القاهرة ــ خالد محمود رمضان
في ذروة الحديث عن جهود مصالحة عربية، ولا سيما بين الرياض والقاهرة من جهة، ودمشق من جهة ثانية، برزت أمس قمّة سعوديّة ـــــ مصريّة مفاجئة في جدة، مع تسريب معلومات عن «رسائل سريّة» بين الرئيس المصري حسني مبارك وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، اشترط خلالها مبارك إتمام مصالحة السعودية وسوريا قبل مصر.
وأجرى مبارك والملك السعودي عبد الله محادثات مغلقة ثم موسّعة حضرها الوفد المرافق لمبارك، الذي ضم كلاً من وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ورئيس المخابرات العامة عمر سليمان ورئيس ديوان رئيس الجمهورية الدكتور زكريا عزمي. وأكد أبو الغيط أن القمة المصرية السعودية تأتي في أعقاب اتفاق الدوحة والإعلان عن مفاوضات إسرائيلية سوريّة.
وقال مصدر دبلوماسي قريب من المباحثات لوكالة «يونايتد برس انترناشونال» إن الجانبين تطرّقا «إلى جهود المصالحة اللبنانية التي قامت بها قطر وعودة الأوضاع الطبيعية إلى لبنان عقب اتفاق الدوحة وانتخاب الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان». ورفض الحديث عما إذا كانت زيارة مبارك للمملكة تهدف إلى مصالحة مع سوريا.
وفي السياق، نفت مصادر مصرية مسؤولة لـ«الأخبار» أن تكون القمة المفاجئة قد قررت الاستمرار في تبنّي مواقف البلدين القاضية بمقاطعة سوريا. وكشفت أن القاهرة والرياض اتفقتا على رفض استمرار التجاذبات مع الرئيس السوري بشار الأسد في هذه المرحلة، مشيرة إلى أن ثمة تحركات عربية نشطة لتنقية الأجواء العربية وحسم الخلافات العالقة بين العواصم الثلاث.
وتحدثت المصادر المصرية عن رسائل سرية متبادلة بين مبارك وأمير قطر في إطار مساعي قطرية لترتيب عقد قمة مصرية ـــــ سورية برعاية قطرية في الدوحة. ولمّحت إلى أن الوساطة القطرية وصلتها رسالة من مستويات عليا في مصر أنه لن تكون هناك موافقة على المصالحة بين القاهرة ودمشق إلا بعد إتمام المصالحة مع الرياض. وأوضحت أن مبارك أبلغ وسطاء قطريين أخيراً أنه لا يمانع في عقد لقاء مصالحة مع الأسد، لكنه رأى أن العقدة الحقيقية تبقى بين الرياض ودمشق.
وكان رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قد قام أول من أمس بزيارة خاطفة إلى السعودية سلّم خلالها الملك عبد الله رسالة من أمير قطر، الذي كان قد زار دمشق يوم الجمعة والتقى الرئيس السوري، الذي بدأ أمس زيارة إلى دولة الامارات العربية.