أنهت ألمانيا مغامرة تركيا الرائعة في كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم، فتغلبت عليها في الدور نصف النهائي 3ـــــ2 على ملعب «سانت جاكوب بارك» في مدينة بازل السويسرية.ومجدداً استعصت العقدة التركية على أحد المنتخبات الكبيرة، إلا أن خبرة الألمان استطاعت استدراك رموز فكّها بفضل تميّز لاعب خط الوسط فيليب لام الذي لعب مباراة أكثر من رائعة توّجها بتسجيله هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة.
وهذه المرة الأولى التي تفوز فيها ألمانيا على تركيا منذ أكثر من 16 عاماً، وبذلك ضرب «المانشافت» موعداً في المباراة النهائية، حيث سيواجه الفائز من لقاء اليوم بين القياصرة الروس والماتادور الإسباني، ولتكون ألمانيا على بعد خطوة واحدة من استرجاع اللقب الذي أحرزته في 30 حزيران 1996 بفوزها على تشيكيا 2ـــــ1 في النهائي، وهذه المرة السادسة التي تبلغ فيها ألمانيا المباراة النهائيةاستهل المدير الفني للمنتخب الألماني يواكيم لوف المباراة بتشكيلة 4ـــــ5ـــــ1 حيث اعتمد في خط الوسط على القائد بالاك في الوسط مع رولفس وشفاينستايغر عن الميمنة وبودولسكي في الميسرة وكلوزه مهاجماً، وبدوره لعب المدرب التركي فاتح تيريم بالتشكيلة عينها، معتمداً على شنتورك في الهجوم وخلفه بورال وألتينتوب وكاظم.
وبدأت المباراة بوتيرة مرتفعة من ناحية الأتراك الذين سيطروا بحذر وسيطروا على وسط الملعب وحاصروا الألمان في منطقتهم، لكن هذا الضغط لم تقابله أي فعالية حتى الدقيقة 14 عندما ارتدت تسديدة كاظم كاظم من العارضة ثم متابعة شنتورك جانب القائم، لتكون هذه الفرصة إنذاراً للألمان لإدراك موقفهم. وجاء الفرج التركي في الدقيقة 22 عندما شن الأتراك هجمة منسقة عن الجهة اليمنى فوصلت التمريرة العرضية إلى كاظم الذي سددها من فوق الحارس ليمان في العارضة ليسبق هاكان بورال الدفاع الألماني ويسدد الكرة من بين قدمي ليمان، محرزاً أول أهداف المباراة.
ثم اشتغلت الماكينات الألمانية، ولم تدم الفرحة التركية سوى أربع دقائق حتى توغل بودولسكي من الجهة اليسرى ومرر عرضية إلى «نصفه الآخر» شفانستايغر الذي تابع الكرة في الزاوية البعيدة للحارس روشتو في الدقيقة 26 مدركاً التعادل لبلاده في إعادة لسيناريو هدف التقدم بمرمى البرتغال.
ثم واصل الأتراك سيطرتهم، فسدد ألتينتوب ركلة حرة صدها ليمان (32)، قابلها انفراد لبودولسكي الذي سدد فوق العارضة (34)، ثم تسديدة لبورال من ركلة حرة أيضاً صدها ليمان (38).
انقلب الأمر في الشوط الثاني، فبدأت ألمانيا مسيطرة، وخاصة بعد دخول العمود الفقري للمنتخب تورستن فرينغز بدلاً من سيمون رولفس المصاب بجرح بليغ في رأسه (46)، وتحركات لام السريعة، فطالبوا بركلة جزاء بعد خطأ على لام (51)، وهدد هيتسلزبرغر مرمى روشتو بتسديدة قوية فوق العارضة (55)، ثم استعادت تركيا الموقف، وعادت لتشن الهجمات على ليمان، إلا أن معظمها كان عن الجهة اليمنى، حيث كان كريستوف ميتزيلدر بالمرصاد. وفي الدقيقة 73 سدّد بورال بين يدي ليمان، ومن الهجمة المرتدة عينها سدد هيتسلزبرغر بقوة بمحاذاة قائم روشتو الأيمن.
واشتدت حدة المباراة في الربع ساعة الأخير، حيث استعادت ألمانيا السيطرة ميدانياً. وفي الدقيقة 79 نجح كلوزه في خطف التقدم لألمانيا بكرة رأسية إثر تمريرة عرضية من الظهير النشيط لام. ودامت الفرحة الألمانية سبع دقائق، إلى أن أدرك المتخصص شنتورك إثر تمريرة عرضية من ساريو أوغلو. وبينما كان الحكم السويسري ماسيمو بوساكا يستعد لإطلاق صافرة نهاية الوقت الأصلي، خطف لام هدف الفوز لألمانيا عندما تسلم تمريرة بينية من هيتسلبرغر، ثم توغل من الجهة اليسرى للمنطقة التركية قبل أن يسدد في سقف شباك روشتو في الدقيقة90.
مثّل ألمانيا: ينس ليمان، آرنه فريدريش وكريستوف ميتسلدر وبير ميرتساكر وفيليب لام وباستيان شفاينستايغر وسيمون رولفس (تورستن فرينغز 46) وميكاييل بالاك وتوماس هيتسلبرغر ولوكاس بودولسكي وميروسلاف كلوزه (مارسيل يانسن 90).
مثّل تركيا: روشتو ريشبير، صبري ساري أوغلو وغوكان زان ومحمد أوريليو وهاكان بالتا وحميد ألتينتوب ومحمد طوبال وكاظم كاظم (تومر ميتين 90) وأيهان أكمان (ميفلوت اردينغ 81) أوغور بورال (غوكدينز كرادنيز 84) وسميح شنتورك.
الحكم: السويسري ماسيمو بوساكا.