انشغلت إسرائيل، سياسةً وإعلاماً، أمس، بالمناورات الإيرانية، التي استمرت لليوم الثاني، واختبرت خلالها مزيداً من الصواريخ. وفيما لمّح وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك إلى استعداد الدولة العبرية لضرب المنشآت النوويّة للجمهورية الإسلاميّة، تحدثت وسائل إعلان عبرية عن تخطّي طهران لـ«العتبة التكنولوجيّة» النوويّة.وذكر المعلّق الأمني في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، أن تقديرات الخبراء النوويين والدبلوماسيين الغربيين، هي أن إيران تجاوزت «العتبة التكنولوجية»، لكنها تبنّت استراتيجية تتمثل بإبطاء عملية تخصيب اليورانيوم إلى جانب تطوير أجهزة الطرد المركزي، والتي تسمح لها القيام بعملية «انقضاض نووي» للوصول إلى القنبلة في لحظة الحقيقة. وأوضح بن يشاي أن هذه التقديرات تستند إلى التقارير الأخيرة للوكالة الدولية للطاقة الذريّة والمعلومات الاستخبارية الغربية. وأضاف أن التغيير في البرنامج تمثّل بإبطاء عملية التخصيب من الناحية العلنية في منشأة ناتنز واستبدال ذلك بالانتقال إلى «تنفيذ استراتيجية تطوير وإنتاج حديثة، أكثر ذكاءً، تبني بموجبها منظومة صناعية حديثة وعصرية للتخصيب وتطوير الرؤوس الحربية لصواريخها سرّاً»، بحيث تغدو في المستقبل على مسافة غير بعيدة من إنتاج سريع ومتواز لعدد من القنابل النووية والرؤوس الحربية.
وأشار بن يشاي إلى أن «الإيرانيين نصبوا في ناتنز أول 300 جهاز طرد مركزي من النوع الجديد، ويواصلون عملهم لنصب المزيد منها، ولكنهم يمتنعون عن تسريع عملية التخصيب. وفي اللحظة التي تعطي فيها القيادة الإيرانية العليا تعليماتها يتم تحريك المنظومة الصناعية بكاملها وتستطيع إيران خلال أشهر إلى سنة توفير كميات اليورانيوم المخصب وفق الدرجة المطلوبة. عمليّة أطلق عليها، مسؤول الساحة الإيرانية في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، اسم: الانقضاض النووي».
وذكر بن يشاي أن الدول التي تملك مثل هذه القدرات تسمى، وفقاً للقاموس المهني الدولي، «دولة على عتبة» امتلاك الأسلحة النووية. ويؤكد أنه «إذا نجحت إيران ببناء هذه المنظومة الصناعية الحديثة فستصبح مثل ألمانيا واليابان والبرازيل، دولة تقف على مسافة خطوة من القنبلة النووية». لكنه أضاف أن إيران لا تزال في مرحلة البداية من خطتها.
وفي السياق، قال باراك إن «إسرائيل هي الدولة الأقوى في المنطقة، وأثبتت بأنها لم تمتنع في الماضي عن القيام بخطوات عملية عندما يكون هناك خشية من المس بمصالحها الحيوية». ووصف إيران بأنها «ليست تحدّ لإسرائيل فقط، بل للعالم كلّه».
وأقر باراك بأن «حصول مواجهة بين إسرائيل وخصومها في المنطقة أمر قائم»، مشدّداً على ضرورة «دراسة ردّ خصومنا، سواء حماس أو حزب الله أو السوريين والإيرانيين». لكنه أشار إلى وجود «إمكان للتوصل إلى اتفاق، وبشكل أساسي مع السوريين والفلسطينيين». إلا أنه أوضح أنه «في حال عدم التوصل إلى اتفاق، ينبغي حينئذ ضرب خصومنا عندما يكون ذلك مطلوباً».
بدورها، وصفت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني المناورات الإيرانية بأنها «تهديد شامل وليس فقط نووياً». وأضافت أن «إيران تدعم حزب الله وحماس وجهات متطرفة في المنطقة ولا تشكّل تهديداً فقط لإسرائيل». ورأت أن الرد الإيراني على اقتراح الحوافز الغربية واضح، وهو أن «إيران ترفض المطلب الدولي لوقف تخصيب اليورانيوم».
إلى ذلك، من المقرر أن يسافر باراك، الأسبوع المقبل، للقاء الرئيس الأميركي جورج بوش وكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، إضافة إلى لقائه مع نظيره روبرت غيتس.
ومن المقرر أن يتبعه بعد أسبوع رئيس هيئة أركان الجيش، غابي أشكينازي، في أول زيارة رسمية له إلى الولايات المتحدة.
كما أشارت بعض الأنباء إلى أن رئيس «الموساد» مئير دغان زار الولايات المتحدة خلال الأسبوع الجاري، ولكن مكتب رئيس الحكومة رفض تأكيد الخبر.
وتشير التقارير الإعلامية الإسرائيلية إلى أن هذه الزيارات تتصل بالعمل على وقف البرنامج النووي الإيراني.