سليمان يفضّل القضاة في الداخليّة والحريري يرفض التخلّي عن أيّ سنّي وجنبلاط يتنازل لأرسلان
يوم إضافي مرّ من دون نتائج حاسمة لملف الحكومة الجديدة. لكن المناقشات بين الأقطاب تواصلت وأوحت بأن المواقف باتت أوضح من الساعات الأولى، والرسائل المتبادلة بين الأفرقاء كافة دلت على إمكان إنجاز التشكيلة الوزارية خلال وقت ليس ببعيد، علماً بأن في فريق المعارضة من يبدي خشية من احتمال لجوء الموالاة الى مناورة تطيل عمر فترة التأليف، وهو الامر الذي لا يبدو منطقياً في ظل المواقف الخارجية من الازمة اللبنانية، حيث يتوقع أن تفتح زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السبت المقبل الى بيروت الباب أمام مرحلة جديدة من التعامل الخارجي مع لبنان.
ولخّصت مصادر مطلعة صورة المفاوضات حول الحكومة بالآتي:
1ـــــ أعلن الرئيس ميشال سليمان أنه لم يعد متمسّكاً بأن يتولى الوزير الياس المر حقيبة الدفاع إذا كان ذلك يسهّل الأمور، لكنه يتمسّك بالمر. وثمّة مشكلة قد تطرأ إذا عيّن اللواء عصام أبو جمرة وزيراً إذ سيكون الأخير نائباً لرئيس الحكومة بسبب الأقدميّة.
2ـــــ تلقّت الأوساط القريبة من رئيس الجمهورية الكثير من النصائح بألّا يتمثّل بضبّاط سابقين في الحكومة، وهو لذلك سيأتي بمدني الى وزارة الداخلية. ويبدو من أوساط المعارضة أن الرئيس يفكّر بعدد من القضاة. وتقول هذه الأوساط إن المعارضة سمعت باسمين أو ثلاثة من قضاة سابقين، لكنّها رفضت تولّيهم حقيبة الداخلية باعتبارهم مقرّبين من آل المر.
3ـــــ رفض النائب سعد الدين الحريري التخلّي عن أحد المقاعد السنّية ومقايضته بوزير شيعي من حصة حزب الله. ونُقل عنه قوله إن المقايضة تفيد الحزب ولا تفيد «المستقبل». كذلك رفض الحريري التخلّي عن حقيبتي الاتصالات والعدل، وهو يناقش في التوافق مع الآخرين على شخصيّة الوزير الذي يتولّى حقيبة الاتصالات، بما لا يستفز حزب الله على وجه التحديد، دون أن تذهب هذه الحقيبة الى المعارضة. أما الرئيس فؤاد السنيورة فيتمسك بحقيبة المال كجزء من حصته كرئيس للحكومة، لا كجزء من حصة فريق 14 آذار. وتولّى الحريري بنفسه حسم الجدل حول التمثيل السني داخل الحكومة.
4ـــــ إصرار العماد ميشال عون النهائي على نيل مقعدين مارونيين وترك الموالاة تتصرف ورئيس الجمهورية بالمقاعد المارونية الأربعة الأخرى. كذلك يطالب عون، إلى جانب الحقيبة السيادية، بحقيبة وزارة الصحة، ويرى أنّ على الرئيس نبيه بري التخلّي عنها لأسباب كثيرة، وهو الأمر الذي يرفضه رئيس المجلس الذي يدعو عون إلى خوض معركة من أجل أخذ وزارة المال. كذلك يصر عون على تولي النائب إيلي سكاف وزارة الأشغال العامة.
5ـــــ موافقة مبدئية من النائب وليد جنبلاط على ترك مقعد درزي الى الوزير السابق طلال أرسلان الذي يسعى، بدعم من قوى المعارضة، لتولّي حقيبة المهجّرين. ويدرس جنبلاط إمكان استبدال غازي العريضي ومروان حمادة بأكرم شهيّب ووائل أبو فاعور، وهو يريد التمسّك بالوزير نعمة طعمة ولو في وزارة البيئة.
6ـــــ إبلاغ القوات اللبنانية الرئيس المكلف نيّتها التمثل بقائدها سمير جعجع كوزير دولة على أن تكون هناك حقيبة خدمات أخرى لـ«القوّات»، ولو من مقعد مسيحي آخر، فيما لم يحسم الرئيس أمين الجميّل موضوع تولّيه شخصياً حقيبة الصناعة خلفاً لنجله الراحل، فيما نفى العماد عون قطعياً أن يكون لحضور جعجع والجميّل شخصياً في الحكومة أي تأثير على مرشحيه، وأنه لا يفكر إطلاقاً بأن يكون هو داخل الحكومة.
والى جانب الأسماء التي تتردد بقوة في أكثر من مكان، فإن اليومين المقبلين يبدوان حاسمين، علماً بأن مصادر رسمية شددت على أن رئيس الجمهورية يضغط باتجاه إعلان تأليف الحكومة قبل يوم الجمعة المقبل، وذلك ربطاً بالزيارة المتوقعة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى بيروت السبت. وحسب المصادر، فإن السفارة الفرنسية أبلغت الجهات الرسمية أن ساركوزي يأتي على رأس وفد كبير يضم رئيس الحكومة وعدداً كبيراً من الوزراء والنواب من جانبي الفريق الحاكم والمعارضة، إضافة الى وفد اقتصادي، وأنه يريد طابعاً احتفالياً لزيارته الى بيروت، وأن سليمان يفضّل أن تكون الحكومة قائمة في هذه الأثناء. وعلم أن المعنيين في السفارة الفرنسية بدأوا بإعداد جدول لقاءات للرئيس الفرنسي يشمل أقطاب المعارضة والموالاة وأنه يريد عقد اجتماعين «مميّزين» الأول مع العماد عون والثاني مع وفد قيادي رفيع من حزب الله.
أما بشأن البيان الوزاري، فذكرت المصادر أن لدى حزب الله اقتراح فقرة تخص المقاومة مستوحاة من خطاب القسم والبيان الوزاري السابق وتراعي الهواجس الموجودة لدى الأطراف كافة، وأنها تسهّل التوافق سريعاً على البيان الوزاري.