طرابلس ــ عبد الكافي الصمدومع أن الم صدر فضّل عدم التطرق إلى أسماء أعضاء اللائحة، مكتفياً بالقول إنها تضمّ كرامي وإسلاميين وشخصيات مستقلة، فقد كشفت مصادر سياسية متابعة أن «مسوّدة» اللائحة باتت تضم إلى كرامي كلّاً من خلدون الشريف والأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان ممثّلاً للجبهة، ومحمد الجسر، ومرشح تيار المردة في طرابلس رفلي دياب عن مقعد الروم الأرثوذكس، على أن يترك المقعد الماروني شاغراً في «إشارة اطمئنان» نحو النائب السابق جان عبيد الذي ينتظر أن ينال أصوات اللائحتين معاً. أما المقعد العلوي، فإن اتصالات مكثفة تجري قبل التوصل إلى صيغة نهائية بشأنه».
ورأى المصدر المسؤول في الجبهة أن مواجهة لائحة تضامن طرابلس، التي تضم تحالف الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي والنائب سعد الحريري، «ليست مستحيلة كما يصوّرها البعض، لأن لها ظروفها الداخلية والخارجية التي أوجدتها، وسط غياب أي انسجام سياسي بين أعضائها، وارتباكاتهم الداخلية بشأن المقعدين الماروني والعلوي، والاحتمالات الواسعة للتشطيب، فضلاً عن ضمّها أقطاباً من الأغنياء يتصارعون لحصول كل واحد منهم على الرقم الأعلى في الانتخابات».
تطوّر الأمور على هذا النحو بين كرامي وجبهة العمل قابله، وفق مصادر الجبهة، «فتح قنوات حوار مع الجماعة الإسلامية، بهدف التوصل إلى رؤية موحدة للإسلاميين بشأن الانتخابات. ومع أنه لم نصل إلى نتائج تفصيلية بعد، إلا أن الأمور وُضعت على السكّة الصحيحة».
مصادر مسؤولة في الجماعة أوضحت لـ«الأخبار» أن «تواصلنا مع المعارضة يتجاوز مجرّد جسّ النبض، فهم، في السابق، أرسلوا إشارات نحونا، لكننا كنا نستمهلهم بسبب حوارنا مع المستقبل، لكنّ الأمور اليوم تغيّرت وباتت مفتوحة أكثر».
وأشارت مصادر الجماعة إلى أن «تواصلنا مع المستقبل مقطوع منذ أيام، ولا يوجد اليوم سوى محاولات يقوم بها البعض للتوسط بيننا»، لافتاً إلى أن «أكثر من طرف داخلي وخارجي يحاول إبقاء شعرة معاوية قائمة بيننا وبين المستقبل، لكنّ الشعرة الانتخابية قطعت، وكل ما نحاوله إبقاء الشعرة السياسية موجودة».
وكشفت المصادر عن أن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة «عرض علينا رئاسة بلدية صيدا بعد تحالفنا وتيار المستقبل العام المقبل في الانتخابات البلدية، مقابل قبولنا بالعرض المقدم إلينا، فرددنا أن هذا الموضوع غير قابل للبحث الآن، فنحن نتحدث عن استحقاق حالي».
وفيما رجّحت المصادر أن يُصدر المكتب السياسي للجماعة (عقد اجتماعاً ليل أمس) قراراً لتثبيت الأمور وطيّ صفحة التفاوض مع المستقبل، أوضحت أن «وزير الإعلام السعودي عبد العزيز خوجة، الذي زار لبنان أخيراً، «طلب الالتقاء بنا، لكن عندما عرفنا أن لا جديد لديه لم يحصل اللقاء».
وتوضح المصادر أنّ المستقبل «لم يقدّم إلينا أي عرض جديد، بل هناك شخصيات كالوزير خوجة تحاول أن تقدم نفسها ضامنة للوعود المقدمة»، موضحة أن السعودية «لم تضغط لاستبعادنا عن اللوائح، بل قدمت نفسها ضمانة للوعود التي كان يعرضها علينا الحريري، وخصوصاً في مسألة التوزير. أما بخصوص الضغوط المصرية وغيرها، فقد قال الحريري لنا مراراً إن هناك ضغوطاً تمارس عليه لمنعه من التحالف معنا، لكنه لم يحدد إن كان مصدرها مصرياً أو غربياً».