ثائر غندورعلى هذا الأساس، عقد مزرعاني، لقاءً مع رئيس منتدى صور الثقافي الدكتور ناصر فران وهيئته الإداريّة، في سبيل إعادة فتح قنوات الحوار.
ينطلق الحوار بين المجموعات اليساريّة، بما فيها الحزب الشيوعي، من الاقتناع بأنها تُمثّل الخيار الأول للدفاع عن الحراك اليساري في الجنوب «سواء اتفقنا أو اختلفنا»، يقول مزرعاني. ويُشير إلى أن اليسار في الجنوب يعمل انطلاقاً من التزامه خيار المقاومة والدفاع عنه، والإصلاح السياسي للنظام، وانطلاقاً من رؤيته للواقع الاقتصادي، إذ «يُعاني الجنوب وخصوصاً المناطق المحرّرة، تهميشاً كبيراً، وإن تم بناء بعض البنى التحتيّة بعد حرب تموز عبر الهبات الإيرانيّة والعربيّة».
وستنعكس هذه اللقاءات خلال الانتخابات الحاليّة عبر دعم مشترك لمزرعاني (مرجعيون ـــــ حاصبيا) وفيّاض (النبطيّة)، لكن النتيجة الأساسيّة هي إعادة إطلاق دور التجمّع اليساري الديموقراطي في الجنوب. وهو ما أكّده مصدر في المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، مشيراً إلى ضرورة تظهير حالة الاعتراض الوطنيّة الديموقراطية العلمانية، وخصوصاً عبر هذين المرشحين اللذين يخوضان معركة سياسيّة جديّة.
كذلك طالت هذه اللقاءات جزءاً من قاعدة الشيوعي في الجنوب، كانت قد ابتعدت عن الحزب في الفترة السابقة تحت وطأة الإحباط من سياسة الحزب واليسار، في لبنان عموماً والجنوب خصوصاً. وأهم هذه التحولات حصل في قرى قضاء حاصبيا، حيث كانت معظم منظمات الشيوعي «عاطلة من النضال»، وكذلك في بعض قرى قضاء مرجعيون، مثل الطيبة ودير ميماس، حيث كان للشيوعيين وجودهم التقليدي. ويُمكن تلمّس جو مشابه، وإن بخجل في بعض قرى قضاء صور.
ويقول بعض الشيوعيين الذين أعادوا تفعيل عملهم، إن الواقع الجنوبي يفرض عليهم العودة للعمل لأسباب عدة، منها أن حزبهم لم يدخل في لوائح فريق الثامن من آذار، وثانيها أن ثنائيّة أمل ـــــ حزب الله بدأت تستعيد نمطاً من الممارسات «الذي لطالما حاربناه في الجنوب، وهو قمع الحراك السياسي لأي طرف، وهو أمر نرفض أن يُمارس على ألد خصومنا»، في إشارة إلى تعرّض مناصري أحمد الأسعد في الجنوب للاعتداء. وثالث تلك الأسباب، هو استعادة الإقطاع التقليدي لنشاطه في الجنوب عبر بوابة المال الخليجي والأميركي. وهو يطرح نفسه بديلاً من ثنائيّة حزب الله ـــــ حركة أمل، «فيما هو يُعتبر على يمينهم لا على يسارهم». ويُشير بعض هؤلاء الناشطين، إلى أن تجربة المنشقّين من الحزب الشيوعي والمقربين من اليسار أو أعضاء فيه، مثل محمّد علي مقلّد (المرشّح في النبطية) وعدنان عبود (في مرجعيون ـــــ حاصبيا)، أثبتت انحسارها ومحدوديتها نتيجة تحالف هؤلاء مع قوى الإقطاع التقليدي وغيرها من «اليمين اللبناني».