نفّذت طهران مناورة لصواريخها البالستية، مختبرة بنجاح صاروخاً يطال إسرائيل، ما اعتبر ردّاً غير مباشر على المناورة الإسرائيلية فوق المتوسط، التي حاكت عملية قصف إسرائيلية لأهداف نوويّة إيرانيّة (تفاصيل ص 22). وفيما آثرت الدولة العبرية الصمت حيال المناورة الإيرانية الجديدة، تناوبت دول العالم على التحذير من الفعل الإيراني، وهو ما استغلته وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، لتبرير الدرع الصاروخيّة المنوي نشرها في أوروبا، على اعتبار أن المناورة دليل على «الخطورة الإيرانيّة».وكان الحرس الثوري الإيراني قد أجرى أمس تجارب على صواريخ متوسطة وبعيدة المدى، أحدها قادر على بلوغ إسرائيل. وقال قائد القوات الجويّة لحرس الثورة الإسلامية، العميد حسين سلامي، إن الصواريخ التي استخدمت في مناورات «الرسول الأعظم 3» في الخليج، والتي شملت اختبار منظومة صواريخ من «طراز شهاب 3 وشهاب 2 وفاتح وزلزال»، تأتي في «إطار عرض إيران قدراتها الدفاعية أمام التهديدات التي يطلقها الأعداء خلال الأسابيع الأخيرة»، مشيراً إلى أن «العدو يجب ألاّ يكرّر أخطاءه. وأهداف العدو تحت مراقبتنا».
وفي ظلّ هذه الأجواء «الحربيّة»، بدا وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، مطمئنّاً، إذ قال إنّ واشنطن وإيران «ليستا قريبتين من مواجهة عسكرية». وردّاً على سؤال عمّا إذا كان يرى أنّ الدولتين على أعتاب حرب، أجاب: «كلا، لا أعتقد ذلك».
وفي السياق، استبعد رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي أي إيه)، مايكل هايدن، أن يهاجم حزب الله مصالح أميركية ويسبّب صراعاً عالمياً، رداً على ضربة أميركيّة أو إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية.
ونقل موقع «بلومبرغ دوت كوم» عن هايدن قوله إنه «إذا ما هوجمت إيران وضغطت على حزب الله للرد، فإن الحزب سيقاوم مسألة وقف إمدادات النفط العالمية خشية أن يستثير رداً». وأضاف أن حزب الله سيكون بحاجة إلى تقويم أي عمل يقدم عليه ضد الولايات المتحدة قد يورطه في حرب. وتساءل: «هل في مصلحة حزب الله التورط في حرب عالمية ضد الولايات المتحدة الأميركية؟ هذا السؤال يجب أن يلقى إجابة». وتابع أن حزب الله «قد يكون أقل مقاومة لضرب أهداف إسرائيلية»، مشيراً إلى أن «كلفة هجوم على مصالح أميركية تختلف عن تلك الناتجة من عمل ضد إسرائيل». ووصف علاقة حزب الله بإيران بأنها علاقة «شراكة بين شريكين: كبير وصغير، ولكنها ليست مسرحاً للدمى».
ورأى هايدن أن لا معطيات لديه عن أن إيران أعادت إحياء برنامج إنتاج أسلحة نووية، وهو البرنامج الذي أشار تقويم أجهزة الاستخبارات الأميركية العام الماضي إلى أنه توقف في عام 2003. وأضاف أن إيران لا تزال تسعى إلى تخصيب اليورانيوم وتطوير صواريخ عابرة للقارات، «وهما رجلان يستند إليهما برنامج الأسلحة النووية المؤلف من ثلاثة أجزاء».
وفي ما يتعلق بالبرنامج النووي، حذّر وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، وليم بيرنز إيران «من عواقب كبيرة» إذا استمرت في أنشطتها النووية الحساسة. وقال، في إفادة معدّة سلفاً سيدلي بها أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب: «بينما تسعى إيران لخلق فهم مفاده حدوث تقدم في برنامجها النووي، إلا أن التقدم الحقيقي كان أكثر تواضعاً». وأضاف: «أي استمرار للنهج الحالي سيكلّف إيران تكاليف باهظة بصورة متزايدة».