نادر فوزفالمرحلة «ليست مرحلة وضع الفيتوات وللكل مكانه»، يقول الوزير السابق فريد هيكل الخازن، الذي اجتمع والوزير السابق فارس بويز والنائب السابق منصور البون مساء السبت. ويشدّد هيكل على أنّ اللقاء كان إيجابياً.
أما البون فيلفت إلى أنّ المفاوضات تُستكمل، ويقول: «أتصوّر أنّ النتيجة ستكون إيجابية». وينفي البون وجود فيتو على أحد.
يؤكد قزّي أن حزب الكتائب يساهم في الاتصالات اللازمة لإعادة النظر في تشكيل اللائحة. وعن التحالف مع بويز، يشير إلى أنّ الأخير «ليس الحليف المثالي، لكن يجب التوصّل إلى لائحة انتخابية، ولو أنّ معناها السياسي سيكون أضعف». ويشدّد قزّي على أنه لن يشارك في لائحة خطابها خارج البيان السياسي لقوى 14 آذار. يقول قزي إنّ مفهوم المعركة في كسروان لم يعد معركة بين أحزاب ومستقّلين. وتغيّر منطق تمثيل الفتوح وكسروان، فباتت المعركة محصورة في تمثيل قوى 8 آذار أو أبناء المنطقة.
يمكن الإشارة، هنا، إلى أنّ المستقلّين والأكثريين خرجوا نهاية الأسبوع الماضي بصيغة موحّدة لخوض الانتخابات. كان كل من البون والخازن وقزّي من الثابتين على اللائحة، وجرى الاتّفاق على أنّ دخول بويز يقابله دخول إده. فخرج زيادة من المعركة لأسباب تتعلّق بتمثيل مناطق كسروان، إذ سيترشّح من منطقة الفتوح البون وقزّي.
تركّزت النقاشات في هذا الاتّجاه، إلا أنّ موقف بويز في المؤتمر الصحافي الذي عقده يوم السبت أعاد تفجير الوضع. ويرفض مرشحو قوى 14 آذار في المنطقة الموقف السياسي لبويز، على اعتبار أنّ الأخير أعلن في السابق وقبل أيام أنه لا يوافق على سياسة الأكثرية وأنه أقرب إلى المعارضة.
«لا نبحث عن تحالف انتخابي مبني على فشّة خلق»، يقول أحد الأكثريين، غامزاً من إمكان التحالف مع بويز. ورغم عدم الرضى عن هذه الخطوة، يشير المتحدّث الأكثري إلى أنّ قوى 14 آذار أخطأت في إدارة المعركة في كسروان. يضيف: «ثمة تقصير سياسي وانتخابي يعود إلى أكثر من سنتين، وبات علينا اليوم كقوى سياسية أن نتحالف مع شخصيات مستقلّة». ويشير إلى أنّ الأكثرية لم ترشّح عدداً كافياً من شخصياتها «وباتت مزروكة وعليها تقديم التنازلات. كل شيء ممكن، لكن الأهم أن يبقى الموقف السياسي واضحاً في ما يخص اللائحة التي ستتشكّل، ويهمّنا المحافظة على ثوابت 14 آذار». يشير المتحدث إلى أنّ هذا الخطأ في إدارة المعركة وضع الأكثرية في موقع لا يسمح لها بخوض الانتخابات بلائحة كاملة، ليلفت إلى أنّ الشخصيات المستقلّة في المنطقة تعجز أيضاً عن خوض الاستحقاق بلائحة كاملة، «لذا، ثمة ضرورة لدمج اللائحتين». وذلك هرباً من تكرار سيناريو جبيل، مضيفاً: «سنسعى، إذا تمّ الاتفاق، إلى فرض إعلان بيان سياسي واضح يشدّد على ثوابتنا ومشروعنا».
يؤكد الجميع أنّ الاتصالات لا تزال مستمرّة. والأبرز أنّ القوات اللبنانية التي سجّلت، في مواقف سابقة، اعتراضات على التحالف مع بويز، باتت لا تجد مشكلة في الوجود مع وزير الخارجية الأسبق ضمن لائحة واحدة. فـ«أبواب معراب مفتوحة للجميع»، يقول أحد المسؤولين القواتيين، مشيراً إلى أنّ «القوات متعالية على المستوى السياسي والشخصي بهدف تشكيل لوائح قويّة».
يمكن استنتاج أنّ العقبات بدأت تذلّل: البون، الخازن، بويز، قزي وإده، في مواجهة خماسي التيار الوطني الحرّ. وإذا لم تكن هذه لائحة المواجهة مع التيار الوطني الحر، فستكون هناك لائحتان: الأولى نواتها كل من فريد هيكل الخازن، منصور البون وفارس بويز، يرجح أن ينضم إليها جوزف أبو شرف، فيما تضم الثانية الآذاريين: سجعان قزي، كارلوس إده وكميل زيادة.