هاشم شفيق *في أزمنة العنف والقسوة، أزمنة الدم والرماد والقتل على الهُوية، في هذه الأزمنة الرمادية التي تبشر بحجاب العقل، وإزاحة الزمن التنويري وفعل الحرية، كم نحتاج الى صمتك يا أنسي، صمت الشاعر المخضب بضوء الحكمة، كم نحتاج الى شعرك المرشوش بحبيبات الذهب، الى الابتكار الذي دعوتنا دائماً اليه لنصنع منه القليل من الجمال، إن ابتداع القليل من الجمال هو المعادل السحري لاجتراح الجديد

والمتغير والمختلف، إنه في الحقيقة اجتراح المثال الذي سيكون في قلب الفن، إذاً كم نحتاج الى هذا الفن، الى فنك الصامت ولكنه المدوي في نواحي القلب والروح ومنعطفات الذات الإنسانية، كم نحتاج الى انسان مثلك، منصت لحفيف الكون ووشوشة البدايات البكر الأولى للحياة، منشغل بهواجسه وأحلامه وشؤونه اليومية، كم نحتاج الى شاعر مثلك يتعذب بجمال عصفور، شاعر لا تشغله الصغائر، مثل أولئك المنشغلين باحتكار الحقيقة، على أنهم هم الأخيرون وهم الوحيدون الجديرون بمخدة ماركس، لكم كنت جديراً بماركس واندريه بريتون، كم كنت جديراً بالزهد والتأمل والحكمة، كم كنت، وكم نحتاجك
الآن.
*شاعر عراقيّ