عفيف ديابقلق جمهور المستقبل من مواقف جنبلاط الحالية ومدى انعكاس ذلك على مجريات معركة البقاع الغربي وراشيا، تُضاف إليه جرعات من الامتعاض الشعبي من بعض أسماء اللائحة، ولا سيما بعد إعادة ترشح النائب جمال الجراح، نجح الحريري في الحد منه ومن بعض الاعتراضات خلال بقائه لأكثر من 10 ساعات في البقاع الغربي، متخذاً من قصر النائب سامي الخطيب موقعاً للاستراحة وعقد الاجتماعات مع فريق عمله وبعض الفاعليات لإقناعهم بوجوب الالتزام بالعمل يداً واحدة لتحقيق الانتصار.
ويقول متابعون لزيارة الحريري إن رئيس تيار المستقبل استطاع تبديد قلق بعض كوادره من المواقف الحالية لجنبلاط و«لا داعي للقلق، لأن الأخ وليد ملتزم باللائحة ولا وجود لأي تحالف تحت الطاولة مع حركة أمل أو حزب الله». وينقل هؤلاء أن الحريري «نال بركة مفتي البقاع الشيخ خليل الميس وموافقته على كامل اللائحة، حيث تعمّد المفتي دخول ساحة المهرجان إلى جانب الحريري ليشهر موافقته، وهو سيسعى إلى إقناع بعض المرشحين السنّة بالانسحاب لمصلحة لائحة الحريري في المنطقة وفي البقاع الأوسط».
ويؤكد هؤلاء أن الوزير وائل أبو فاعور أبلغ النائب الحريري موقف جنبلاط «الحاسم والحازم في دعم كامل أعضاء اللائحة». ويضيفون أن ما قاله أبو فاعور في كلمته باسم جنبلاط «كان موقفاً واضحاً أراح جمهورنا في المنطقة، وأن لا وجود لتفاهمات تحت الطاولة مع الرئيس نبيه بري أو حزب الله في البقاع الغربي».
نجاح النائب الحريري في تبديد قلق بعض قادة تياره من مواقف جنبلاط الأخيرة، ارتفع منسوبه مع قيام مرشح الجماعة الإسلامية في البقاع الغربي وراشيا الشيخ سامي الخطيب بزيارة النائب السابق وأبرز وجوه لائحة المعارضة المحلية إيلي الفرزلي في دارته في جب جنين. هذه الزيارة جاءت كرسالة اعتراضية من الجماعة على مسار التفاوض مع تيار المستقبل في كل لبنان، وعلى عدم ضم الشيخ الخطيب على لائحة المستقبل، وعلق عليها الحريري خلال غداء في قصر النائب السابق سامي الخطيب وقال: «لقد حصلت تحالفات مع الجماعة الإسلامية، ولدينا مواقف مشتركة، ونحن لم نترك الجماعة في أي لحظة من اللحظات، وإن شاء الله يبقَ هذا الحلف ويستمر بعد 7 حزيران».
وكان النائب الحريري قد حضّ في كلمته الوجدانية الحشد الشعبي في ملعب جب جنين على الاقتراع للائحة كرامة البقاع الغربي «زي ما هيي»، موجهاً اتهامات إلى أعضاء في لائحة المرجعية البقاعية التي يترأسها الوزير السابق عبد الرحيم مراد من دون تسميتهم وقال: «أرادوا يا أهل الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن يفرضوا عليكم الزعامات المزيفة التي ملأوا أياديها بالدم والفساد وأكل مال الفقراء، ويريدون اليوم عبر سارقي المؤسسات أن يعيدوا إلى هذه الأرض الحبيبة نظام الوصاية الذي أخرجتموه بنضالكم». أضاف: «يظنون أن خدعهم ستنطلي عليكم، وأنه يكفي أن يتظاهروا بأنهم كانوا من أصدقاء الرئيس الشهيد، وهم كانوا بالفعل وزراء النظام الذي اغتاله، وشهود الزور في محكمة إعدامه»، خاتماً كلمته بإذاعة أسماء المرشحين الستة الذين توزعوا وفق الآتي: روبير غانم، مرشحان لتيار المستقبل: جمال الجراح وزياد القادري، مرشحان للحزب التقدمي الاشتراكي: وائل أبو فاعور وأنطوان سعد، ومرشح واحد لحركة اليسار الديموقراطي: أمين وهبي.