سلاماً لروحِكَ الشاهقةِ الى الملكوتْها نحنُ في كل يومٍ نموتْ
«وليمةُ» الموتِ تحاصِرُنا من كل صوبٍ
وتنزعُ عنّا ملامحنا
لم نعد نعرفُ كيف نودّع الراحلينَ
الذين سبقونا صدفةً، قَدَراً
لم نعد نعرفُ كيف نموتْ.

أهديكَ من دوحةِ الشعر التي تنحني الآنَ
غوى، زهْوَ أزهارها في الربيع
يناعَ، بهاءَ أثمارها على ذُرى الصيفِ
عبقريةَ أوراقها المتطايرة في كآباتِ الخريفِ
عُريَ أغصانها ووحشتها في زمهريرِ الشتاءِ
ثمّ أهديكَ
غيوماً متتاليةً من رفوفِ الوراويرِ
تهزجُ، تعزفُ طائرةً صاعدةً
مواكِبةً روحكَ الشاهقة الى الملكوتْ
قبل أن تنثني مولولةً نائحةً
طوال مقاهي الرصيفِ
ثم ذارفةً دمعها
رذاذاً يقلّب الصفحاتِ
على اتساعِ أزرقِ بيروتْ.
وداعاً لروحِكَ الشاهقةِ الى الملكوتْ
للقاءِ الرسولةِ
فاردةً شعرَها، بانتظاركَ،
فوق الينابيعِ التي لا تموتْ.
محمد العبد الله