نسبة التصويت السُّنية في الدائرة التي يترشح فيها الحريري تكرّسه زعيماً للطائفة■ ترى المعارضة أن أسامة سعد قادر على تحقيق اختراق على حساب السنيورة
■ في عكار الحساب عسير بين المستقبل وفئات واسعة كانت تُحسَب على الحريري

لم تعد الانتخابات النيابية المقبلة محصورة في المقاعد المسيحية، بل دخلت المنافسة في أماكن ـــ مقاعد تخص من كان، حتى ما قبل اتفاق الدوحة، يحتكر تمثيل طائفته، قبل أن يخسرها تحت تأثير مجموعة عوامل كان من مفاعيلها اندفاع المرشد الروحي للطائفة نحو تسويات سريعة وطارئة

فداءعيتاني
قبل وقوف النائب سعد الحريري في ملعب نادي النجمة الرياضي وإلقاء كلمته، التي لم يراع فيها التهدئة الإعلامية واتفاق الدوحة، أطلق تيار المستقبل في بيروت الحملة الثانية من شعاراته «والسما زرقا». حصل ذلك، فيما لم تعمد ماكينة تيار المستقبل إلى حشد الجمهور من المناطق، واكتفي بحضور شبان من إقليم الخروب وعكار. ولكون المناسبة إعلانَ لائحة المستقبل في دائرة بيروت الثالثة، عمدت الماكينة إلى تحفيز أبناء بيروت، وبخاصة في المناطق الشعبية، على المشاركة في المهرجان. وقد أدى التذكير بـ«السابع من أيار»، وهو الشعار الانتخابي البيروتي للمستقبل، فعلاً عكسياً. إذ أثار مخاوف لدى العديد من الفئات في بيروت من حصول مشاكل في الأحياء بالتزامن مع المهرجان.
هذا الواقع تعرفه جيداً ماكينة تيار المستقبل الانتخابية في بيروت، وهي تدرس سبل تفاديه وتجاوزه يوم السابع من حزيران، وتحاول ألا يتكرر في يوم الاقتراع.
وقد أُشيع أن السبب الذي حال دون الحشد الجماهيري هو عدم إشراك ممثّلي العائلات البيروتية في الإعداد للمهرجان، علماً بأنها ليست المرة الأولى التي تُتجاوز فيها العائلات في الحشد والإعداد، وقبل أشهر طويلة من السابع من أيار (2008) حين اخترقت أجهزة أمن المستقبل وشركاته الخاصة النسيج البيروتي موزعة السلاح والوظائف في الشركات الأمنية، ومغرقة الأحياء بمجندين من المناطق كلها، وبخاصة من الشمال، دون أن يسمع أحد من قيادة تيار المستقبل شكوى العائلات البيروتية حيال تحويل كاراج درويش في الطريق الجديدة إلى ثكنة عسكرية، أو مبنيي «جمعية بيروت للتنمية» في الحمرا وفي الملّا إلى مركزين عسكريين حرّاسهما أكثر عدداً من الموظفين المدنيين فيهما. وغيرها من الشكاوى من الإعداد لحرب أهلية مصغّرة في المناطق البيروتية، التي لم تجد إلا الأذن الصمّاء من تيار المستقبل وقياداته.
تحاول ماكينة تيار المستقبل اليوم التغطية على الأسباب الفعلية لفشل مهرجان بيروت الثالثة يوم السابع من أيار عام 2009، للتعمية على ما تعدّ له في يوم الاقتراع في السابع من حزيران، وهي لا تواجه هنا لائحة ضعيفة للمعارضة، يعلم تيار المستقبل قبل المعارضة أن إمكانات خرقها شبه معدومة، وهي تخوض معركة غير مجدية ضد إمكانيات أسطورية (ما زالت غير متوافرة حتى اليوم إلا نظرياً) لدى تيار المستقبل. ويبقى إمكان الخرق شبه معدوم إلا لمن كان مثل النائبة غنوة جلول يحظى بحيثية شعبية عارمة (أو بالأحرى بتواطؤ من تيار المستقبل الذي لم يسحبها رغم التزام الجماعة الإسلامية بكل مطالب النائب سعد الحريري). إلا أن ماكينة تيار المستقبل تواجه عدواً حقيقياً وخطيراً، تعلم هي بأمره كما الأطراف الأخرى التي تناور في بيروت الثالثة. وهذا العدو له أسماء عدة: الكسل وانعدام الحافز، المعركة المحسومة بصوتنا أو من دونه، والأصوات المطلوبة يوم الانتخاب تحت شعارات الشهادة، وغير المسموعة على مدى أربعة أعوام، إلخ.
