قلق وتوتر يسيطران على سكان المستوطنات الشمالية، واستنفار وحال تأهب قصوى يسودان في صفوف الجيش الإسرائيلي على طول الحدود الشمالية مع سوريا ولبنان. فيما يحذّر الإعلام العبري من أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هدّد في السابق ونفّذ، هو يهدد الآن وسينفّذ، و«إذا تحدث نصرالله فلنصغِ إليه جيداً».
الصمت الإسرائيلي الرسمي بقي حاضراً أمس أيضاً، ولم يدل أي من المسؤولين في تل أبيب بتعليقات حول جريمة اغتيال القنطار أو حول الموقف من تهديدات نصرالله بالرد. إلا أن ذلك لم يمنع المعلقين ووسائل الإعلام العبرية من التطرق الى التهديدات، مع محاولة لطمأنة الإسرائيليين، في موازاة التحذير من أسوأ التوقعات.
الفرضية لدى الجيش تنطلق من إمكان تنفيذ حزب الله رداً أخطر من المتوقع

وكشفت صحيفة "هآرتس" أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل انتظرت طوال يوم الاثنين كلمة الأمين العام لحزب الله لتتبيّن موقف الحزب وردة فعله على عملية الاغتيال. وأشارت الى أن «نصرالله وعد بالردّ، لكنه لم يضف شيئاً آخر، ولم يحدّد الخطوط العامة التي توجّه عملية الرد». لكنها أضافت، في المقابل، «يمكن الافتراض بأن انتقام حزب الله قد يكون بحجم لا يؤدي الى نشوب حرب جديدة مع إسرائيل». ومع ذلك، أكدت الصحيفة على ضرورة التعامل مع تهديدات نصرالله بجدية، إذ «في الحالات التي هدّد فيها إسرائيل، كان الرد يأتي، حتى وإن كان بقوّة محدودة».
وأشارت «هآرتس» الى أن رد حزب الله مبني أساساً على إرادة الانتقام لاغتيال القنطار، وتبيّن تجارب إسرائيل مع الحزب أنه يولي أهمية كبيرة للشأن الاعتباري ولميزان الردع أمام إسرائيل. وعلى ذلك، فإن تصريح نصرالله في شأن «الزمان والمكان المناسبين» لا يعني أنه سيمتنع عن الرد العسكري ضد إسرائيل. وكشفت الصحيفة معطيات حول جاهزية الجيش الإسرائيلي واستعداداته بالقرب من الحدود مع لبنان، مشيرة الى أن «فرضية العمل لدى الجيش متشددة جداً، وتنطلق من إمكان تنفيذ حزب الله لرد أخطر من المتوقع». وأشارت الى أن الجيش الإسرائيلي خفض وجوده على الحدود، وقلص سير الآليات على الطرق المحاذية، وهو «الأمر الذي يمنع توفير أهداف لحزب الله».
من جهتها، سألت صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «إذا كانت إسرائيل بالفعل هي التي اغتالت القنطار، كما يدّعي السوريون واللبنانيون، فإما أن يكون قرار الاغتيال جاء كعملية إحباط ضرورية لما نسميه قنبلة موقوتة، أو أن أحداً ما خاطر بتنفيذ ذلك... وأخطأ». وأشارت الى أنها المرة الثانية، في العام الجاري، يسود فيها توتر على الحدود الشمالية «في أعقاب عملية اغتيال تُنسب الى إسرائيل». في المرة الأولى (الرد على عملية القنيطرة) قتل حزب الله جنديين إسرائيليين، و«حينها عضّ حزب الله وإسرائيل على الشفاه ومنعت المصالح استمرار التدهور. والسؤال هو: هل تتكرر المسألة من جديد؟».
وكتب معلق الشؤون العسكرية في الصحيفة، أليكس فيشمان، أنه «سواء كانت إسرائيل هي التي تقف خلف عملية الاغتيال أو لا، إلا أن الإجراء المتبع أنه قبل أي عملية في سوريا، يتعين على وزير الأمن أن يسأل الاستخبارات الإسرائيلية إن كانت عملية كهذه أو تلك تتجاوز الخطوط الحمراء لحزب الله، وتستوجب منه رداً، وما إذا كان من شأنها أن تؤدي الى تدهور وتصعيد في الجبهة الشمالية».




نتنياهو يهاتف بوتين
أعلن الكرملين، أمس، أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هاتف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وبحث معه الأوضاع في سوريا. وأضاف بيان الكرملين أن بوتين شدد خلال المحادثة على عدم وجود بديل من إطلاق مفاوضات سورية ــــ سورية تحت إشراف دولي، ومواجهة حازمة لتنظيم «داعش». وبحسب البيان، اتفق الجانبان على مواصلة الحوار على مستويات عدة، بما في ذلك تنسيق العمل ضد الإرهاب.
وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت خبر المحادثة عن وكالات الأنباء الروسية، وشددت في ربط غير مباشر مع التوتر على الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان، على أن المحادثة جاءت بعد ثلاثة أيام على عملية اغتيال القائد في حزب الله سمير القنطار.