عفيف ديابتفاؤل المستقبل في انتخابات المنطقة، تجده قوى وشخصيات معارضة «مبالغاً فيه». ويقول أحد أعضاء لائحة «المرجعية البقاعية» (في الغربي) إن زيارة النائب سعد الحريري للمنطقة خلال الأسبوع الماضي «أعطت جرعة تفاؤل كبيرة لأنصاره، لكنه لم يستطع كسر إرادة جمهورنا. فأعمال الترهيب والترغيب التي تمارس ضد أنصارنا وصلت إلى حدّها الأقصى، ولم تعط النتائج المرجوّة».
ثقة المعارضة المحلية بفوزها في انتخابات البقاع الغربي لا يقابلها ثقة مماثلة في دائرة زحلة. فخطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في جمهور المقاومة في مدينة بعلبك، يوم الجمعة الماضي، واعتباره مرشّحي لائحة المعارضة في زحلة والبقاع الأوسط أنهم مرشّحو حزب الله والشهيد السيد عباس الموسوي «أحسنت قوى 14 آذار المحلية في استغلاله ضدنا هنا»، يقول أحد أعضاء ماكينة لائحة المعارضة في البقاع الأوسط الذي يتحدث عن العجز في مواجهة المال الذي يدفع دون حساب.
يضيف: «وضعنا في الشارع السنّي غير مريح نهائياً. تيار المستقبل وضع يده بقوة على الشارع السنّي، ونحن في لائحة المعارضة نتلهّى في حسابات الأرقام في صناديق الاقتراع، فيما خصمنا يعدّ العدة لمعركته في زحلة تحديداً، بعد أن ضمن الصوت السنّي». ويتابع: «كنا قد سجّلنا خرقاً نوعياً في بلدة مجدل عنجر، ولكنّ صديقنا السوري أوقف مجموعة من أبناء البلدة (أول من أمس، وأفرج عنهم أمس) ما انعكس سلباً علينا».
ويتخوّف قادة في المعارضة المحلية من إمكان خرق لائحتهم من قبل لائحة 14 آذار في زحلة. ويتحدث أحدهم بوجع عن «البلبلة» التي تعيشها المعارضة في مدينة زحلة وارتدادها إلى البقاع الأوسط. ويقول إن تأخّر إعلان اللائحة والصراع الخفي على تركيبتها وتعدّد وجهات النظر «أحدثت تململاً في شارعنا. لقد نجح تيار المستقبل في إقناع جمهوره بمرشحيه، فيما نحن ما زلنا نحاول إقناع جمهورنا بكل أعضاء اللائحة. ويشير إلى أن التيار الوطني الحر «يستطيع تجيير حوالى 8 آلاف صوت إلى كامل أعضاء اللائحة، ولكنّه لا يستطيع إلزام مناصريه من خارج التنظيم الحزبي بالتصويت لكل أعضاء اللائحة، فيما تيار الوزير سكاف سيلتزم أولاً وأخيراً به، معدّداً الأخطاء التي كان يمكن المعارضة تفاديها، ومنها «عدم الأخذ بنصيحة بعض الأصدقاء بضم الوزير السابق محسن دلول والمرشحة ماكدا بريدي، إضافة إلى التأخّر في تسمية المرشح السنّي الذي كان يمكننا تسميته منذ شهر تقريباً، ولا سيما أن الأصدقاء أعطونا نصائح بضم الدكتور رضا الميس. علينا الاعتراف بصعوبة المعركة وعدم المبالغة في إعطاء النتائج سلفاً».
ويقول أحد قادة فريق 14 آذار في مدينة زحلة إن القوات اللبنانية ومعها حزب الكتائب «كانا في انتخابات 2005 مع لائحة التيار الوطني الحر والوزير إلياس سكاف، ولكن اليوم نحن أكثر تنظيماً وقوة مما كان عليه وضعنا في الانتخابات السابقة. ويؤكد أن في إمكان القوات اللبنانية والكتائب تجيير حوالى 8 آلاف صوت مسيحي في مدينة زحلة والقرى المسيحية في القضاء، يضاف إلى هذه الكمية من الأصوات ـــــ حسب قول المسؤول القواتي ـــــ قدرة مماثلة يستطيع بقية أعضاء اللائحة من المسيحيين توفيرها. يضاف إلى هؤلاء حوالى 23 ألف صوت سنّي، وحوالى ألفين فقط من الناخبين الشيعة، أي ما مجموعه 41 ألف صوت يرجّح تصويتهم لمصلحة فريق الموالاة، و«هذا سيعطينا الفوز المؤكد بأربعة مقاعد حتى الآن، وقد نحصد المقاعد السبعة إذا تدنّت نسبة الاقتراع المسيحي للائحة التيار الوطني الحر والوزير إلياس سكاف.