غسان سعودـــــ عدم مبالاة مفتي عكار أسامة الرفاعي بالانتخابات، بعدما استُبعد أقرب المرشحين المفترضين إليه (محمد المراد) وتزعم خالد ضاهر لائحة المستقبل. وهو يرى أن ضاهر يزاحمه على زعامة السنّة في عكار عموماً وفي بلدتهما ببنين خصوصاً. وقد كان الرفاعي أحد أعمدة التعبئة الأساسيين بالنسبة إلى تيار المستقبل في عكار. مع العلم بأن عدم حماسة الرفاعي للعمل، كما يفترض، لا يعني أبداً أنه سيخفف من حماسته السياسية للمستقبل. وثمّة من يقول هنا إن مؤسسة عصام فارس التي تقربت من المفتي أدّت دوراً كبيراً في إقناعه بتحييد نفسه قليلاً.
ـــــ غضب العشائر السنيّة من تيار المستقبل واتفاقها على عدم انتخاب مرشحيه، ولا سيما المرشح عن أحد المقاعد الثلاثة السنية، معين المرعبي، الذي حلّ بدلاً من مرشح العشائر محمد سليمان. مع العلم بأن عدد الناخبين من أبناء العشائر في وادي خالد وبلدات أخرى يبلغ نحو 13 ألف ناخب. وقد فشلت كل محاولات الحريري وتيار المستقبل لاستيعاب هؤلاء.
ـــــ استنفار «المراعبة»، وخصوصاً النائب السابق طلال المرعبي، لإسقاط ابن عائلته المرشح ضمن لائحة المستقبل كي لا يفوز بالنيابة، فيبدأ العمل على تكريس زعامته على حساب طلال، مع الأخذ في الاعتبار أن طلال لن يكون سعيداً بخرق زميله السابق في النيابة والمعارضة، وجيه البعريني، لائحة المستقبل بعدما قرر هو الانسحاب من المعركة نتيجة فوضى المعارضة وسوء تحضيرها المعركة.
ـــــ استياء بلدات سنيّة كبيرة، كعكار العتيقة وتكريت، من عدم تمثيلها نيابياً، واختيار المستقبل مرشحاً سنياً من منطقة الجومة يسكن في طرابلس، وحتى رئيس بلديته ليس على ود معه. علماً بأن العميد المتقاعد عمر العلي، المنظم الأول لتيار المستقبل في عكار، هو من بلدة تكريت، وكان يأمل الترشح.
ـــــ تفاجؤ الناس بتشدد المرشح خالد زهرمان سنياً، ومحاولته المستمرة تقليد زميله على اللائحة النائب السابق خالد ضاهر، من دون الأخذ في الاعتبار أن ضاهر يتحكم بنبرة صوته، فلا تكون دائماً متشددة كما هي نبرة زهرمان. والبعض يرى أن زهرمان أنزل على العكاريين نتيجة قربه عائلياً من مستثمر من آل الحجار في إقليم الخروب كان أحد أبرز الوسطاء بين الحريري ونائب رئيس الحكومة عصام فارس.
ـــ عدم وجود دفع شعبيّ، فلا «الحقيقة» تنفع، ولا «تهذيب الشيعة»، ولا المال الانتخابي الذي يبدو هزيلاً مقارنة بما يدفعه مرشحون آخرون.
هكذا، لا يعود أمام المستقبل في البلدات السنية إلا ورقة خالد ضاهر. عليه يتوقف مصير سبعة نواب.

وهو في سياق تحقيق

«النصر» يضاعف الجهد، مع أخذه في الاعتبار أن اللغة التي يتقنها، والتي تجذب الناخب السني بقوة إلى لائحته، لا يمكن استخدامها اليوم، لكونها ستنقلب عليه في صناديق المسيحيين. وما سيخسره سيكون ضعف ما سيربحه.
أما في البلدات المسيحية، فليست حال المستقبل أفضل بكثير مع ثلاثة مرشحين: أولهم أُحبط ولم يعد يزور أهل ملته اقتناعاً منه بأنهم «لا يفهمون في السياسة».
ثانيهم يعتمد على «شبيبة» ترقد في غرفة العناية المشددة من سنوات. وثالثهم كلما دخل منزلاً ازداد أنصار ميشال عون وسليمان فرنجية عائلة. مع العلم بأن استبعاد مرشَحي الكتائب والقوات في هذه الدائرة وتزعّم خالد ضاهر لائحة المستقبل يجعلان المتابعين يرتاحون إلى ترجيحهم حصول لائحة المعارضة على تأييد أكثر من 75% من المقترعين في البلدات المسيحيّة.
(غداً: وجيه البعريني راجع)