نيودلهي ــ الأخبارنفت دمشق أمس وجود أي ترتيبات لمصافحة بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت على هامش مؤتمر الاتحاد من أجل المتوسط في باريس، وإن كانت أكدت بشكل غير مباشر جلوس الرجلين إلى طاولة واحدة في المؤتمر. وبدا الرئيس السوري، خلال اليوم الثاني لزيارته إلى الهند، متفائلاً بالتطورات السياسيّة في المنطقة. وقال، خلال لقائه رجال أعمال سوريين، «إن المحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل واتفاق الدوحة الذي مثّل خطوة ملموسة لتحقيق المصالحة الوطنية في لبنان، يدعونا على التفاؤل بمستقبل منطقتنا»، مؤكّداً أن «السلام والاستقرار فقط يمكن أن يضمنا التنمية المستدامة والرخاء الطويل الأمد في منطقتنا وللعالم». وشدّد الأسد على «أن الحروب المتعاقبة والصراعات المستمرة التي لا تزال تتسبب في قدر كبير من المعاناة الإنسانية والعنف، من شأنها فقط أن تزيد من تصميمنا على تحقيق السلام والاستقرار».
من جهته، نفى وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، وجود أي ضغوط على سوريا للانتقال من المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل إلى المباشرة منها. وقال إن الأسد «أوضح أنه قبل الاتفاق على أسس السلام وعناصره، من الصعب الانتقال إلى مرحلة المحادثات المباشرة». وأضاف أنه «منذ يومين انتهت الجولة الثانية وستتبعها جولات، إلى أن نتوصل إلى أسس صالحة لانطلاق المحادثات المباشرة».
وعن وجود ترتيبات لحصول مصافحة بين الأسد وأولمرت خلال مؤتمر القمة المتوسطية في باريس في 13 الشهر الجاري، قال المعلم «إن الترتيبات التي اتفق عليها لإطلاق قمّة الاتحاد من أجل المتوسط تؤكّد عدم وجود مصافحة». وأضاف «على كل حال المياه تكذّب الغطاس».
وشدّد المعلم على «أن 90 في المئة من الملاحظات السورية على مشروع الاتحاد من أجل المتوسط أُخذ بها». وأضاف أن سوريا لا ترغب في المشاركة بالمعروض عليها اقتصادياً «بسبب عدم التوصل إلى سلام عادل وشامل في منطقتنا»، مشيراً إلى أن الاتحاد «سيعرض على سوريا مشروعاً بديلاً يراعي موقفها».
وفي الشأن اللبناني وما أعلنته وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عن مزارع شبعا، قال المعلم «إذا ضغطت الولايات المتحدة على إسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا، فإن سوريا سترحّب بهذا الانسحاب».
وعن تأخر تأليف حكومة وحدة وطنية في لبنان، قال المعلم إن «سوريا اتخذت قراراً بعدم التدخل في الحوار الجاري بين الأطراف اللبنانية لتأليف الحكومة، والرئيس الأسد أبلغ العماد ميشال سليمان أن سوريا لا تتدخل في شأن تأليف الحكومة اللبنانية، وتأمل أن يؤدي الحوار بين اللبنانيين في أقرب وقت إلى تأليف حكومة وحدة وطنية. إذ لا خيار آخر للبنانيين غير تطبيق اتفاق الدوحة إلا الخيار الأسوأ، وهناك من يعمل في الاتجاه الآخر داخل لبنان وخارجه وهو من لا يريد أمن لبنان واستقراره».
في هذا الوقت، نقلت صحيفة «شيكاغو تريبيون» عن نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، قوله إن «التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل سيخلق حقائق جديدة» في علاقة دمشق مع حزب الله و«حماس»، مستبعداً مفاوضات مباشرة في ظل إدارة الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش.
وأوضح المقداد «نحن واثقون من أن آليات التوصل إلى عملية سلام ستتطور بالتأكيد نحو مرحلة جديدة، حيث ستبرز حقائق جديدة». وأردف «وفي هذا الخصوص، لطالما احترمت سوريا التزاماتها. نعتقد أنه إذا تحقق السلام، فإن الوضع لن يكون كما هو عليه اليوم».
إلى ذلك، ورغم النفي السوري، قال كبير مسؤولي الرئاسة الفرنسية، كلود غيان، إن أولمرت والأسد قد يجتمعان على هامش قمة المتوسّط. وأضاف، لإذاعة «أوروبا 1»، «نرى الآن أن السيد أولمرت يقترح أن قمة 13 تموز قد تكون فرصة لاتصالات مباشرة». وأضاف «لا أعلم ما إذا كان ذلك سيتم، لكن على أي حال، هذا أمر مهم، ودور فرنسا كصانع سلام هو أن تحاول إنجاح ذلك».
وقال غيان إن الأسد «ليس ضيف شرف» في عيد 14 تموز الوطني الفرنسي. وتابع إنه «مدعو بين 45 أو 50 مدعواً آخر»، موضحاً أن «ضيف الشرف هو الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون».