ثائر غندور* لم تُوقّع وثيقة التفاهم بين المرّ والجميّل حتى اليوم، رغم أن أحد المصادر الكتائبيّة يقول إن توقيعها سيحصل خلال إعلان اللائحة، وقد جرى التوافق على أن يكون خلال مؤتمر صحافي لا في مهرجان شعبيّ. وستتضمّن الوثيقة حياديّة لبنان، وحصر السلاح بيد الجيش، اللامركزية الإدارية وعناوين إنمائيّة. وتنفي هذه المصادر وجود أي خلافات بين الجميل والمرّ، مؤكّدة أن العلاقة أكثر من جيدة.
* لم يسحب المرّ بعد مرشّحه عن المقعد الأرثوذكسي، إبراهيم بوحيدر، وهو ابن عائلة معروفة بميولها اليساريّة والقوميّة. الكتائبيون لا يعتبرون الإبقاء على بوحيدر مضرّاً بهم، لكن، من الواضح أن ترشيحه يأتي في سياق سحب بعض الأصوات القوميّة من طريق لائحة عون، أو على الأقل من طريق المرشحين الأرثوذكس على لائحة عون، في سبيل تأمين فرص النجاح لميشال المرّ.
* لم يجرِ تجاوز تداعيات انسحاب لحود. انسحاب الوزير المقرّب من السعوديّة يؤثّر في الناخب غير الحزبي القريب من 14 آذار، أي في الرأي العام القريب من اللائحة، الذي يُمثّل لحود بالنسبة إليه ضمير فريق 14 آذار في المتن. وتُشير المعلومات إلى أن هذا التأثير السلبي، ارتفع بعد البيان الذي أصدره لحود رداً على كلام المرّ والرئيس أمين الجميّل، والذي أعاد التأكيد فيه أن انسحابه سياسي لا لأسباب شخصيّة. وقد أعطى هذا الكلام دفعاً، لما يقوله العونيّون من أن ما يجمع اللائحة المنافسة لهم، هو المصالح الشخصيّة لا العناوين السياسيّة.
* تُراهن اللائحة على الانطلاق بثلاثين ألف صوت على الشكل الآتي: 20 ألف كتائبي، وخمسة آلاف لكلّ من المرّ والقوات اللبنانيّة. في مقابل الرقم ذاته للائحة عون، بالتوزيع الآتي، كما يقول الكتائبيون: 14 ألفاً للتيار الوطني الحرّ، 11 ألفاً للأرمن، وخمسة آلاف للقوميّين. لذا، فإن الكتائبيين يراهنون على الـ20 ألف ناخب الباقين. ويرون أن الناخب المتنيّ سيشطّب المرشّح القومي غسان الأشقر.
* تلقّت هذه اللائحة ضربة قاسية عبر إعلان مرشحي آل أبو جودة انسحابهم من منبر ميشال عون في الرابية، رغم أن الكتائبيين يقولون إنهم دعوا إلى ترشيح أحد أبناء هذه العائلة لكن فشلوا، إذ إنّه لا أحد من المرشحين يحوز أكثر من 20% من أصوات عائلته، «وإذا رشّحت فلاناً فسيغضب الباقون».
* يُحاول طبّاخو اللائحة محاربة النائب إبراهيم كنعان من خلال طرح ترشيح إميل كنعان (وهو لم يكن حزبياً يوماً من الأيام، لكن ميوله تنقّلت من الشهابيّة، إلى الكتلويّة، فاللحوديّة (نسيب لحود) ثم مقرب من المرّ فمن الكتائب حالياً) بهدف الحصول على أصوات من ساحل المتن، حيث نال كنعان 6700 من 8000 ناخب عام 2005، ومحاربة النائب غسان مخيبر من خلال ترشيح إلياس مخيبر، بهدف أخذ أصوات آل مخيبر من طريق غسان الرحباني بحيث يفوز المرّ، رغم أن الياس مخيبر نال 808 أصوات عام 2005، ونال أرثوذكسياً 92 صوتاً فقط.
* أُشيعت معلومات عن وجود خلافات داخل لائحة عون، وخصوصاً بين إبراهيم كنعان وغسان الأشقر. إذ يُردّد في المتن أن كنعان سيشطّب الأشقر، وهو ما جرت معالجته عبر لقاء جمع كنعان والأشقر وشقيقه نظام.
* تواجه هذه اللائحة كلاماً عن نيّة سامي الجميّل شطب ميشال المرّ، كي لا يحصل الأخير على عدد أصوات أكثر من الأول، عبر حصوله على الأصوات الأرمنيّة. كما يُقال إن سامي سيشطّب المرشّحين الموارنة الثلاثة، ليضمن نجاحه، وهو كلامٌ تنفيه المصادر الكتائبيّة «لأننا نعمل في سبيل إنجاح اللائحة بأكملها».
في المحصّلة، يبدو أن هناك ارتباكاً ما داخل لائحة الجميّل ـــ المرّ، وهو ارتباك بدأ بمحاولة الكتائب أن يكون مرشّح القوات اللبنانيّة غير ماروني، بهدف ترشيح بيار الأشقر، لكن القوات فرضت مرشحها، ثم جاء انسحاب الوزير لحود، وكلام المرّ أمام بعض الأوساط عن إمكان تأليف لائحة ثالثة، وهو كلام يُصرف في (ومن) جيب النائب سعد الحريري. ثم تحوّلت هذه اللائحة من لائحة يُفترض أن تكون سياسيّة إلى لائحة شبه عائليّة، بوجود صلات قرابة بين آل الجميّل وبعض المرشّحين. ويُقابل هذا الارتباك، الذي يؤخّر عمل الماكينة المشتركة للائحة، تنسيق بين مرشّحي عون، تجاوز الخلافات التي كانت تظهر خلال الأربع سنوات الماضية، في سبيل تحقيق «8 نواب من أصل 8»، كما يقول هؤلاء.