مرة أخرى تجمع المملكة السعودية بين حركتي «حماس» و«فتح»، ولكنها الآن توحدهما في نعي ملكها المتوفى، عبد الله بن عبد العزيز، الذي كان قد جمع الفريقين عام 2007 في ما عرف باتفاق مكة، حينما أقسم قادة الحركتين «الأيمان المغلظة» عند أسوار الكعبة على حرمة الاقتتال الداخلي، ثم ما لبثتا أن خاضتا مواجهة عسكرية في منتصف العام نفسه.ونعت حركة «حماس»، يوم أمس، الملك السعودي، إذ قال عضو المكتب السياسي للحركة، خليل الحية، إنّ «الأمة فجعت برحيل خادم الحرمين الشريفين رحمة الله عليه وطيب الله ثراه»، مشيداً بمواقف «الملك الراحل في مساندة الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية». ودعا الحية، الذي كان يخطب الجمعة في أحد مساجد حي الشجاعية: «خادم الحرمين الجديد (سلمان بن عبد العزيز)» إلى الاستمرار في نصرة القضية الفلسطينية والمساعدة في رفع الحصار الإسرائيلي وإعادة إعمار غزة.

كذلك وجه نائبا رئيس المكتب السياسي، إسماعيل هنية، وموسى أبو مرزوق «خالص العزاء في وفاة المغفور بإذن ربه»، وتمنى أبو مرزوق أن «يعين الله جلالة الملك وولي عهده وولي ولي عهده على حمل الأمانة، وأن يجعل تحرير فلسطين والمسجد الأقصى على أيديكم».
موقف مشابه أعرب عنه رئيس السلطة، محمود عباس، الذي أعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام. وقال عباس، خلال زيارته تونس أمس: «نعلن حزننا وأسفنا لفقداننا لفارس عربي عظيم، رجل من رجالات الأمة العربية الذي سمي فارسا وهو بحق فارس للأمة». وأضاف: «سنتوجه لتقديم التعازي للمملكة السعودية، كما تبادلت التعازي مع أخي الرئيس الباجي قائد السبسي في مستهل محادثاتنا».
ولم يفت القيادي المفصول من حركة «فتح»، محمد دحلان، المشاركة في النعي، إذ قال إن «رحيل الملك عبد الله خسارة فادحة، فقد كان فارساً عملاقاً ورجل مواجهة المحن في كل رقعة من العالم». وأضاف دحلان عبر «الفايسبوك»: «كان (عبد الله) الظهير الآمن لكفاحنا الوطني، ليس بالدعم السياسي والمالي الهائل فقط، بل في حرصه الشديد على تقوية اللحمة الوطنية، وطرح رؤيته لحل القضية الفلسطينية في إطار مبادرة سلام مميزة باتت اليوم خياراً عربياً ودولياً فريداً»، خالصاً إلى أن «سلاسة انتقال الراية إلى الملك سلمان بن عبد العزيز ومبايعة الأمير مقرن ولياً للعهد (...) كلها دلائل على قوة واستقرار الدولة ومؤسساتها».
(الأخبار)