نيودلهي ــ سعاد مكرممع ختام الجولة الثانيّة من المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل في تركيا، جدّدت دمشق رفضها لطلب الدولة العبريّة تخليها عن حزب الله وحركة «حماس»، مشيرة إلى أن الطلب يشبه مطالبة أميركا بالتخلّي عن إسرائيل (تفاصيل ص 18). وقالت وزيرة المغتربين السوريّة بثينة شعبان، التي بدأت أمس زيارة إلى الهند تمهيداً لوصول الرئيس السوري بشار الأسد اليوم، رداً على سؤال عن المطالبة الإسرائيلية بتخلي سوريا عن علاقاتها مع حزب الله و«حماس» كشرط للمفاوضات من أجل تحقيق السلام، «إن طلباً كهذا يشبه مطالبة أميركا بالتخلي عن علاقتها مع إسرائيل، مع تأكيد أن علاقة سوريا مع حزب الله وحركة حماس شأن سيادي سوري ومن غير المقبول التدخل فيه». ونبهت إلى أن «حزب الله وحركة حماس لا يستخدمان العنف، بل هما حركتان لمقاومة الاحتلال وتعملان على منعه».
وشددت شعبان، في مؤتمر صحافي في نيودلهي، على أن «سوريا سعت دائماً إلى السلام وفق مرجعية مدريد، وأنها تريد تحقيق السلام من خلال المفاوضات»، مؤكدة أن بلادها «لن تتخلى عن شبر واحد من الجولان المحتل». وقالت إن دمشق «تتعامل مع أي فرصة لتحقيق السلام بشكل جدّي». واستدركت أنه من خلال التجربة كان «الإسرائيليون عادة يقولون شيئاً خلال المفاوضات ويفعلون أشياء أخرى على الأرض». وتساءلت: «هل هم جديون؟».
وفي ما يتعلق بواقع علاقات سوريا مع الدول العربية والوضع العربي عموماً، أشارت شعبان إلى الشعور بأن «الوضع أفضل وقيادة سوريا لن توفر أي جهد لتحسين الوضع العربي وأن زيارة الإمارات والكويت تأتي في إطار ذلك».
وكان وفدان، سوري وإسرائيلي، قد اختتما أمس جولة مفاوضات ثانية غير مباشرة، وصفتها أنقرة بأنها «جرت في أجواء إيجابيّة وبنّاءة»، معلنة أن دمشق وتل أبيب اتفقتا على اللقاء بصورة دورية.