Strong>سعد الحريري وميشال عون يتفرّغان للانتخابات. الحريري يرتّب زيارته لصيدا وعون زيارته للأشرفية. أما فؤاد السنيورة ووليد جنبلاط، فينهمكان عن الانتخابات بالسياسة. الأوّل يردّ على الأمين العام لحزب الله، والآخر يكمل سعيه الحثيث لتوطيد التهدئةقبل 19 يوماً من الانتخابات، ومع اكتمال غالبية اللوائح، تتّجه الأنظار إلى الدوائر التي ستشهد المعارك الأقسى كصيدا وبيروت الأولى. فيتوجه الحريري خلال الثماني والأربعين ساعة المقبلة إلى صيدا لحشد المزيد من التأييد للرئيس فؤاد السنيورة والوزيرة بهية الحريري. أما العماد ميشال عون، فينتقل إلى بيروت ليدير بفعالية أكبر معركة الأشرفية الانتخابية، في ظل معلومات تؤكد أن زيارته العاصمة لن تكون الأخيرة، في ظل سعيه الحثيث للفوز بمقاعد الأشرفية الخمسة، لا الاكتفاء بثلاثة أو أربعة.
وفي انتظار المعركة، يترقب اللبنانيون بدء توافد المغتربين الآتين للمشاركة في الانتخابات، على أن تستمر هذه العملية حتى يوم الاقتراع، مع توقع زحمة طائرات بين 25 أيار و5 حزيران، فيما يباشر الجيش بدءاً من اليوم تنفيذ خطة أمنية خاصة تشمل ثلاث نقاط:
1ـــــ زيادة الاستنفار في صيدا ـــــ طرابلس ـــــ زحلة ـــــ البقاع الغربي والعاصمة.
2 ـــــ عقد لقاءات أمنية ـــــ سياسية للضغط من أجل منع تفاقم السجالات الانتخابية.
3 ـــــ التعاون مع قوى الأمن لتنفيذ خطّة «يوم الانتخابات» التي ستمتدّ على مدى ثلاثة أيام، من السادس إلى الثامن من حزيران المقبل.

جنبلاط يطلب وساطة سعوديّة!

ورغم الصخب الانتخابي، وانهماكه بمعركته الخاصة في صيدا، ردّ أمس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على خطاب الأمين العام لحزب الله السيِّد حسن نصر الله. فقال إن ما سمعه «اختلطت فيه الأبعاد السياسية المحلية والاعتبارات الانتخابية والإحساس بفائض القوة والنشوة بها، وكذلك الاعتبارات الإقليمية وتوظيفاتها واستهدافاتها، والرغبة في أن يستعمل لبنان ساحة لتصفية الحسابات لا وطناً، وصندوق بريد لإيصال مجموعة من الرسائل من هنا وهناك». واستهجن السنيورة كلام نصر الله، لأنه يخالف ما اتفق عليه اللبنانيون، ولا سيما في الدوحة «حيث اتفقنا على الالتزام أساساً بعدم اللجوء إلى العنف أو لغة السلاح أو الاحتكام إلى السلاح أو القوة أو التهديد بها من أجل تحقيق مكاسب سياسية». وعلى صعيد آخر، أشار السنيورة إلى «محاولات لمنع الجيش ومديرية الاستخبارات وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي من الحصول على قاعدة المعلومات التي تمكننا من خلال التقنيات الحديثة من اكتشاف ما يخطط له العدو الإسرائيلي والخلايا الإرهابية أو خلايا التجسس».
أما النائب وليد جنبلاط، فرأى بحسب ما نقل عنه شيخ عقل الموحدين نصر الدين الغريب، أن ثمة ضرورة «للسير في الانتخابات النيابية بروح الحادي عشر من أيار والدعوة إلى التهدئة». وبحسب تلفزيون «الجديد»، فإنّ جنبلاط صارح الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز خلال زيارته الأخيرة إلى السعودية بالقول: «لقد خضت معركتكم ضد سوريا ورفعت سقفي، وهي كانت معركتكم، وأنتم أجريتم مصالحة مع سوريا وحميتم النائب سعد الحريري بغطاء طائفته، وأنا من يحميني؟»، متمنياً على الملك السعودي، بحسب «الجديد» التوسط للقاء مصالحة بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد. ووفق «الجديد»، فإن جنبلاط طلب من السعودية دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري لزيارتها، وطلب أن تتمنى السعودية على الحريري تخفيف الاحتقان المذهبي.

البون وجعجع يلتقيان

انتخابياً، استمرّت المشاورات بين قوى 14 آذار والشخصيات المستقلّة في كسروان من أجل إعلان لائحة موحّدة بين الجهتين، تواجه لائحة التغيير والإصلاح. وأبرز اللقاءات كان بين رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية والنائب السابق منصور البون، جرى خلاله «تثبيت ما جرى الاتّفاق عليه سابقاً، وأهمه قبول القواتيين بالتحالف الانتخابي مع الوزير السابق فارس بويز»، كما أشار مطّلعون. ومن المقرّر إعلان اللائحة الخماسية في غضون أيام، وقد حسمت أسماء أعضائها: منصور البون، فريد هيكل الخازن، فارس بويز، سجعان قزّي وكارلوس إده. وستُعلن بعد انتهاء الأطراف المعنية من صياغة البيان السياسي المشترك للحملة الانتخابية. وجرى تثبيت مجموعة من العناوين الأساسية، وهي تأكيد روحية قسَم الرئيس ميشال سليمان، وثوابت بكركي، إضافة إلى مجموعة كبيرة من العناوين أهمها: حصر السلاح بيد المؤسسات الشرعية، تطبيق اتّفاق الطائف، الدولة المدنية، اللامركزية الإدارية، إعادة النظر في مفهوم التجنيس والتوطين. وتقوم هذه القوى والشخصيات بعملية «ضبط عيار» هذا الخطاب، كما يقول مرشّح حزب الكتائب، سجعان قزي، مؤكدةً أنّ «المطلوب ليس إعلان حرب ولا التخلّي عن الثوابت». وكان النواب السابقون: فارس بويز، فريد هيكل الخازن ومنصور غانم البون قد زاروا البطريرك الماروني نصر الله صفير للبحث في الشؤون الانتخابية في كسروان.
أمّا في جبيل، فبرز أمس تصريح للمرشح إميل نوفل قال فيه إنّ المطلوب من المرشح فارس سعيد الانسحاب، لأن «المعركة ضد 8 آذار هي معركتنا وليست معركته، ولائحته غير المكتملة لا تنافس وستكون لائحة دعم للعماد عون».

فتّوش: سنأخذ الحقوق من الصخوروبقاعاً أيضاً، عقدت كتلة الوفاء للمقاومة والكتلة الشعبية وكتلة المرجعية البقاعية لقاءً شعبياً أعلن خلاله الشيخ نواف عبد العزيز الملحم وقوفه ومن يمثل إلى جانب لوائح المعارضة في البقاع، داعياً جميع العشائر إلى الاقتراع لمصلحة هذه اللوائح التي تؤمن بالخط الوطني والعروبي، مبدياً حرصه على مراعاة حقوق أبناء الطائفة السنّية في البقاع.
ومن فندق السفير في بيروت، أعلن المرشح عن دائرة بيروت الثالثة خالد الداعوق أسماء مرشحي اللائحة الائتلافية للمعارضة في هذه الدائرة، وتضم: بهاء عيتاني، خالد الداعوق، عمر غندور، عبد الناصر جبري، إبراهيم الحلبي، رفيق نصر الله، غازي المنذر، نجاح واكيم، ريمون أسمر وجورج أشخانيان. ورأى واكيم أن «استعادة بيروت لموقعها واستردادها هويتها ودورها لتستعيد عافيتها هما مسؤولية كل البيروتيين دون استثناء. وهذه هي بالضبط معركتنا الانتخابية ومعركتكم من أجل التغيير الذي إن لم يبدأ من بيروت، فهو لن يبدأ أبداً».
وفي دائرة بيروت الأولى، ذكر النائب آغوب بقرادونيان في مهرجان شعبي نظمته اللجنة المركزية لحزب «الطاشناق» في كرم الزيتون، أنه «وقتَ كانت أحياء الأشرفية ترفع أعلام الميليشيات وشعاراتها، كان الأرمن في الأشرفية يرفعون العلم اللبناني، ويحافظون عليه». وتعهد نائب رئيس الحكومة اللواء عصام أبو جمرة في المهرجان نفسه بأن «الأشرفية ستبقى حرة، وكما أن لبنان لن يعود إلى كنف سوريا، كذلك الأشرفية لن تعود إلى كنف قريطم».
إلى ذلك، اتهم رئيس تيّار «المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالتدخل في الانتخابات النيابية. وفي حديث إلى تلفزيون «الجديد»، كشف فرنجية أن الرئيس أرسل إليه المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني أكثر من مرة ناقلاً عن سليمان رغبته في «حصة في كسروان وجبيل والمتن». وإذ عبّر فرنجية عن عدم قبوله لكفالة رئيس الجمهوريّة للمرشّحين منصور البون وميشال المر وفرانسوا باسيل وناظم الخوري، أوضح أنه أبلغ الرئيس أنه يغطّي نعمة افرام، لكنّ البقية هم مع 14 آذار. وأشار فرنجية إلى أن سليمان سحب يده حين رأى أن الوضع لا يسير على ما يرام.


انتهاء تيّار الانتماء اللبناني في بنت جبيل

حداثا ــ داني الأمين
انسحب أمس رؤساء المحاور والمندوبون العاملون في تيار الانتماء اللبناني في قضاء بنت جبيل من التيار، بعد لقاء تشاوري جمعهم في منزل إبراهيم صبرا في بلدة حداثا (بنت جبيل)، تطرّقوا فيه إلى أوضاع التيار وأهدافه المسيئة إلى الوطن. وبعد اللقاء، تلا صبرا بياناً باسمهم أعلن فيه انسحابهم جميعاً من التيار. ومما جاء في البيان: «بعدما تبيّنت لنا خطورة المشروع الذي يحمله تيار الانتماء ورئيسه وارتباطه بمصالح وأهداف لا تمتّ بصلة إلى أصالة هذه الأرض ووطنيّتها وتضحياتها؛ رأينا بأمّ العين أن أهداف التيار غير وطنية... لذلك نعلن انسحابنا من تيار الانتماء اللبناني باقتناع وإدراك لواقع هذا التيار المشبوه والبعيد كل البعد عن لبنان الذي حفظه الشهداء، وعن الانتماء الذي كتب بأزكى الدماء. وإننا نضع أنفسنا في تصرف نهج المقاومة والتنمية والتحرير. وقد وقّع البيان كل من مسؤول المحور الثاني رامز فرحات، ومسؤول المحور الثالث إبراهيم عبد الحسن صبرا، ومسؤول المحور الرابع محمد حراجلي، ومسؤول المحور الخامس إبراهيم نمر عيسى، ومسؤول المحور السابع علي محمد حمدان.