الدوحة ــ الأخبارغاب الرئيس المصري محمد حسني مبارك عن قمة الدوحة، لكنّ طيفه حضر بكلمة ألقاها نيابة عنه وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية الدكتور فؤاد شهاب قال فيها «تنعقد هذه القمة وقد قطعنا بعض الخطوات على طريق تنقية الأجواء العربية. بدأنا في الكويت جهداً، واصلناه في قمة الرياض الرباعية، وفتحنا الباب لاستعادة تواصل كان مفقوداً وحواراً لم يكن قائماً، بشأن القضايا المهمة لعملنا العربي المشترك». وأضاف الوزير المصري «لقد سبق أن أوضح مبارك في قمة الكويت الاقتصادية أنّ الوضع العربي الراهن بانقساماته ومحاوره لا بد أن يتغيّر، وأنّ الخلافات العربية ـــــ أيّاً كانت ـــــ لا تستعصي على الحل، لأنها في النهاية خلافات بين أشقّاء». وأكد أنّ «مصر تبذل قصارى جهدها لرأب الصدع العربي ولوضع حدّ لنهاية الخلافات، ولكي ننحاز جميعاً لهويتنا العربية، ولا نسمح بتدخّلات أطراف غير عربية، تغذّي الخلاف وتكرّس الانقسام»، غامزاً من قناة طهران من دون أن يسمّيها.
وتابع شهاب «أقول إنّ ما اتخذناه من خطوات على طريق المصالحة العربية منذ قمة الكويت، ليس نهاية المطاف، فلا تزال هناك خلافات قائمة».
كذلك شدد الوزير المصري على «أن بلاده تجاوبت مع الجهود الرامية لتجاوز بعض الخلافات، متطلّعةً إلى مصالحة عربية حقيقية، ومدركةً مسؤوليتها في جمع الشمل العربي».
وبناءً على ذلك، حدّد شهاب الموقف المصري انطلاقاً من الأسس الآتية: أوّلاً، إن «المصالحة لا بد أن تؤسّس على الوضوح، فلا مجال للمواربة أو لإخفاء الحقائق إو إنكارها». ثانياً، «إنّ مصر تقّدر للدول العربية الشقيقة كافة، كبيرها وصغيرها، أدوارها، كما تعلم مصر أنّ دورها وإسهامها هو موضع تقدير عالمها العربي. فإذا ارتضينا ذلك قاعدةً لتعاملنا، فلن يكون هناك مجال لشطط يعرّض العلاقات العربية لاختبارات قاسية. صحيح أنّ مصر ـــــ بدورها ومسؤوليتها ـــــ تترفّع عن الصغائر، إلا أنه لا ينبغي أن يتقوّل عليها أحد من الأشقاء، بالغمز أو اللمز، كما لا يجب أن يكون دور مصر مسوّغاً للهجوم عليها». ثالثاً، «إن احترامنا بعضنا لبعض يفرض الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية لأيّ من دولنا، تدخّل قد يوصل إلى مراحل المواجهة، وهو ما يجب تفاديه». رابعاً، «على الإعلام العربي، ـــــ حكومياً أو غير حكومي ـــــ أن يكون على مستوى المسؤولية، وأن ينأى عن تأجيج الخلافات بين الدول والشعوب العربية».
واختتم المبعوث المصري كلام مبارك بالقول «إنّ تنقية الأجواء العربية تحتّم تكثيف التشاور في ما بيننا»، وسبق أن دعا مبارك «لتفعيل آلية عقد القمم المصغّرة للتنسيق في ما بين القادة العرب، لنتجنّب تحويل أي اختلاف عارض إلى خلاف، وأؤكد لكم أنّ مصر الشقيقة الكبرى ودولة المقرّ للجامعة العربية، تفتح أبوابها دائماً للقادة العرب كافة».