بدأ العد العكسي لمسيرة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، السياسيّة. لم يتمكّن أولمرت من الصمود طويلاً أمام ضغوط حزب «العمل» وحركة «شاس» للتنحي عن رئاسة حزب «كديما»، بعد فضيحة تلقيه رشى من رجل الأعمال اليهودي الأميركي موشيه تالنسكي. قد يكون أولمرت اتخذ أمس القرار الأصعب في حياته: ضوء أخضر للبدء بمسار إجراء انتخابات تمهيدية لانتخاب رئيس جديد للحزب. قرار رئيس الحكومة الإسرائيليّة جاء بعد اجتماع عقده مع كل من رئيس شؤون الحزب تساحي هانغبي، ورئيس كتلته البرلمانية إيلي افلالو، اللذين قدما له صورة عن الوضع داخل الحزب، حيث يؤيد كل أعضاء كتلة «كديما» تقريباً، بمن فيهم الوزراء، إجراء انتخابات تمهيدية لاختيار رئيس جديد بهدف الحؤول دون إجراء انتخابات برلمانيّة مبكرة أو الاستعداد لها إذا ما جرت.وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن هانغبي وافلالو أوضحا لأولمرت أيضاً أن موافقته على إجراء الانتخابات التمهيدية مفيدة له، سواء من الناحية العامة أو في أوساط «كديما». وذكرت صحيفة «هآرتس» أن التقديرات تشير إلى أن هذه الانتخابات ستجري في بداية أيلول، على أن تُجرى إلى حينه تعديلات في النظام الداخلي تسمح بإجرائها.
وأوضح هانغبي، لدى خروجه من الاجتماع، أن «رئيس الحكومة أعطاني تعليمات، مع افلالو، للعمل بسرعة من أجل بلورة قواعد الانتخابات التمهيدية». وأضاف أن لجنة شؤون الحزب ستجتمع الأسبوع المقبل لإجراء نقاشات أوليّة بشأن هذه القضية.
ومن الواضح أن قرار أولمرت لم يأت عن رضى وقناعة، إذ ذكر مصدر رفيع المستوى مقرب منه أن رئيس الوزراء «شعر بظلم» جراء الإصرار على إجراء انتخابات تمهيدية، ولكنه شعر أيضاً أنه «لم يعد لديه خيار». وأضاف أن أولمرت «لا يزال يؤمن بأنه قادر على قلب الصورة في حال إجراء تحقيق مضاد مع تالنسكي وإثبات براءته».
يُشار إلى أن التقارير الإعلامية الإسرائيلية ذكرت قبل أيام أن هانغبي يميل لإلغاء جلسة لجنة شؤون الحزب لتحديد موعد الانتخابات التمهيدية، بعد الضغوط التي مارسها المرشحون شاؤول موفاز ومئير شطريت وآفي ديختر، لكن التهديدات التي وجهها حزبا «العمل» و«شاس» أشعرت نواب «كديما» بالخطر على مقاعدهم ،ودفعتهم إلى ممارسة الضغوط على أولمرت وهانغبي للبدء في مسار إجراء اختيار رئيس جديد للحزب، لتفادي تفكيك الائتلاف الحكومي وإجراء انتخابات مبكرة.
وكانت مصادر محيطة بالمرشحة الأساسية، والأوفر حظاً، تسيبي لفني، أكدت أن «على كديما أن يقرر بنفسه أين يريد السير وماذا يفعل، كي يستعيد ثقة الجمهور بالسياسة بشكل عام، وبكديما بشكل خاص، وأن حزب كديما ملزم بالبدء بالاستعداد، ويجب أن يعقد المداولات الداخلية ويتخذ القرار، وإلا سيصبح كديما مقاداً لا قائداً، وغير ذي صلة».
وفي التعليق الأول للصحف على قرار «كديما»، كتب الموقع الإلكتروني لـ«معاريف» أن الانتخابات الداخلية تعني «إقالة مهذبة وهادئة» لأولمرت. وبالتالي فهي تمثّل أيضاً مخرجاً لإيهود باراك غير المعني بانتخابات عامة، لوضع تهديده جانباً وعدم التصويت إلى جانب حل الكنيست.
(الأخبار)