وفي مطلق الأحوال، ثمة عامل رئيسي في الدائرة التي يترشح فيها رئيس التيار سعد الحريري: نسبة التصويت السنّية هي ما يكرّس الحريري زعيماً سياسياً للطائفة، بعدما فقد الكثير من نفوذه في كل الأطراف والمناطق الأخرى. فتحميس الناخب وتشجيعه على الإدلاء بصوته والمشاركة هي ما تسعى إليه ماكينة التيار، ولديها الكثير من الخدع السحرية التي تعدّها للمناسبة، إذ ترغب في رؤية نسبة تفوق 20 في المئة من أهل بيروت في الدائرة الثالثة تصوّت للحريري. لذلك، كان الحريري مصرّاً في الدوحة على أن تشمل الدائرة الثالثة من بيروت أكبر عدد ممكن من السنّة (157 ألف ناخب سنّي)، فضم إليها من المناطق ما ضمّ وتحت عناوين متعددة، لكن النتيجة واحدة، ألا وهي حشر أبناء الطائفة السنّية في دائرة واحدة لحصد أصواتهم لمصلحة زعيم هذه الطائفة.
المعارضة، من ناحيتها، تخوض المعركة بمنطق مختلف تماماً. فلا يمكن اليوم حزب الله أن يمنّ على نجاح واكيم أو بشارة مرهج، لا في الفضل بالترشّح ولا في عقد التحالفات أو في تمويل كبير لأطراف المعارضة في بيروت الثالثة. ويمكن نجاح واكيم أن يتحدث عن استقلالية جدية في قراره، كما في الأسماء الواردة ضمن اللائحة التي تضمه إلى جانب إبراهيم الحلبي. فحزب الله لا يبدي أي حماسة لأداء دور في بيروت الثالثة. ويمكن، في المقابل، بشارة مرهج أن يغضب من المعارضة أو يأخذ عليها تخلّيها عنه تخلّياً شبه نهائي في هذه الدائرة. فمن سيواجه سعد الحريري هم أطراف محلّيون بكل معنى الكلمة، من السنّة أو غيرهم، وهم إذا حصلوا على دعم فلن يكون على الأرجح إلا دعماً معنوياً، وهو الدعم الذي يؤذي مرشّحي المعارضة في هذه الدائرة أكثر مما يفيدهم. وبضعة أموال لا تصل إلى نصف ما قرره القانون في مجال الإنفاق الانتخابي، وتعهدات بمشاركة الأصوات الشيعية وغيرها، مما يمكن المعارضة من تجييرها إلى جانب المرشحين المعارضين. أما غير ذلك، فعلى كل مرشح في بيروت الثالثة الاعتماد على نفسه وعلى عمله وجهده.
المنطق الكامن خلف هذا الفتور في حماسة حزب الله وباقي أطراف المعارضة هو أوّلاً عدم خوض معركة، أو تحويلها إلى نزاع مذهبي يفيد الخصم الضعيف سياسياً. ثانياً، توفير القوى والجهد للأماكن التي يمكن فيها المعارضة تحقيق خروق وإنجازات سياسية، بدلاً من تشتيت الجهد في كل الاتجاهات، مع الاستنزاف المالي الذي يحاول فريق المستقبل جر المعارضة إليه.
