبّ التصريحات

بعد حوالى 3 سنوات و8 أشهر، عاد اللواء الركن جميل السيد إلى دارته في أبلح، حيث احتشدت فعاليات البقاع لاستقباله. وردَّ السيِّد خلال الاستقبال على السنيورة مؤكداً أنه لا يستهدف القضاء بل قضاة بعينهم وتجب محاسبتهم، لأنهم أخطأوا وفضحوا لبنان على المستوى الدولي، مبدياً استعداده للمشاركة غداً في اجتماع مجلس القضاء الأعلى لشرح وجهة نظره. وذكّر السيّد السنيورة بأنه تقدم خلال اعتقاله بأكثر من عشر دعاوى لدى القضاء اللبناني، كاشفاً أن المدّعي العام التمييزي سعيد ميرزا الذي يرفض حضور اجتماع غد سيغادر لبنان إلى تشيكيا للراحة، هرباً من المواجهة.
وكان السنيورة قد قال أمس إن المحقق الدولي هو الذي أوصى باعتقال الضبّاط، ورأى أنّ المطالعة التي أخذ على أساسها القرار ليست حكماً لا بالتبرئة ولا بالاتهام.
في المقابل، اتهم نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم فريق 14 آذار بالتورّط في اعتقال الضباط الأربعة، و«قد تحوّل هذا الفريق إلى قضاة ومحققين عبر وسائل الإعلام، وكنا نسمع مرافعاتهم واتهاماتهم بدون مدّع عام ولا محام، ويروون التفاصيل الدقيقة ويدينون ويطلقون الأحكام وفق تخيّلاتهم، وقد تبيّن أن كل الادعاءات كانت كاذبة».
بدوره، رأى النائب نبيل نقولا أن ثمة 4 جهات تتحمل المسؤولية في موضوع توقيف الضباط الأربعة: وزير العدل السابق شارل رزق والحالي إبراهيم نجار والمدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا ومفبركو الشهود.
أما البطريرك الماروني نصر الله صفير فهنّأ الضباط الأربعة بخروجهم من السجن، راجياً أن «تنجلي خفايا القضية كي لا تبقى مثار جدل». وطالب صفير بأن «يصان القضاء ولا تتناوله الألسن بما تتناوله بأقوال بعيدة عن الواقع والحقيقة خدمة لمصالح سياسية وتحصيناً لقضاة مشهود لهم بالعلم والنزاهة». وقد استدعى ذلك زيارة من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر إلى الصرح البطريركي لشكر صفير على موقفه.


الأسد متشوّق لسماع قرار المحكمة

أعلن الرئيس السوري، بشار الأسد، أمس، أنه متشوّق لسماع قرار المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقال، في مقابلة مع القناة الفرنسيّة الثالثة، إنه «يأمل أن توضح المحكمة مسألة من اغتال الحريري». وأضاف «معرفة من ارتكب هذه الجريمة ستكون مفيدة جداً، عندما تتضح هذه المسألة سنكون سعداء جداً ومرتاحين جداً».
وحث الأسد واشنطن على إقامة حوار «مباشر أو غير مباشر» مع كل من «حماس» و«حزب الله» من أجل التوصل الى السلام في الشرق الاوسط، مؤكّداً أن بلاده مستعدة لتسهيل هذه المحادثات. ورحّب بالرغبة في الحوار مع سوريا التي أبدتها الولايات المتحدة منذ وصول الرئيس باراك أوباما الى البيت الابيض.
(أ ف ب)