تدخّل قطري في اللحظة الأخيرة والحريري يتمسّك بوزير ماروني وعون يحظى بالاتّصالات والطاقة والزراعة والاقتصاد
كانت انطباعات الساعات الأولى من مساء أمس تشي بتطور سريع ينتهي بإعلان تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة قبل انقضاء منتصف الليل. وبدا أن سلسلة اتصالات النهار ثم المساء تعكس هذا التوجه، بعدما أفادت أوساط الموالاة والمعارضة على السواء بإحراز تقدم مهم، تمثّل في تذليل ما عدّته قوى 14 آذار عقبة حصة الرئيس ميشال عون في الحكومة الجديدة. وقيل إن عون رضي أخيراً بما عرضه عليه السنيورة، بعد استبدال حقيبة الأشغال بالطاقة، الأمر الذي يشق الطريق أمام إعلان الحكومة الجديدة.
وبحسب مصدر مطّلع على حصيلة المشاورات والاتصالات، فإن مرحلة توزيع الحقائب على الموالاة والمعارضة انتهت إلى اتفاق الطرفين على طريقة تقاسمها، وبدأت مرحلة توزيع الحقائب على الأسماء داخل كل فريق في قوى 14 آذار والمعارضة. وهو أمر دونه عقبات أيضاً، بحسب المصدر نفسه، الذي أشار إلى أن «توزّع الأسماء على الحقائب يصطدم داخل كل فريق بوفرة الأسماء المرشحة للاستيزار».
واستدعت المشاورات في مراحلها الأخيرة تدخّل أطراف خارجية، إذ تولى رئيس حكومة قطر الشيح حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الاتصال بالرؤساء الثلاثة، إضافة إلى سعد الحريري وعون وحزب الله. وشدّد على تنفيذ اتفاق الدوحة وتأليف حكومة الوحدة الوطنيّة والسعي إلى إقرار قانون الانتخاب بأسرع وقت. وتبلّغ أن الحكومة سوف تبصر النور خلال أربع وعشرين ساعة.
وحتى ساعة متقدمة من مساء أمس، كانت ثمة آمال بإمكان قيام الرئيس المكلف بزيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لإطلاعه على سلّة التفاهم على الحقائب، والاتفاق على إعلان التشكيلة الحكومية الجديدة. ورغم أن المتصلين برئيس الجمهورية لمسوا منه مناخات إيجابية ومشجعة على مسار المشاورات تشير إلى أن الحكومة على وشك إبصار النور، إلا أن سليمان لم يشأ تحديد موعد لذلك، وترك الأمر معلقاً للساعات المقبلة، بغية تذليل بعض العراقيل الإضافية، إلى أن تبددت تلك الآمال وسط اعتقاد بأن إبصار الحكومة الجديدة النور سيكون في عطلة نهاية الأسبوع.
وكان اللقاء الأخير بين ممثل العماد عون، مسؤول العلاقات السياسية في التيار الوطني الحر جبران باسيل، والرئيس المكلّف، قد انتهى إلى «أجواء إيجابية» أعلن عنها الطرفان. وأسباب هذه الإيجابية شعور التيّار بأنّ «محاولات العرقلة زالت ووجود رغبة بالتعاطي الإيجابي» كما ذكرت أوساطه، في مقابل «لمس استعداد العماد عون للحوار والمساومة» حسبما نقل مصدر قريب من السنيورة.
وكان قد تردد أن حصة عون استقرت نهائياً على نيابة رئاسة الحكومة وحقائب: الاتصالات والطاقة والزراعة والاقتصاد. بينما تردد أن القوات اللبنانية أصرّت على الحصول على إحدى حقيبتين رئيسيتين أسوة بما حصل عليه عون، وطالبت بحقيبة العدل أو الأشغال العامة والنقل. إلا أن رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري يفضل حقيبة الأشغال العامة والنقل لتياره. وذُكر أنه متمسك بتوزير النائب السابق غطاس خوري في أحد المقاعد المارونية الثلاثة المتروكة لقوى 14 آذار، الأمر الذي سينتقص من حصة الفريق المسيحي داخل هذه القوى، ما يرجح أن توزّر القوات اللبنانية بأرثوذكسي هو عماد واكيم، مع أن معلومات تحدثت عن ترشيح الدكتور إبراهيم نجار لحقيبة العدل من غير احتسابه على حزب الكتائب والقوات اللبنانية، وهو شخصية قانونية مستقلة.
ويبدو، وفق بعض المطلعين، أن التسابق على المقاعد المارونية الثلاثة المخصصة لقوى 14 آذار يستحوذ على الاهتمام والمشاورات، وخصوصاً أن تقاسمها يقتضي أن يشمل، إلى القوات اللبنانية، الرئيس أمين الجميل ولقاء قرنة شهوان، بينما يريد الحريري ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط التمثل بوزيرين مسيحيين.