h1>مواجهات بعد هدم منزل شهيد... والضفّة الغربيّة «مطوّقة» بسبب «الفصح»ها هي إسرائيل تنتقم لفشلها في إحباط عمليات الدهس التي تكررت في القدس المحتلة في الآونة الأخيرة، فأقدمت على هدم منزل منفذ أول عملية من هذا النوع، وقتل آخر اتهمته بمحاولة دهس جنودها، فكانت النتيجة حصول مواجهات بين مقدسيين والجيش الإسرائيلي
هي لحظات نجحت فيها الشرطة الإسرائيلية في تركيب ثلاثة أحداث متشابكة ومترابطة وغير إنسانية، يمكن تلخيصها بالهدم والقتل والمواجهات. على هذه الأحداث استفاق أهالي القدس الشرقية أمس.
بداية، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها «قتلت بالرصاص فلسطينياً هاجمها أثناء عملية هدم في القدس الشرقية لجزء من منزل فلسطيني قتل ثلاثة إسرائيليين بجرافة العام الماضي». عملية الهدم هذه هي الأولى من نوعها منذ قرار اللجنة العسكرية في عام 2005، التي رأت فيه أن سياسة تدمير منزل أي مهاجم فلسطيني غير فعالة.
بعدها كانت التصريحات الإسرائيلية التي بررت القتل. قال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد «هاجم هذا الفلسطيني بسيارته عناصر من حرس الحدود وأصاب ثلاثة منهم بجروح طفيفة، فبادر ضابط كان في المكان إلى إطلاق النار في اتجاهه وأرداه». أما قائد شرطة القدس، أهارون فرانكو، فكانت له أيضاً توضيحاته التي أعقبت العملية التي وقعت في جوار قرية صور باهر في ضواحي القدس الشرقية، فقال إن «إياد عزمي عويسات (الشهيد) كان يقود سيارة من نوع سيات إيبيزا بيضاء، وحاول دهس أفراد الشرطة من وحدة حرس الحدود ما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم برضوض في أرجلهم».
ورغم تبنّي مجموعة فلسطينية مسلّحة تطلق على نفسها اسم «كتائب أحرار القدس» عملية الدهس، إلاّ أنه كان لمصدر فلسطيني موقف مغاير. وقالت «الكتائب» في بيان إنها «تمكنت من تنفيذ عملية بطولية نوعية في قرية صور باهر في القدس المحتلة، من خلال دهس ثلاثة صهاينة على أحد الحواجز في القرية». وأوضحت أن منفذ العملية هو «الاستشهادي محمد باسم عميرة البالغ من العمر 20 عاماً»، وليس إياد عويسات.
في المقابل، نفى مختار قرية صور باهر، زهير حمدان، ادّعاء أفراد شرطة الاحتلال، وقال للإذاعة الإسرائيلية العامة إن «كل ما يقوله قائد شرطة القدس أهارون فرانكو هو كذب وافتراء، والسائق لم يحاول دهس أفراد الشرطة»، ما يعني أنه ينفي أيضاً وجود أي تخطيط لعملية.
وأضاف حمدان أنه «منذ صباح اليوم (أمس) وأنا حاضر في المكان ولم يحاول أحد الاعتداء على قوة الشرطة الموجودة في القرية. ولكنّ الشرطيين جاؤوا إلى صور باهر بهدف قتل مواطنين، وهم يعاملوننا كأننا كلاب».
كلام حمدان توافق مع أهالي صور باهر، الذين أكدوا أن «الجنود هم من يقومون باستفزاز المواطنين والاعتداء عليهم»، وأشاروا أيضاً إلى أن «عويسات عامل تنظيفات في مستشفى هداسا في القدس».
وكانت قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلي قد اقتحمت حي صور باهر وهدمت أجزاءً وأغلقت أخرى من منزل عائلة الشهيد حسام تيسير دويات، منفذ إحدى عمليات الدهس بالجرافات في القدسوأكد والد الشهيد لوكالة «معا» قيام قوات الاحتلال «بهدم جزء من المنزل المكوّن من 3 طوابق وإغلاق جزء آخر، وإلحاق أضرار فادحة ببقية أجزاء المبنى التي لم تصدر المحكمة قراراً بهدمها». كما وقعت مشادات كلامية بين والد الشهيد ووالدته من جانب والشرطة الإسرائيلية من جانب آخر، ما أدى إلى إصابة والدة الشهيد حسام بالإغماء.
وفي السياق، قال مستشار رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية لشؤون القدس، حاتم عبد القادر، إن قرار الهدم الصادر عن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك «كان يشمل الشقتين اللتين يملكهما والد الشهيد، والبالغة مساحتهما 300 متر مربع في بناية مكوّنة من 3 طبقات، وتضمّان 14 نفراً. لكن بعدما قدّم التماساً إلى المحكمة العليا ضد قرار الهدم، قررت المحكمة الاكتفاء بهدم شقة واحدة، وهي الشقة الشمالية من الطابق العلوي بعد تقديمه إثباتات على أن الشقة الأخرى لم يستخدمها الشهيد حسام».
بعد هذه الاستفزازات، كانت المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية في القرية. وألقى المواطنون الفلسطينيون الحجارة والزجاجات الفارغة على أفراد الشرطة من وحدة حرس الحدود، فيما ردّت الشرطة بإلقاء القنابل الصوتية والمسيلة للدموع باتجاه المواطنين.
يشار إلى أن منظمات حقوق إنسان إسرائيلية تتهم الشرطة الإسرائيلية بأنّ «يدها خفيفة على الزناد» عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين.
إلى ذلك، اعتقل الجيش الإسرائيلي 19 فلسطينياً خلال حملة دهم في الضفة الغربية، وفرض عليها طوقاً شاملاً بسبب حلول عيد الفصح لدى الشعب اليهودي. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن قواته اعتقلت 12 «مطلوباً» فلسطينياً في محافظة الخليل، وخمسة في جنين ومخيماتها، واثنين في طوباس.
(الأخبار)