وإذا كان ثمة في المعارضة من يتحدث عن دور كبير لسوريا، فإن دمشق التي تراقب عن كثب ما يجري في لبنان، لديها أمنيات أكثر من دعم أو استراتيجية فعلية. ويوماً إثر آخر، يظهر أن القرار الفعلي في الملف الانتخابي في لبنان قد اتخذ، وهو تحقيق أكثرية من 65 نائباً للمعارضة، وبعدها كل نائب إضافي سيكون مكسباً جيداً. إلا أن إشعال البلد من أجل خاطر مرشح هنا أو معارض هناك لا يبدو من خطط المعارضة وقيادتها، التي أبدت استعدادها للتنازل عن نائبها في بيروت الثانية دون أن تطرف لها عين.
وفي الإطار نفسه، لا تبدو المعارضة شديدة الإحراج من استمرار بعض المرشحين بخوض الانتخابات باسمها، رغم طلبها منهم الانسحاب. إلا أن المبالغ التي طلبها أحدهم، والتي تصل إلى ثلاثة أضعاف ديونه المتراكمة (أي ما يقارب عشرة ملايين دولار أميركي) ثمناً لانسحابه، حدت بقيادة المعارضة إلى التخلّي عن المفاوضة معه وتركه يحاول ما استطاع، والسير في التفاهم الحاصل على هامش الدوحة بترك مقعد سنّي في بيروت الثانية للمستقبل.
باختصار، إن برنامج عمل أطراف المعارضة السنيّة هو في بيروت الثالثة رفع مستوى الانتخاب المعارض مقابل تدنّي نسبة الانتخاب المستقبلي، ما سيسمح مستقبلاً، وفي أي انتخابات، بكسر أحادية التمثيل السنّي.
أما في المناطق الأخرى، فإن المعركة تبدو بصورة مختلفة، إذ لا تخفي أوساط في المعارضة نيّتها تسجيل خروق في خمس دوائر يحكمها تيار المستقبل انتخابياً منذ عام 2005. وهي أوّلاً صيدا، التي تتلخص فيها صورة المشروع الذي حكم لبنان على يدي المرشح فؤاد السنيورة منذ أربعة أعوام، والذي أنتج أحداثاً مأساوية في طول البلاد وعرضها. وهنا ترى أوساط متابعة في المعارضة أن على الرئيس نبيه بري، الذي يفترض أنه تلقّى الطعنة الأقوى من النائبة بهية الحريري، حيث حضنها في كل الدورات الانتخابية ومنع الإخلال بدورها وموقعها طوال أكثر من عقد ونصف، التذكير بمنطق الشراكة والحفاظ على موقع صيدا بوابة للجنوب وعاصمة له. مع الإشارة إلى أن الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت لم تكن لتشهد القفزة الضخمة التي حققتها، ولا نمو القطاع السياحي على حساب بيروت وأهلها، لولا التوتر الذي حصل مع «أبناء» بعض شوارع بيروت.
وتحسب المعارضة بدقة وضع المرشح أسامة سعد، وإلى اللحظة فإنها ترى أن سعد قادر على تحقيق اختراق على حساب السنيورة، الذي يحتاج إلى حشد أكبر عدد ممكن من الأصوات المقيمة والمغتربة والمهاجرة، ولا سيما أن الجماعة الإسلامية هناك فقدت جزءاً كبيراً من قدرتها التجييرية، بسبب هبوط معنويات أنصارها بعد الاتفاق مع تيار المستقبل على حساب رئيس مكتبها السياسي المرشح (سابقاً) في صيدا علي الشيخ عمار.
والمنطقة الثانية التي سيكون فيها خرق واضح لمصلحة المعارضة بوجه «وحدة الصوت السنّي» هي البقاع الغربي، حيث لا تنفع كثيراً الادّعاءات المستقبلية، والدعايات ضد التعاون مع سوريا. ففيما تفتح سوريا ذراعيها لأهالي هذه المنطقة الذين يمثّلون عمقاً استراتيجياً لها، والذين يعلمون جيداً أن العزلة عن الجوار وعن سوريا أضرّت بهم، لم يعد من المجدي التحدث عن العداء لدمشق. وفيما ترتفع أصوات شعبية تطالب بتقويم أداء نواب المستقبل في هذه المنطقة، يزداد الكلام عن «تعاون ما» سيجري بين المرشّحَين فاروق دحروج وعبد الرحيم مراد.
