نادر فوزوالتقى أمس مرهج كلاً من المرشّح خالد الداعوق، والنائب السابق بهاء الدين عيتاني في منزل الأخير. يمكن هذا اللقاء أن يترجم مجموعة من الأمور، أهمها أنّ هذا الثلاثي يمثّل نواة لائحة «معارضة». يقول مرهج إنّ اللقاء «دليل على الطريق المنوي سلوكه». ويضيف إن هذه اللائحة ستضمّ ريمون أسمر «الذي له حضوره في بيروت» عن مقعد الأقليات، ورفيق نصر الله «الذي يمثّل خط المقاومة». يتابع مرهج مشيراً إلى أنه «لا قطع في المواضيع، لكن بالتأكيد سنأخذ بنصيحة الرئيس الحص في عدم إقفال اللائحة».
من جهته، يشدّد واكيم على أنّ «أصدقاء يطرحون المشكلة لحلّها، لكن أنا لا أراها مشلكة في الأساس، لأني لا أرى مشكلة في أن يترشّح على المقعد نفسه أكثر من شخص». ولدى سؤاله عن ضرورة توحيد صفوف المعارضة يقول: «لا أفهم كيف يمكن إطلاق صفة معارض على شخص ما، لم يحجب الثقة عن الحكومة يوماً». يضيف إنه لتوحيد القوى يجب الاعتماد على ثلاثة معايير: أولاً الخط السياسي، ثانياً القوّة والوجود على الصعيد الشعبي، وثالثاً قوّة التحالفات السياسية. يطلق واكيم هذه القواعد ليبرهن أنه خير من يمثّل الأقلية في بيروت الثالثة، مشيراً إلى أنّ التواصل جدي ومستمرّ مع التيار الوطني الحرّ وحزب الطاشناق.
أما اللائحة التي من المفترض أن يخوض الانتخابات على أساسها، فيقول واكيم إنّ ثمة مجموعة من الأسماء المحسومة، منها إبراهيم الحلبي وصالح العرقجي (عن مقعدين سنيّين)، رفيق نصر الله (عن المقعد الشيعي)، غالب أبو مصلح (عن المقعد الدرزي) وريمون أسمر (عن مقعد الأقليات). يضيف إنّ المرشّح عمر غندور «هو بنسبة 99% ضمن اللائحة، لكن ننتظر جوابه النهائي، وهو اليوم في أفريقيا». ليشدد على أنه من المعارضين، وأنّ علاقته بقوى المعارضة السابقة جيّدة.
يبدو أنّ الوضع في بيروت الثالثة يتّجه نحو الانفجار بين المعارضين. تأليف لائحتين بات أمراً شبه محسوم، إلّا أنّ رأسي الحربتين واكيم ــــــ مرهج، يرفضان الإقرار بالأمر. وفي هاتين اللائحتين ثمة مجموعة من المعارضين الثابتين، كرفيق نصر الله وريمون أسمر. ويشير أحد المطّلعين إلى أنّ المرشّح والنائب السابق ناصر قنديل سيتراجع عن ترشيحه لمصلحة نصر الله، بناءً على طلب أقطاب في المعارضة. وكان نصر الله قد تحدث أمس في ندوة في برج البراجنة، مشيراً إلى أنّ «المعركة الانتخابية في بيروت صعبة، لكن سنثبت أن في بيروت معركة مصيرية بين مشروع الوطنيين في لبنان الذين يريدون لبنان بلداً قوياً في مواجهة العدو الإسرائيلي، وبين الذين يريدون أن يربطوا لبنان بمشاريع التفتيت على مستوى المنطقة». وقال إن «الانتخابات المقبلة هي جزء وامتداد لمعركة المقاومة في أي موقع، وهي امتداد لحرب تموز 2006 وكل أعمال المقاومة منذ عام 1982 حتى اليوم».
وبالعودة إلى أجواء المرشّحين، يقول أحد المطّلعين إنّ أجواء غندور تتجّه نحو التوافق مع بهاء الدين عيتاني، أي مع لائحة مرهج.
لكن بالطبع لن يرضى أقطاب المعارضة بإصدار قرار يحرج أحد الحليفين. لذا بعيداً مما يقوله الرجلان تتجّه نقاشات المعارضين إلى إمكان تأليف لائحة من 9 مرشحين مع ترك المقعد الأرثوذكسي شاغراً، ما يتيح أن يبقى كل من مرهج وواكيم في المعادلة. يرفض الرجلان هذا الخيار على اعتبار أنه موقف غير محسوم يبقي الشرعية السياسية غير واضحة.
ويقول أحد المطّلعين إنّ قوى المعارضة تسعى إلى تحصيل أكبر نسبة من الأصوات الشيعية التي تبلغ 33,645 ناخباً، والناصريين والقوميين وبقايا اليسار. ومن الأصوات الداعمة أيضاً، ما يمكن أن يقدّمه التيار الوطني الحرّ وحزب الطاشناق في الطائفتين المارونية والأرمنية (12 ألف ناخب مجتمعتين).
وثمة مارد سنّي يتألف من أكثر من 157 ألف ناخب يعتمد في أغلبيته الساحقة سياسة «زيّ ما هيّي». لدى رؤية هذا الرقم السني الهائل المهيمن على مناطق عين المريسة، ميناء الحصن، رأس بيروت، زقاق البلاط، المصيطبة والمزرعة، يطرح بعض المقرّبين من المعارضة سؤالاً مهمّاً: لماذا يتصارع أبناء 8 آذار على المشاركة في معركة خاسرة؟