حاول المركز الوطني للبحوث العلمية في بيروت، أمس، التقليل من هول تحذيرات وجّهها في وقت سابق، وحاكته فيها السلطات الإسرائيلية، حول وجود خطر تعرّض الجنوب اللبناني وشمال فلسطين المحتلّة لهزّة أرضيّة مدمّرة. وقال الأمين العام للمركز، الدكتور معين حمزة، لـ«الأخبار»، إنّ «ثمّة احتمالات لوقوع زلزالٍ بقوّةٍ تتراوح بين 5 و5.5 درجات على مقياس ريختر في الجنوب اللبناني، من دون أن تكون هذه الاحتمالات واقعة لا محالة، أقلّه في الوقت الحالي». وأوضح حمزة أنّ «كل ما في الأمر أنّنا طلبنا من السلطات اللبنانيّة اتّخاذ اجراءات وقائيّة مثل استعدادات الدفاع المدني والمستشفيات في الجنوب لمجابهة أي طارئ، بعدما أوضح خبراء المركز الوطني للجيوفيزياء التابع للمركز أنّ استمرار النشاط الزلزالي المتصاعد منذ أربعة أشهر في تلك المنطقة يزيد من احتمالات وقوع زلزال بتلك القوة». وأضاف حمزة أنّ «درجات الزلزال المحتمل ليست ثابتة، فقد تكون 5 أو 5.5 أو أقل، وقد يحصل خلال عام أو حتى خلال خمسة أعوام».
وكانت وكالة «فرانس برس» قد نقلت عن حمزة تحذيره من تعرض لبنان لزلزال تتخطى مفاعيله قوة درجاته لوقوع مركزه في منطقة محددة من جنوب لبنان تشهد منذ أشهر «نشاطاً زلزالياً» أضعَفها، مطالباً الدولة باتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية.
وقال حمزة للوكالة «أفاد خبراء المركز الوطني للجيوفيزياء التابع للمركز باحتمال وقوع هزة أرضية بقوة توازي ما عرفه لبنان في 1956» التي أسفرت حينها عن مقتل 136 شخصاً وتدمير ستة آلاف منزل. وأوضح أنه «منذ 12 شباط تم تسجيل 800 حادث زلزالي في قضاءي صور والنبطية تتراوح قوتها بين 2.3 و5.1 درجات بمقياس ريختر». كما أشار إلى أنّ هذه الأحداث الزلزالية «تؤدي إلى تفسّخ الأرض، فكل هزة بقوة أربع درجات تحدث شقاً يبلغ طوله كيلومتراً واحداً».
وفي السياق، أكّد حمزة أنّه توصّل مع المعنيين (الرئيس فؤاد السنيورة والوزارات المختصّة والبلديات والمنظّمات والجيش والدفاع المدني) إلى «توصيات تستحقّ أن نسرع بتنفيذها في الساعات المقبلة» لأنّ المعلومات التي توصل إليها الخبراء وأُبلغت إلى المسؤولين «لم تعد تسمح بالقول إنّ المحتمل وقوعه سيكون مفاجئاً».
وفي السياق، أطلق المدير العام لوزارة الصحة الإسرائيلية آفي يسرائيلي، في مذكرة نشرت أمس، تحذيراً متطابقاً مع معطيات حمزة؛ فقد طلب يسرائيلي من المستشفيات الإسرائيلية الاستعداد لمواجهة عواقب زلزال مصدره جنوب لبنان قد يطال شمال الدولة العبرية «بغية الحدّ من المخاطر». وقال «في أيار، أصبحت الهزات أكثر قوة وشعر بها السكان في شمال إسرائيل، ما يعزز من احتمال وقوع هزة أرضية أكثر شدّة تصل قوتها إلى ست درجات على مقياس ريختر في لبنان وتلحق أضراراً بالتجمعات السكنية في شمال إسرائيل وبناها التحتية».
(الأخبار، أ ف ب)