أما في عكار، فالحساب عسير بين فئات واسعة كانت قبل مدة تحسب على الحريري، وتيار المستقبل، إلى حد يسهل معه القول إنه لو التفتت سوريا أو حلفاؤها في لبنان إلى هذه المنطقة لصبّت بالكامل ضد تيار المستقبل. وهناك من ينتظر يوم الانتخابات ليرى ما سيفعله أولئك الذين أُخذوا في الباصات إلى بيروت بحجة قتال الشيعة، وتُركوا في الشوارع للذل والهوان، قبل أن يجدوا طريقهم للعودة إلى قراهم. فهؤلاء، بحسب كثيرين في عكار، سيُسقطون لوائح الموالاة، وكثيرون منهم لن يظهروا اهتماماً بالمشاركة في الانتخابات، ولن يسجّلوا أسماءهم مندوبين للوائح الحريري. فهناك، في عكار، لا يبدو وجيه البعريني بعيداً من الوصول إلى البرلمان.
أما في المنية ـــــ الضنية، التي سيزورها النائب سعد الحريري على الأرجح في نهاية هذا الأسبوع، فلا تزال مشكلات البيت الواحد تثير الزوابع. ويتهم هاشم علم الدين أحمد فتفت بأنه سعى إلى إبعاده من لائحة المستقبل قبل أن ينتفض ويعود إليها. وهناك مشكلات إضافية تعترض خطط سعد الحريري القاضية بـ«شحط» جهاد الصمد من المنطقة. ورغم «تفريغ» نحو 7200 مندوب لمصلحة تيار المستقبل إلى اليوم، إلا أن الصمد ما زال حصانا قادراً على الربح. والمعارضة نفسها أجرت اختباراً ميدانياً بترشيح عضو قيادة جبهة العمل الإسلامي جميل رعد، الذي تمكّن بما لا يزيد على عشرين ألف دولار أميركي من خوض حملة شعبية وحشد أصوات ومناصرين ومندوبين، علماً بأن الجبهة لديها اتجاه لتسوية أوضاعها في دعم وحدة الترشيح في المنطقة، مقابل وعود المستقبل بدفع ما لا يقل عن 200 دولار للمندوب الثابت، و250 للمتجوّل، إضافة إلى نفقات السيارات والتنقّل. والبدعة التي يُتحدّث عنها هي المندوب العائلي الذي سيهتم بتنخيب عائلته. ولا يقلّ بدل الواحد عن 600 دولار أميركي. أضف إلى مساعدات عينية بدأت تصل إلى منطقتي المنية والضنية من علب غذائية إلى أسمنت وزفت وغيرها من التقديمات.
إذاً، هي دوائر أربع حتى الآن يرجّح أن تحقق فيها المعارضة خروقاً للوائح المستقبل. وفي هذه الدوائر، إضافة إلى مدينة طرابلس، فإن هناك من سيسجّل بصفته أكبر الخاسرين في الأطراف السنّية، ألا وهو الجماعة الإسلامية التي تكثر الأحاديث اليوم عن انفصال ما بين قواعدها التي تؤمن تماماً بأنها مرتبطة بالقضية الفلسطينية أوّلاً وبالمقاومة في فلسطين ولبنان، وأنها قدمت لتيار المستقبل الكثير خلال الأعوام القليلة الماضية، لكنّها لم تحصد منه إلا الإهمال والإنكار والهوان، وأن قيادتها التزمت بما لا طاقة لها به، من تحالف مع تيار لا يقيم وزناً لها.


المتصدّي للسابع من أيار

الخطيب لن ينسحب

أتى... لم يأتِ

إضاءة

طرابلس: خرق أم خرقان؟فقد تقرر إنشاء ما يشبه لجنة للتقريب بين ماكينات المرشحين، وعمّم المرشحون من لائحة التحالف في طرابلس على كوادرهم ضرورة الالتزام باللوائح كما هي، إلا أن صوت مصباح الأحدب بقي صارخاً في وجه التحالف. فهو وإن كان قد انتقل من الهجوم على نجيب ميقاتي إلى الهجوم على حليف ميقاتي الأول، إلا أنه بقي يحاول خرق اللائحة، علماً بأنه يسعى إلى خرق اللائحة بقوة تيار المستقبل لا بقوته الشخصية طبعاً. فالمهرجان الذي أقامه قبل أيام، بدا واضحاً فيه حضور أفواج طرابلس وعدد من كوادر تيار المستقبل الذين عملوا على حشد أنصارهم لدعم الأحدب، ما يعني أن أصوات التيار ستصبّ، إلى جانب سمير الجسر، لمصلحة الأحدب، وأن من حق نجيب ميقاتي أن يعتقد بأن المستقبل سيعمد إلى شطب اسم حليفه أحمد كرامي، وأن حجج تيار المستقبل بعدم قدرتهم على إقناع الأحدب بالانسحاب غير مقنعة، إذ إن مثال آمنت «ولكن ليطمئن قلبي» أقيم أمام الخالق نفسه، فكيف بالأحرى أمام من تراجع عن وعوده للجماعة الإسلامية قبل صياح الديك؟
وإن كانت قدرة تيار المستقبل تنحصر في التجيير لمصلحة الأحدب والجسر في طرابلس، إضافة إلى إعطاء جزء من الأصوات لمصلحة ميقاتي ومحمد كبارة، فإن الخرق السنّي يمكن أن يحصل في نقطتين. فأحمد كرامي قد يسقط على يد تيار المستقبل، رغم إصرار ميقاتي على إيصاله، إلى جانبه، إلى الندوة البرلمانية. وسمير الجسر قد يتهاوى بفعل لعبة المستقبل التي أصبحت شبه مكشوفة. ومصباح الأحدب لا يتقدم كثيراً على مرشح سنّي آخر في طرابلس. فعمر كرامي يحلّ قبل سمير الجسر. وخلدون الشريف يحلّ مباشرة بعد مصباح الأحدب. وهناك من يشير إلى أن الأحدب وغيره من الشخصيات لم يعتادوا خوض الانتخابات، بل كانت تخاض عنهم ويصلون هم إلى المجلس دون أن يعلموا بالضبط كيف وصلوا ولا من أوصلهم. واليوم فإن الماكينات (المتحالفة والمختلفة) يراقب بعضها بعضاً عن كثب.
وبيّنت استطلاعات رأي أجرتها بعض قوى لائحة تحالف طرابلس أن تيار المستقبل سيصبّ لمصلحة الأحدب، وأظهرت أحمد كرامي راسباً في الانتخابات، وأن ماكينة نجيب ميقاتي لا تروّج لمرشح اللائحة عن المقعد الماروني سامر سعادة، بل تروّج لجان عبيد.
أما من ناحية المعارضة، فإن الرئيس عمر كرامي الذي يتحسّن وضعه ووضع المرشح إلى جانبه خلدون الشريف باطّراد، لا يرى فائدة في التحالف مع أطراف إضافية إلى اللحظة. فلا تيار المردة ترك مجالاً لتحالف، وخاصة أنه أعطى قراره بتأييد الرئيس نجيب ميقاتي، الذي يمثّل ركناً رئيسياً في التحالف المضاد لكرامي، وجبهة العمل الإسلامي مرحبّ فيها دائماً من طرف كرامي. ولكن دراسة معطيات الربح والخسارة وقدرات التجيير لا تشجع كرامي على خوض غمار تحالف معها، رغم أن بلال شعبان أثبت بمهرجان في منطقته حضوراً كبيراً، علماً بأن المهرجان كان شبه مفاجئ ولم يُعدّ له قبل وقت طويل. أضف إلى أن كرامي، في الحسابات الانتخابية، يعلم أن ترشيح علوي على اللائحة قد يثير حساسيات، إضافة إلى أنه يلتزم بروحية مصالحة طرابلس التي صيغت بين بعض أطراف السنّة والعلويين ممثّلين بالنائب السابق علي عيد ونجله رفعت، ويترك كرامي المقعد العلوي فارغاً بانتظار أن يختار هؤلاء مرشحهم، علماً بأن ثلاثة أسابيع فاصلة عن الانتخابات قد تحمل الكثير من التغييرات الإيجابية لمصلحة المعارضة في طرابلس.